المقالات

الدكتور نور الدين بكر يكتب : صندوق النذور والسياحة…!!!



في يوم 7 يونيو، 2020 | بتوقيت 11:05 ص

..تعد الحكومة لاستصدار تشريع لضم صناديق السياحة والتنشيط لصناديق وزارة الآثار، وهنا تذكرت مذكرة للمرحوم المستشار برهان سعيد بشأن أحقية وزارة السياحة في الإتاوة المفروضة علي حصيلة كازينوهات القمار، والتي كانت تؤول حينها لوزارة الإسكان، والتي عرضت علي الوزير العظيم صاحب القرار والرؤية فؤاد سلطان، والذي كلفني بالتفاوض والدراسة مع الإسكان، وأفادت بأنها تطهرها ببناء المساجد والحج والعمرة، فاستصدر فؤاد سلطان بايلولتها لوزارة السياحة، صاحبة الولاية علي الفنادق والشركات والمنشآت السياحية للتنمية والتسويق ومواجهة الأعباء التي تواجه القطاع..وهنا أضع علي بساط الحوار للمشاركة بالرأي من خلال تاريخ وتجربة ورؤية رؤوس الموضوعات التالية:
أولاً : إن ضم وزارة السياحة ووزارة الآثار تم لظروف التشكيل حينها وليس لإرتباط عضوي بين السياحة والآثار، حيث أن السياحة صناعة لها آسسها ومقوماتها ومصادر تمويلها، بينما الآثار لا تعدو أن تكون أحد مدخلات مكون المنتج السياحي مثلها مثل الشواطئ والجزر ومناطق الغوص والمحميات الطبيعية والبريهة والصحاري والمساجد التاريخية والأديرة، ثم طبيعة وسمات الإنسان المصري..

ثانياً : إن الضم لو كان لأسباب فنية وجوهرية وليس لظروف التشكيل،  لماذا لم تتم عملية دمج كاملة للهياكل التنظيمية والعمالة ونظم الحوافز والمكافآت والأمور المالية، لخلق كيان واحد بدلا من مفهوم وزارتين يشرف عليهما وزير، وأتصور وذلك حق ليوم ولدواعي وظروف التشكيل الجديد يعاد الفصل، كما وأن الضم لتقارب النشاط يتعين معه ضم وزارة الثقافة المالكة للصوت الضوء وأدوات بناء الوجدان ونشر الوعي وخلق ثقافة جديدة للسلوك…

ثالثاً : إن صناديق السياحة والتي تمولها المنشآت والغرف والفنادق جانبا كبيرا، بالإضافة لإتاوة القمار بنسبة ٢٥%من الحيلة، إنما تستخدم للتنمية و التطوير ومعاونة الشركات وقت الأزمات ودعم دراسات السوق والتسويق والتنشيط والترويج بالإعلان الباهظ عن المقصد السياحي المصري والمشاركة في المعارض والمؤتمرات والمهرجانات الدولية وليس لغير ذلك، وفي حالة ضم الصناديق فماذا يري خبرائهم لو تم الفصل وهو حادث يوما ولا محالة ومصير أموال السياحة خاصة إرتفاع تكلفة ترميم وتهيئة الآثار، والتي يمكن أن تجد وزارة الآثار ألف بديل لمصادر ذاتية..
رابعاً : اذا كان مبرر ضم الصناديق للتنسيق لجهود التسويق والتنشيط فذلك مدخلا لأن نطالب بضم صناديق النذور بالمساجد ونصيب من تبرعات الأديرة وتشرف الوزارة علي موالد آل البيت والعارفين لتنشيط وتشجيع السياحة الداخلية والخارجيةو الدينية…
خامساً : يرتبط بالتنمية السياحية أكثر من ٧٥ صناعة مساعدة كالبناء والتشييد والأثاث والمنسوجات، فهل نضمها أم أننا يجب أن ندرك أن السياحة قاطرة التنمية مسؤولية أجهزة الدولة كل في اختصاصه..
سادساً : آن الآوان لأن تحذو الوزارة حذو الرئيس السيسي القدوة ، بأن تستتطلع رأي أصحاب المهنة واتحاد الغرف السياحية والخبراء  وعلماء كليات ومعاهد السياحة بأقسامها ولجنة السياحة بمجلس النواب…وما خاب من استشار ويقول رب العزة لرسوله”فاعفوا عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر..
….وختاما هي محاولة للمشاركة ل،ا لهدف ولانية “،إن  أُريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله “،
واحذروا فوزارة قطاع الأعمال لها النصيب الأكبر في حصيلة الإتاوة، فهي المالكة للفنادق والشركات وصاحبة القرار في مصادر التمويل الذاتية للقطاع وليس السكوت علامة الرضى. 

زر الذهاب إلى الأعلى
error: غير مسموح بنسخ المحتوى