المقالات

محمود السيوفى يكتب : عبدالناصر أحمد .. وداعاً يا أخى ويا صديقى



في يوم 2 سبتمبر، 2019 | بتوقيت 3:37 ص

هو أخى وصديقى ، وعشرة عمر طويل ، تزاملنا لسنوات من الصعب عدها فى تغطية الملف السياحى ، وكان نعم الأخ والصديق العزيز والقريب إلى قلبى جداً ، إنساناً نقياً وفياً للجميع ، وكان رجلاً ، فى زمن عز فيه الرجال ، ولمن لا يعرف عبدالناصر ، أو أبو أحمد كما كنت أُناديه ، هو رجل صعيد قادم للقاهرة من مركز الغنايم بمحافظة أسيوط ، عمل فى مهنة الصحافة ، ومنذ اليوم الأول له كانت عنده ثوابت لا تتغير أو تتجزأ ، ثوابت تحكمها قيم راسخة لرجل صعيدى شهم لم تغيره القاهرة وبريقها ، أو هذه المهنة .. ظل متماسكاً وثابتاً على مبادئه ، بالرغم من كل الإغراءات ، لم يتغير أو يتلون ، كاتباً سياحياً من طراز فريد ونفيس ، وقبل هذا إنساناً بمعنى الكلمة صافى القلب ، لم يحقد على أحد أو يدخل فى خلاف ، تربطه علاقة طيبة بالجميع سواء أصدقائه أو زملائه ، بل وكل من عرفه وتعامل معه ، كانت مكالمته دائماً يبدأها ” أنت فين يا أبو سماء ” ترن فى أذنى ، وكلاماته المخلصة ، ووقوفه معك فى كل المواقف رجل قوى معدنه أصيل ، تحس وأنت معه بإن لديك سند وظهر كبير ، سافرنا سوياً فى سفريات كثيرة ومتعددة ، وكان نعم الرفيق والصديق ، حدثته بالأمس لأعزيه فى وفاة إبن شقيقته ، وتواعدنا أن نلتقى يوم الأربعاء، لوجودى خارج القاهرة ، ولا أعلم أنها المكالمة الأخيرة بينى وبينه … للآسف مات عبدالناصر أحمد دون أن نلتقى فى الموعد المحدد بيننا ، وفى  مكتبه العامر بجريدة الأهرام المسائى بالأصدقاء والأحباب من كل مكان  … للآسف مات عبدالناصر دون أن يخبرنا عن سبب حب الناس بإختلافهم له ولشخصيته كصعيدى تحكمه عادات وتقاليد ، أصبح من الصعب تواجدها فى هذا الزمان. 

استطاع وهو كاتب سياحي كبير يمتلك قلم رشيق، ومفردات جميلة، أن يسجل اسمه بين العظماء من الكتاب السياحيين، بموضوعاته وتحليلاته وأخباره ومقالاته، وقبل كل ذلك بأخلاقه وقيمه الراسخة.. للآسف فقدت اليوم قيمة كبيرة وصديق عمر عزيز ومخلص، فلم أكن أصدق خبر وفاته… لكنه هو الموت الحقيقة الواحدة في هذا الكون.. ماذا أقول يا صديقي ؟.. أاقول وداعاً يا أخي ويا صديقي.. أم أقول يا صديقي طبت حياً أو ميتاً.. ماذا أقول؟ .. يارب بحق وقدر حبيبك النبي محمد صل الله عليه وسلم، أغفر لعبدك عبد الناصر، وألحقه بالصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، اللهم شفع فيه حبيبك محمد، وأجعل قبره روضة من رياض الجنة اللهم آمين. اللهم ألهمنا جميعاً الصبر الجميل. 

 

زر الذهاب إلى الأعلى