المقالات

الدكتور نورالدين بكر يكتب : العناني..وعودة الروح



في يوم 24 أبريل، 2021 | بتوقيت 12:30 ص

يغيب عن كثير من المحللين والباحثين في قضايا السياحة بين الانحسار ووباء كورونا وقراءة الغد حقيقة هامة هى : أنه بالتخطيط والأسلوب العلمي المتخصص والقدرة علي فنون إدارة الأزمات بثبات إنفعالي وأيادي غير مرتعشه، وهنا يهمني أن مجموعة من الحقائق الموضوعية التالية للمشاركة بالفكر والرأي والرؤيا في قدرتنا علي مواجهة التحديات التي تواجه حركة الاقتصاد السياحي وذلك علي النحو التالي:

أولاً : توقف حركة السفر وإغلاق المطارات لظروف جائحة كورونا، أمكن للفكر المتخصص بقيادة الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار إدراك حقائق الموقف وتمهيد البنية التحتية والتسويق الجيد للصورة الذهنية للمقصد السياحي المصري، وبما يعكس الأمان وسلامة الإجراءات لحماية وضمان سلامة القادمين لمصر، بدءً من إجراءات استقبال العالقين في الفنادق والمنتجعات المجهزة والمعقمة في سهولة ويسر، حيث نقلنا للعالم صورة متحضرة لأسلوب أكثر تحضراً في إجراءات الصحة والسلامة لنزلاء الفنادق وما حولها، وشارك القطاع الخاص المصري بدور فعال في تحمل المخاطر وإدارة الازمة برسالة آثارها البعيدة تمهد لما بعد الجائحة.

ثانياً : إن إصرار وزارة السياحة والآثار علي استثمار عملية نقل المومياوات وإفتتاح متحف الحضارة بالفسطاط، لتعميق مفهوم الصورة الذهنية المتحضرة، وكنوع من التسويق المتميز والمبهر للفن والإبداع، ومخاطبة العالم بقدسية وتميز لاحترام مصر شعباً ودولة، لإقرارها وأمجاد الأجداد، لذا فإن النجاح الغير مسبوق في تنظيم وإدارة الحدث بالتنسيق مع كافة أجهزة الدولة، خاصة قطاعات الشباب، إنما حقق إنجازا في صمت وكان الأداء أقوي من كل الكلمات والرسائل، ولا يقدر أثره بأية جهود ويفوق ما تصنعه مليارات التسويق والتنسيق لأكثر من عشر سنوات قادمة، شريطة استثمار قوي السوق والشركات، خاص وعام، والمنظمات الأهلية والاتحادات والغرف لقوة الدفع وضمان استمرار الاستخدام الأمثل لما تحقق وإثارة..

ثالثاً : إن قرار وزير السياحة والآثار بوضع ضوابط الأسعار وتحديد حد أدني لأسعار الخدمات والأنشطة الفندقية، وبما يمثل مواجهة طال انتظارها لإيقاف المنافسة القاتلة وقت الأزمات، حتى يمكن تجاوزها بما يضمن الحفاظ علي سمعة المقصد السياحي المصري، وأيضا كواحد من أهم أدوات الإعداد لما بعد الجائحة، وبما يحقق العودة التدريجية الفعالة بعد انتهاء الأزمة، كما يحق عدالة توزيع الأعباء وتهيئة السوق كوحدة اقتصادية، تمثل أهم مصادر الدخل القومي، ومشاركة فعالة في المشروع القومي النهضوي التي تقوم به الدولة ..

رابعاً : يتعين استثمار النجاح في الإعداد لما بعد الأزمة، وأن يتبني الاتحاد المصري للغرف، وغرفة الفنادق وشركات الفنادق تكثيف الجهود المنظمة والمخططة وبأساليب علمية تتماشي مع استشراف المستقبل، من جهود التدريب ورفع كفاءة الأداء وتبني سياسة تحقق الاستخدام الأمثل للقوي البشرية، وكذلك تهيئة الفنادق والمنشآت بتنفيذ عمليات الصيانة والأحلام والتجديد ورفع كفاءة البنية التحتية للفنادق، وتنفيذ برامج جادة وفعالة للتطوير والتجديد والتحديث..

خامساً : إن عودة السياحة الروسية وفتح حركة الطيران، هو بداية فعلية لعودة الحيوية والنشاط، والذي تمت بجهود مضنية لأجهزة الدولة وبتوجيهات القيادة السياسية، وتعاون الخارجية المصرية، الأمر الذي يتخطي حدود التفاؤل للإعداد الجيد لاستقبال فعاليات بدء حركة السياحة الروسية للغردقة وشرم الشيخ وفنادقها ومنتجاتها. 

سادساً : إن حرص العناني علي التنسيق والتكامل مع كل الأجهزة والهيئات وتقديم تحليل موضوعي للرؤيا بأسلوب علمي متخصص وقدرة علي المخاطبه، يفتح الباب أمام الجميع للمشاركة بالفكر والرؤيا والرأى في رسم خطي القطاع، إيماناً بوحدة المسؤلية والأهداف الاقتصادية وجماعية القرار، دون تصور لمجاملة نرفضها أو كلمات لا تدرك خطي أقدامها، فأنها محاولة للمشاركة بالفكر والرأي بعد عودة الروح والوعي لأهم قطاعات الدولة، ممثلة في السياحة كصناعة لها آسسها ومقوماتها، والتي إن تحقق الاستخدام الأمثل لامكن للنشاط السياحي أن يكون وبحق قاطرة التنمية..

زر الذهاب إلى الأعلى