المقالات

الدكتور نور الدين بكر يكتب عن تخفيض سعر الفائدة علي الإيداع والإقرض!!!



في يوم 16 نوفمبر، 2019 | بتوقيت 12:09 م

يغيب عن كثير من المحللين لدراسة بيانات الأرقام والتحليل المقارن للنتائج، حقيقة هامة، هي أن غياب الموائمة السياسية والاجتماعية للقرار الاقتصادي ينتهي بفوضي مالية ومواجهة إجتماعية، وهنا يهمني أن أضع علي بساط الحوار مجموعة من الحقائق الموضوعية الآتية :
أولاً : للمرة الثالثة تخفض لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي سعر الفائدة علي الإيداع والإقراض بقيمة ٣%، بدعوي انخفاض سعر التضخم، استنادا لتقارير الجهاز المركزي وتقارير هيئات ومنظمات أجنبية وبرامج توك شو لقياس الرضي العام، تشتم في بعضها، قيم النفاق والتملق ويتعين دراسة السوق وحركة السلع والخدمات والأسعار ورأي الناس والشارع وبموضوعية بعيدا عما تعودنا من “طخ الأرقام وعزيز تثبت انزل عد” 
ثانيا : إن خفض سعر الإيداع يؤثر سلبا علي مصالح البسطاء والفقراء لمواجهة غدر الزمان وشر العوز، وهي الطبقات التي قدمت مدخراتها لمشروع قناة السويس ثقة في السيسي وإيمانا به، وليس ثقة فيكم، بينما تخفيض سعر الفائدة علي الإقراض تصب لصالح جماعات المصالح ورجال الأعمال بدعوي تشجيع الاستثمار، الأمر الذي يتعين معه بيان حجم ديونهم المتوقفة عن السداد بدعوي التأثر، علما بأن غالبية إيداعاتهم خارج الحدود، وبعض استثماراتهم وشراكتهم وحجم الاستثمار الصناعي والزراعي خلال ٨ سنوات، مع استبعاد مشروعات جهاز الخدمة الوطنية حيث لا تقوم علي الاقتراض.
ثالثا: هناك فارق كبير بين نسبة النمو ومعدل التنمية الاقتصادية، وكذا بين مفهوم الإصلاح المالي والإصلاح الاقتصادي، حيث يتعين دراسة أثر ما يتم علي البنية الطبية والطبقية، للوقوف علي ردود الأفعال المتوقعة .

رابعا: إن الاستناد علي نظرية ليس كل المودعين سيسحبون إيداعاتهم في ليلة أو لحظات واحدة، أمر يحتاج لوقفه في ظل ظروف مجتمعية يتباين فيها الفارق بين الثراء والفقر، ويزداد  في ظل تجربة سابقة لشركات وجماعات توظيف الأموال وأثرها علي البنوك في ظل مخططات تعد لضرب القدرة الاقتصادية المصرية بالتحريض .
..ختاما إن الموائمة السياسية والاجتماعية للقرار الاقتصادي ضرورة لتفادي آثارها علي الفقراء والبسطاء وهم الأغلبية التى تحملت أعباء الإصلاح المالي والاقتصادي .
أيها السادة مغريات توظيف الأموال تطل برأسها ولا تراهنوا علي صبر الناس واعلموا أن صبر الناس والشارع ثقة في السيسي وإيمانا به وليس ثقة فيكم، ابحثوا عن سياسات للإصلاح المالي وهي كثيرة كبدائل، بعيدا عن حقوق البسطاء والغلابة الصابرين .
اللهم بلغت اللهم فاشهد..

زر الذهاب إلى الأعلى