المقالات

محمود السيوفى يكتب : وبيقولك أنت عملت إيه!!



في يوم 29 مارس، 2019 | بتوقيت 9:11 م

الصحفيون في الوقت الحالي حينما يكتبون وينقلون عن المصادر، ويجعلون من منصاتهم الإعلامية ساحة حرة أمام وجهات النظر المختلفة، لا يعجب الأمر الكثير من الأشخاص، الذين يتحملون مسئوليات تفرض عليهم المصارحة والمكاشفة، لكنهم لا يحبون إلا “التطبيل”، ويريدون من يكتب عنهم، يجمل صورتهم ويجعلهم “أحسن ناس في الكون”.

لم يعد هؤلاء يبدون تذمرهم من النقد فقط، بل تطور الأمر معهم ليصبحوا يبغضون حتى الحديث عن مهامهم الموكلة لهم، وحينما تسألهم “أنتم عملتم إيه؟” في ملف معين، يجيبك “طيب وأنت عملت إيه؟!” .. حلوة!!.

 أولًا من يسأل هو الصحفي، فهذه هي وظيفته وأساس مهنته، أما من عليه الإجابة عن الأسئلة فهو من وافق أن يلعب دور الشخصية العامة، والذي يبدو أنه أراد من وراء الأمر “البرستيج” فقط، ولا يهوى المساءلة!!

الصحفيون، وبالتحديد في الملف السياحي، صنعوا الكثير، ساندوا القطاع في أزماته، ودعموا مبادراته من أجل النهوض مجددا، كانوا أول من أشار إلى العيوب، أيضًا وأول من أشادوا بالنجاحات، ولم ينسبوا إلى أنفسهم الفضل في شيء، عكس الآخرين الذين ينسبون لنفسهم نجاحات لم يكونوا هم وراء تحقيقها، ربما كانوا على الهامش منها، لكن وقت أخذ الصور، سارعوا ليكونوا في المقدمة.

ثانياً لسنا أصحاب مصلحة في القطاع ، ولا نمتلك شركة سياحة ، ولا نشغل منصب أو عضوية فى غرفة من الغرف ، لكننا مرتبطين بمصلحة عليا هى الوطن ، مصر العظيمة التى تستحق منا الكثير والكثير ، وأن مصر أهم من الجميع.

نحن لا ندخل في سجال حول من أكثر وطنية، أو من يحب مصر أكثر، أو ” مين عمل أيه أو معملش أيه ”  فجميعنا يجب أن يهمنا المصلحة العامة، ولا نلتفت إلى صغار الأمور، ولكي نمر بسلام خلال هذه الفترة، ويحقق القطاع السياحي تعافيه بالكامل، يجب أن يلتزم من تحمل المسئولية بالشفافية والمصارحة، ويتعاطى مع الإعلام كشريك يفصح له بصدق عما يواجه من متاعب أو حتى إخفاقات ،وبدلاً من أن يترك ” صبيانه ” يتطاولون على الصحفيين لإظهاره هو وحده فى دور البطل الذي استطاع أن يقضي على منافسة بضربة واحدة ، حيث يكلفهم هذا ” الشمشون ” بالإتصال بالأصدقاء والمعارف ليحكى لهم عن بطولاته الوهمية .. حقيقي ” إذ لم تستحى فإفعل ما تشاء” ، وفى النهاية يقولك ” أنت عملت إيه”!!!

زر الذهاب إلى الأعلى
error: غير مسموح بنسخ المحتوى