مصطفي النجار يكتب ل ” اليوم الاقتصادي ” : مأساة ميريديان القاهرة .. و شيراتون الغردقة !
في يوم 7 سبتمبر، 2021 | بتوقيت 6:10 م
للأسف هذه قضية أكتب فيها منذ ما يقرب من عشرين عاما , و حتي هذه اللحظة التي نقرأ فيها هذا المقال لا أجد أملا أو ما يشير إلي انفراجة للتغلب علي هذه الأزمة , أو قل المأساة .. لأنها بالفعل مأساة .
قضية إغلاق فندق مريديان القاهرة الشهير في قلب النيل عند وسط العاصمة في أجمل بقاع الدنيا من وجهة نظري و الذي كان و مازال يعد تحفة الفنادق القاهرة بتصميمه المعماري المتميز جدا و الذي تحول إلي أحدي علامات القاهرة السياحية .
هذا الفندق الرائع أغلقه المستثمر العربي و كان قد أشتراه منذ سنوات من الدولة في بدايات عصر الخصخصة ..
و قبله كان قد أشتري فندق شيراتون الغردقة الشهير إحدى علامات الغردقة السياحية ذو التصميم المعماري الدائري الشهير و معه 80 فدانا حوله , و للأسف هذا الفندق هو الأخر مغلق منذ نحو 25 عاما , بل و تحول إلي ما يمكن تسميته القصر المهجور .
و أنا لست اليوم بصدد اللوم علي من باع أو من أشتري فلكل عصر ظروفه و قراراته , و لكني اليوم أذكر فقط بأن المأساة مستمرة بامتياز و السياحة المصرية و الاقتصاد المصري هو الخاسر بالطبع من إغلاق الفندقين .
سنوات طويلة و المستثمر العربي يتفاوض مع جهات الدولة المختلفة في القاهرة و محافظة البحر الأحمر بالغردقة و لكن لا حل يري النور أبدا , كان المستثمر قد تقدم لمحافظة القاهرة بطلب لهدم فندق ” المريديان ” و بناء 3 أبراج سكنية فندقية , لكن المحافظة رفضت بعد دراسة الحالة المرورية في المنطقة و كذلك هناك حالة من الرفض لهدم هذا الفندق باعتباره أحد معالم القاهرة السياحية , نفس المأساة في شيراتون الغردقة تتكرر و الفندق مغلق .
لست بصدد تحديد من المخطئ أو المصيب كما أشرت في صدر هذه السطور أنا أتحدث فقط عما يحزن قلبي و قلب كل مصري يمر بالفندقين و العنكبوت يعشش فيهما كل هذه السنوات .
أذكر أني كتبت مقالا بعنوان ” الفرص الضائعة ” بصفحة السياحة و السفر بجريدة الأهرام يوم الخميس 22 مايو 2008 عن هذه الفرص الضائعة و قلت من السبب في عدم فتح الفندقين أمام السياحة و بالتالي تحقق الدولة دخلا من الرسوم و الضرائب و تشغيل الفندق و غير ذلك , أي أن هناك فرصا ضائعة علي الدولة في زيادة دخلها من السياحة , و قبل ذلك كتبت في 2006 مقالا عنوانه ” أزمة علي النيل و في الغردقة ” و قلت يومها ماذا تفعل الدولة عندما لا يتحقق الهدف من الخصخصة و تتحول هذه الفنادق إلي قصور مهجورة .
و يبقي التساؤل من يقدر علي مواجهة هذه المأساة ليعيد الأضواء و السياحة و الحياة و البهجة إلي هذين الفندقين الرائعين , و من يوقف حسرة كل مصري علي هذا الجمال المغلق بالضبة و المفتاح دون أسباب مقبولة .