المقالات

محمود السيوفي يوجه رسالة إلى وزير السياحة والآثار الجديد المصرفى أحمد عيسي



في يوم 13 أغسطس، 2022 | بتوقيت 8:29 م

هي رسالة أتمني أن تصل للمسئول الأول عن السياحة والآثار الجديد المصرفى أحمد عيسى … في البداية أدعوا الله أن يوفقك فى مهمتك الجديدة وأن يعينك على هذه المسئولية الصعبة ، لكننا كلنا ثقة فى أن تعبر بالقطاع السياحى إلى بر الأمان ، خاصة وأن البعض بدأ في الحديث عن الخلفية الاقتصادية لكم كمصرفي مشهود له بالكفاءة ،وهو ما جعل البعض يتذكر الاقتصادى الراحل فؤاد سلطان وزير السياحة الآسبق ومدى تأثيره علي القطاع الذى أداره بفكر اقتصادي، يقابل هذا دعم حكومة غير مسبوق للقطاع يسهل من مهمة أى وزير .

لكن فى البداية لابد من توجيه الشكر للوزير الدكتور خالد العناني على الجهد الكبير الذى بُذل خلال المرحلة الماضية ..  الرجل  استلم القطاع في ظروف صعبة وحاول واجتهد حتى بدأت  الحركة السياحية تعود تدريجيًّا من جديد ، وشهد القطاع فى عهده نقله فى عدد من الملفات ،إلا أن الحرب الروسية الأوكرانية كان لها تأثيرها السلبى على الحركة الوافدة وقبلها كانت كورونا وما أدراك ما كورونا.

سيادة الوزير :  نعلم أنك تسلمت المسئولية والعالم يعيش فى ظروف اقتصادية صعبة فى كل المجالات وفى القلب منها حركة السياحة العالمية، سبق ذلك ظروف أشد صعوبة  بسبب ما فعلته كورونا فى القطاع بالكامل، وهي ظروف غير مسبوقة قضت علي الأخضر واليابس واستمرت لمدة عامين كاملين، وهى المرة الأولى التى يتوقف فيها القطاع بكل تخصصاته  من سياحة داخلية وخارجية وحج وعمرة ،  حيث كانت منفذاً للشركات لتعويض خسائرها في كل الظروف.   

 المهم بدأت العمرة خلال الموسم الماضى بصرف النظر عن تحديد الأعداد  .. بدأت العجلة تتحرك ، تبعها موسم حج وبأعداد محدودة ، وهنا فأننى أرى أن الجميع ضحية كورونا وتوابعها ثم الحرب الروسية الأوكرانية.

لكل ذلك وجدت نفسى أمام مسؤولية كبيرة من منطلق وطنى ،وحباً في هذا القطاع بعد أن قاربت علي ثلاثة عقود أكتب عنه ،وهو قطاع كبيرة ومهم وحيوى يحتاج كل جهد مخلص من الجميع .. لذا فأنا هنا أمام مسئولية تتطلب أن أنقل كل ما يدور في القطاع بكل صدق وأمانة وبشفافية مطلقة أملاً أن تنال رسالتي هذه إهتمام صاحب القرار الأول في القطاع السياحي بعد قرار القيادة السياسية بتعيينكم وزيراُ للسياحة والآثار، وأحددها فى عدة نقاط .

 1_ كما تعلم فإن القطاع السياحي يعيش ظروف صعبة جداً ، لكن المشكلة الحقيقية هي حالة التفكك وعدم الثقة لدى الجميع في كل ما يتم ،ليس تقليلاً منه ،ولكن هناك مشاكل وأزمات ثابتة لا تتغير بمرور الزمن ،مشكلات يمكن حلها بسهولة شرط أن تتوافر النيات السليمة والإرادة واختيار قيادات على قدر المسئولية، وقبلها تحركات من الجهة الإدارية ممثلة فى وزارة السياحة والآثار لتثبيت قواعد وقيم راسخة تحافظ على هذا القطاع..تحركات تقضي علي ” الشللية والمحسوبية”  ، وتضع نظام حقيقي للانتخابات، بحيث يجد القطاع من يمثله ويدافع عنه من أبنائه من خلال انتخابات بلوائح سليمة لا تخالف صحيح القانون ولا تقبل الطعن عليها بالبطلان وبعدها يدخل القطاع في دائرة مغلقة ..دائرة لجان تسيير الأعمال التي استمرت ومازالت لسنوات طويلة ولا نعرف لمصلحة من هذا؟  .. المهم قانون الاتحاد والغرف سيتم مناقشته عقب عودة جلسات مجلس النواب للانعفاد ، ثم بعدها تتم الانتخابات .

2_ القطاع يحتاج إلى ترتيب البيت من الداخل ، والترتيب هنا يأتى فى المقدمة منه إعادة النظر فيما تم تحت مسمى إعادة الهيكلة ، والتى أفرزت بعض من القيادات دون المستوى ولا تليق بجلال المنصب أو أهميته ،وبعضهم بدون عمل وبمسميات مختلفة ويتقاضون آلاف الجنيهات شهرياً.

