المقالات

مصطفى النجار يكتب : إعادة التفكير فى السياحة !!


إمتلاك المقومات السياحية لايكفى لأن تكون دولة جاذبة للسياحة


في يوم 7 أكتوبر، 2022 | بتوقيت 11:09 م

 

” اليوم الاقتصادي ” ،وفى إطار حرصها على نشر الأراء والأفكار التى تفيد صاحب القرار السياحى ،نظراً لأهمية هذه الصناعة  للدخل القومى المصرى ،خاصة مع توجه الدولة لزيادة الدخل من القطاع السياحي إلى 30 مليار دولار ،فإنها تقوم بنشر مقال الكاتب الصحفى الكبير مصطفى النجار، التى سيتم نشره فى جريدة الأهرام فى عددها الصادر صباح الغد والذي التقط فكرته من شعار الإحتفال بيوم السياحة العالمي ..وإلى المقال :

الجودة والترفيه وصناعة الأحداث الرياضية والفنية خطوات على طريق قوة السياحة

 

يخطئ من يتصور أن مصر بكل ما تمتلكه من مقومات سياحية فريدة ولامثيل لها فى كثير من دول العالم أنها لابد أو يجب أن تكون فى مصاف الدول الأكثر استقبالاً لأعداد السياح فى العالم.. ذلك لأنه ليس معنى أنك تمتلك شواطئ تمتد لآلاف الكيلومترات على البحرين الاحمر والمتوسط أو كل هذه الكنوز الاثرية من أهرامات ومعابد.. أنك بالضرورة تكون فيما يمكن أن نسمية «نادى الكبار» سياحياً فى العالم مثل فرنسا وإسبانيا , لأنه من المعلوم عند أهل السياحة فى كل العالم أن المقومات شيء والمنظومة السياحية المتكاملة التى تجذب السائح شىء آخر.. فلا معنى لوجود المقومات وأنت لاتجيد التسويق والترويج لها بوسائل العصر الحديثة أو لاتقدم الخدمات بجودة عالية ولاتقدم الترفيه الذى يجذب السائح بل ولاتصنع من الأحداث الثقافية والفنية والرياضية العالمية ما يضعك فى بؤرة الاهتمام الإعلامى الدولى.
من هنا أتوقف لأتحدث اليوم عن شعار الاحتفال بيوم السياحة العالمى الذى أطلقته منظمة السياحة العالمية فى 27 سبتمبر الماضى احتفالاً بذكرى تأسيس هذه المنظمة 1970.. فقد اختارت للاحتفال فى كل بلاد العالم شعاراً فى غاية الأهمية والروعة وهو «إعادة التفكير فى السياحة».
وقال خبراء المنظمة الذين وضعوا هذا الشعار ان العالم بدأ يدرك بقوة من خلال الحكومات والمنظمات الدولية أهمية التنمية السياحية ودور السياحة فى دعم الاقتصاد وتوفير الوظائف، وأن العالم عليه أن يعيد تفكيره للاعتراف بالتحول نحو السياحة والاهتمام بها من حيث الحجم والأهمية كركيزة أساسية لتحقيق التنمية.. وإن اعادة التفكير تهدف إلى تحفيز النقاش حول كل قضايا السياحة ورفع باقى القيود عن السفر وزيادة ثقة المستهلك. وأن إعادة التطور والتفكير فى السياحة بهذا الشكل تعنى أن السياحة محرك قوى للتنمية المستدامة بما يسهم فى الدفع بالبنية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية فى المجتمعات التى عليها إعادة التفكير فى السياحة خاصة مع البدايات القوية والجيدة لحركة السياحة العالمية منذ بداية هذا العام.
ولذلك كما يقول خبراء المنظمة فإن الحكومات لايمكن أن تستمر فى استخدام نفس الطرق القديمة فى الإدارة السياحية ولابد أن تتحول إدارة السياحة إلى الاعتماد على العلم والتخطيط والتسويق الحديث حتى تكون أداة قوية تستخدمها الحكومات لتحقيق التنمية.. بل وتعمل الحكومات على تنفيذ السياحة المسئولة التى هى جزء من السياحة المستدامة وأهدافها التى تسعى لتوفير تجارب أكثر متعة للسائحين وتحقيق الاندماج بين الحضارات والثقافات وتحسين ظروف العمل للسكان المحليين.
لقد تعمدت اليوم الكتابة عن شعار «إعادة التفكير فى السياحة» لأننى استشعرت جمالاً وجدية فى معناه ويتواكب مع ما توصلت إليه مصر فى التعامل مع قضية السياحة والاقتناع بأهميتها من جانب الرئيس عبدالفتاح السيسى بكل مايقدمه للسياحة فى السنوات الأخيرة من دعم واهتمام ليس فقط من المناطق السياحية بل فى مختلف نواحى التنمية مثل البنية الأساسية والطرق والكهرباء والطاقة لأنها فى النهاية تصب فى خدمة التنمية السياحية.إن الأحلام المشروعة التى كتبنا عنها الأسبوع الماضى للسياحة المصرية بأن تصل إلى 30 مليون سائح و 30 مليار دولار بعد 3 سنوات حسبما يتمنى الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء هى بالفعل يمكن أن تصبح حقيقة وأن تكون كتفا بكتف مع تحويلات المصريين فى الخارج فى توفير العملة الصعبة أو الدولار لدعم الاقتصاد باعتبارها من أهم مصادر النقد الأجنبى.
إن إعادة التفكير فى السياحة بهذه الطريقة هو السبيل لتحقيق مليارات الدولارات سنويا.. لكن ونحن نفكر بهذه الطريقة الجديدة اعتماداً على التخطيط والعلم والتسويق والترويج بالوسائل العصرية الحديثة علينا أن ندرك أن حركة السياحة العالمية تغيرت وأن أهم مايجذب الملايين من السياح لأى دولة بجانب المقومات السياحية هى عدد من القضايا والتحديات التى يجب أن تكون لها الأولوية فى التعامل معها فى المرحلة القادمة.
أولها قضية الجودة فى المنتج السياحى والجودة بمعناها الشامل فى الأغذية والمشروبات وفى النظافة فى كل مكان وفى المطارات وفى التعامل مع السائح.
والثانية هى قضية الترفيه أو مايسمى بالظهير الخلفى فى المناطق أو المقاصد السياحية بمعنى توافر وسائل الترفيه المختلفة من كافيتريات ومطاعم ومسارح ودور سينما فضلاً عن الاهتمام بهذه القضية الثالثة أو مايسمى صناعة الاحداث الثقافية والفنية والرياضية الكبرى العالمية التى تجذب السياح إلى زيارة مصر. وليس معنى ذلك أن نهمل التحديات الأخرى التى تواجه السياحة مثل سلوكيات التعامل مع السائح أو حل مشكلات الطيران.
والذى لاشك فيه أن إعادة التفكير تستلزم بالضرورة الاهتمام بالتخطيط والعلم والتسويق والجودة والترفيه أكثر من أى وقت مضى لأن هذه هى عناصر القوة التى يمكن أن تضعك على طريق خريطة الدول الأكثر استقبالاً للسياحة العالمية.. لكن المهم هو استكمال المنظومة.. فليس بالمقومات وحدها نكون دولة سياحية كبرى… نعم لابد من إعادة التفكير فى السياحة!!

 

زر الذهاب إلى الأعلى