المقالات

محمود السيوفي يكتب : “البترول”..و صحافة المحسوبية.. “والطبيخ البايت”!!!



في يوم 16 مايو، 2020 | بتوقيت 10:45 م

لا نمل من تكرار تأكيد أهمية الصحافة ودورها في دعم مؤسسات الدولة، وتسليط الضوء على الإيجابيات، والمشاركة في كشف السلبيات وعلاجها، لكن البعض لا يدرك هذا الأمر، ومنهم العاملون في وزارة البترول.

وسبق أن أشدنا بالمستشار الإعلامي لوزارة البترول حمدي عبدالعزيز ، ومن معه في إعلام الوزارة، وحرصهم على إصدار البيانات المنضبطة عن أعمال الوزارة، لكن من الواضح أن هناك مراكز قوي داخل مكتب الوزير لا تريد أن يكون هناك إعلام ناحج للوزارة يحافظ على تقاليد العمل الإعلامي ومنها عدم تسريب الأخبار لعدد معين على حساب الأخرين، وتصبح معها أخبار المكتب الإعلامي كالطبيخ البايت، الذي لا طعم له ولا رائحة، ويبقى القطاع معزولا عن الصحفي، وممنوع عليه الاقتراب أو التصوير منه، إلا من يحظى بـ”صداقة” أحدهم في مكتب الوزير.

هنا عندما نقول صحافة “المحسوبية”، فهؤلاء الذين يعتمدون على الشللية داخل مكتب الوزير، الذين “يسربون” الأخبار وتحركات الوزير، بينما يصدون الطريق أمام استفسارات الصحفيين الآخرين، رغم أن ما ينفع الناس أكثر من معرفة “أين سيذهب الوزير غدا”، أن يعلموا ما كيف يسير العمل في القطاع، وحجم الجهد المبذول، وكيف يواجه التحديات المحلية والدولية حاليا في ظل أزمة كبيرة تعصف بالعالم بأسره، والكل في حاجة للتوعية ومعرفة المزيد كي يطمئنون على هذا القطاع الحيوي والمهم للدولة.

نعلم أن الوزير لا يفضل “الصحافة المقروءة”، لكننا على يقين أن الرجل لا يرضى بمثل هذه التصرفات، ولن يرضى بقرارات الترقيات أو تغييرات رؤساء الشركات التي يصدرها ويتم تسريبها لمجموعة بعينها، ونعلم أيضا أن الوزير لن يقبل بأن تكون هناك مراكز قوي بديوان عام الوزارة.. الصحافة هي الأساس، وهي المنبع الذي ينهل منه كل أشكال الإعلام الأخرى.

لا يجب أن تغلق وزارة البترول كل نوافذها، وتبقى منعزلة عن الناس بعيدة عنها، فهذا ليس في مصلحة الوزارة أو الإعلام أو المواطنين، بينما يجب أن تنفتح لكل الصحفيين وكل الكاميرات والأقلام والميكروفونات، ولا تعتمد فقط على “ما يتسرب من مكتب الوزير”…

زر الذهاب إلى الأعلى