3_ الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي ، التى خرجت تماماً من الخدمة ..للأسف الهيئة التى كان يشار إليها بالبنان أصبحت ضعيفة كالمريض الذى يفشل معه العلاج بسبب أن التشخيص خاطئ ..الهيئة لا تستطيع مواجهة ما يدور من حولها ، وأصبحت مثل أى مصلحة حكومية تعج بالموظفين دون أى فائدة تذكر ، أصبحت هيئة تنشيط السياحة عبء على السياحة بعد أن فقدت الدور التى تأسست من أجله ،وهو الترويج والتسويق للسياحة المصرية، بسبب المحسوبية والاعتماد علي أهل الثقة ،ونقل كفاءات كبيرة مشهود لها من الجميع  إلى مخزن وزارة السياحة والآثار ودخولهم “الثلاجة “، كل عملهم هو شرب الشاى والقهوة ثم الانصراف يومياً بدون أي عمل. 

4_ ملف السياحة الخارجية، ويكفى أن تعلم أن مصر بكل ما فيها لا تحصل علي نصيب عادل من حركة السياحة العالمية الوافدة لعدة أسباب، علي رأسها من وجهة نظري عدم وجود رؤية واضحة خلال السنوات الماضية لتسويق المقاصد السياحية المصرية بما يليق بها ،والتركيز علي أسواق تقليدية رخيصة الثمن ،وتجاهل أسواق واعدة من الممكن الحصول علي أعداد كبيرة منها ، ومحاولة البعض السيطرة علي عدد من الأسواق في عملية احتكار ممنهجة يدفع ثمنها الجميع ، وعدم وجود سعر عادل للمقصد السياحي المصري مما أدى في النهاية إلى بيع مصر سياحياً بأسعار لا تجد لها مثيل في أي مكان في العالم ، وللأسف حتي  في بلاد لا يمكن مقارنتها بمصر بأي حال من الأحوال .

 5_  ضرورة مراجعة الإجراءات الاحترازية والوقائية والرقابية بعناية شديدة مع بعض من يخالفها .. رقابة صارمة علي جودة ما يقدم من خدمات للسائحين في كل الفنادق والمنتجعات السياحية.

6_   ملف الحج والعمرة ،وهو ملف معقد لكنه مهم ويحرك غالبية القطاع السياحى، ويسبب الكثير من المشاكل والأزمات ..باب رزق يعتمد عليه الغالبية العظمي من شركات السياحة ،خاصة في أوقات الأزمات ،إلا أن ما حدث الموسم الماضي بعد فتح باب العمرة وتحديد أعداد تسبب فى ضياع ملايين الجنيهات على الدولة، بعد أن لجأ المواطنين الراغبين في أداء العمرة إلى أبواب خلفية للسفر من خلال سماسرة أو حتى شركات سياحة وبعيداً عن بوابة العمرة المصرية بسبب قلة عدد التأشيرات .

اضطر المواطنون إلى التعامل مع هؤلاء بعد ضياع حلمهم بأداء عمرة بأسعار مناسبة من خلال الأبواب الشرعية  بسبب دراسات اقتصادية غير صحيحة ،وفى النهاية ضاعت على الدولة الملايين بعد القرارات السعودية التى سهلت السفر للجميع منها نظام b2c وغيرها من الوسائل الأخرى .

مر موسم العمرة الماضي بكل ما فيه ووصلنا لموسم هذا العام، وقد صدر قرار من مجلس الوزراء ببدء الرحلات من أول أكتوبر المقبل ، إلا أن الضوابط المنظمة للعمل لم تصدر حتى الآن، ولم يعلن عن الأعداد التى تنفذها الشركات خلال الموسم وهو أمر يحتاج منكم  إلى الاستماع لرأى القطاع ونقل صورة حقيقية وواضحة للحكومة بفتح الباب بدون تقييد للتسهيل على الجميع وتوفير الملايين من رسوم لبوابة العمرة المصرية ،وغلق كل الأبواب الخلفية التى تعمل خارج إشراف الدولة.

7_ هناك حالة من الخلاف الشديد بين أبناء القطاع، وعدم الثقة في من يمثلهم سواء في الاتحاد أو الغرف السياحية مع كل الأحترام والتقدير للجميع ..هذا بالإضافة إلى غياب الكثير من الأصوات التي تتمتع بالعقلانية والخبرة والحنكة في كثير من الملفات ، للأسف عانى القطاع لفترة طويلة بسبب غياب الكثير من أبنائه المشهود لهم بالخبرة عن المشهد ، وأصبح من يمثل القطاع عدد محدود يمكن عدهم على أصابع اليد الواحدة  . 

يا سيادة الوزير ..اسمعها مني ، افتح عقلك وقلبك للجميع وبادر بفتح حوار مجتمعي لأبناء القطاع يحضره عدد كبير منهم، للاستماع إلى كل وجهات النظر ..فالقطاع السياحي مليئ بالخبرات الكبيرة والكفاءات..حوار يتم فيه عرض كل المشاكل بوضوح ويقرب وجهات النظر في كل ما يدور ويخص القطاع . .

أتمني أن تصل رسالتي..وفقكم الله لما فيه الخير وللحديث بقية . 

زر الذهاب إلى الأعلى