المقالات

الدكتور نور الدين بكر يكتب : السياحة والاقتصاد وكورونا!!!



في يوم 5 مارس، 2020 | بتوقيت 11:13 ص

..يغيب عن كثير من المحللين والباحثين لظاهرة إنتشار فيروس كورونا حقيقة هامة، هي أن التركيز الإعلامي والحكومي والشعبي ينصب علي الجانب الصحي والوقائي وثقافة المواجهة الصحية فقط، بينما يغيب الآثار المباشرة وقد تكون طويلة الأجل علي الاقتصاد والسياحة، وهنا يهمني أن أضع بعض الحقائق الموضوعية التالية علي بساط البحث:
أولاً : بدون تجميل للكلمات، فقد أثبتت التجربة غياب مفهوم إدارة الأزمة بمعني التنبؤ من خلال قراءة الواقع المحلي والإقليمي، وليس بمفهوم إدارة الأزمة فور وقوعها وبدء أثارها السلبية.
ثانياً : في قطاع السياحة والمرض منتشر ويحذر منه العالم منذ خمسة أشهر، لذا كان يتعين دراسة المخاطر والتنبؤ بآثرها علي حركة السفر والإنتقال بين الدول والخطوات المتوقعة للمنع وإغلاق الحدود وحظر تقبل الزحام والإختلاط الجماهيري، وخاصة إثر ذلك علي الحج والعمرة لمواجهة الحدث وليس التسابق علي أعداد المتعاملين لتحقيق عائد كبير وتوقيع إتفاقات دون شروط القوي القاهرة، أو توقع الحظر والمنع من جانب السلطات السعودية .
ثالثاً : إنحسار السياحة الخارجية المتوقعة وآثاره المالية علي عوائد الشركات مما يؤكد ما سبق ونوهنا إليه، من ضرورة وجود صندوق مشترك للشركات والاتحادات والغرف لمواجهة الآثار السلبية ماليا للأزمة علي السياحة والفنادق والقري السياحية دون تحميل الدولة والعاملين كل الأباء. 
ثالثاً : ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة تعويضية بدراسة إمكانية الاعتماد علي السياحة الداخلية بحوافز وبتنسيق مع الأجهزة، توقعا لاستمرار الحال علي ماهو عليه.
رابعاً : أما الآثار الاقتصادية، فتبدو ملامحها في توقف متوقع للتبادل التجاري وتأثر حركة الاستيراد والتصدير بين الأسواق العالمية وأزمة اقتصادية متوقعة، وكذا سياسات الاستثمار، وهنا يتعين علي أجهزة التخطيط والمجموعة الاقتصادية الإسراع في وضع تصور لسياسات تقليل هذه  الآثار، بدلاً من الحديث عن الحالة الصحية. 
خامساً : من دروس الأزمة، أنه يتعين دعم الاستثمار الصناعي بدلاً من الاقتصاد الريعي العقاري غير المنتج، للحد من الاعتماد علي الخارج، هذا فضلاً عن دراسة السوق والتركيز علي الصناعات التي ستشهد تحولاً من مناطق تركزها لأسواق بديلة، مع تحفيز المستثمر الوطني للاستثمار الصناعي لمواجهة مرحلة ما بعد الانحسار، ودراسة حركة الطلب علي العمالة المصرية في الأسواق العربية والبدائل ضماناً لاستمرار تحويلات العاملين.
سادساً :  تناول  الإعلام للأهمية الاقتصاديه للآثار المتوقعة، ونشر ثقافة حشد الدور الشعبي والاجتماعي للمشاركة في المواجهة بسلوك اقتصادي واستهلاكي يلائم الأهداف المرجوة ومؤشرات البورصة.
ختاماً  هي محاولة للمشاركة بالكلمة والفكر في الإشارة للآثار الاقتصادية للكورونا علي أنشطة الدولة.. “وما أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله”. 

زر الذهاب إلى الأعلى
error: غير مسموح بنسخ المحتوى