المقالات

محمود السيوفي يوجه رسالة للدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار؟



في يوم 15 أغسطس، 2021 | بتوقيت 10:41 م

هي رسالة أتمني أن تصل للمسؤول الأول عن السياحة، الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار… في البداية لا يمكن أن ننكر أو نتجاهل حجم المجهودات الكبيرة الذي تقوم بها لخدمة هذا القطاع، ومساعيك المستمرة لعودة الحركة السياحية الوافدة لمصر كما كانت من قبل ..ونعلم أنك تسلمت المسؤولية في ظروف صعبة جداً ،خاصة ما بعد كورونا وتداعياتها علي القطاع السياحي بالكامل، وهي ظروف غير مسبوقة قضت علي الأخضر واليابس داخل هذا القطاع، فلأول مرة يتوقف القطاع بكل تخصصاته من سياحة داخليةوخارجية وحج وعمرة ، وما أدراك ما الحج والعمرة،  حيث كانت منفذاً للشركات لتعويض ما يلحق بها من خسائر في كل الظروف.   

سيادة الوزير مع بداية عودة الحركة السياحية تدريجيًّا، ومع إعلان المملكة العربية السعودية عن فتح باب العمرة ،وهو أمل طال إنتظاره لشركات السياحة..والله أعلم إذا كان فيه عمرة من أصله أم لا ،فالجميع ضحية كورونا وتوابعها..من هنا وجدت نفسى أمام مسؤولية كبيرة من منطلق وطنى ،وحباً في هذا القطاع بعد أن قاربت علي ثلاثة عقود أكتب عنه ،وهو قطاع كبيرة ومهم وحيوى يحتاج كل جهد مخلص من الجميع .. لذا فأنا هنا أمام مسؤولية تتطلب أن أنقل كل ما يدور في القطاع بكل صدق وأمانة وبشفافية مطلقة أملاً أن تنال رسالتي هذه إهتمام صاحب القرار الأول في القطاع السياحي..

يا سيادة الوزير كما تعلم فإن القطاع السياحي يعيش ظروف صعبة جداً ، لكن المشكلة الحقيقية هي حالة التفكك وعدم الثقة لدى الجميع في كل ما يتم ،ليس تقليلاً منه ،ولكن هناك مشاكل وأزمات ثابتة لا تتغير بمرور الزمن ،مشكلات يمكن حلها بسهولة شرط أن تتوافر النيات السليمة ، وقبلها تحركات من الجهة الإدارية لتثبيت قواعد وقيم راسخة تحافظ على هذا القطاع..تحركات تقضي علي ” الشللية ” والمحسوبية ، وتضع نظام حقيقي للانتخابات، بحيث يجد القطاع من يمثله ويدافع عنه من أبنائه من خلال انتخابات بلوائح سليمة لا تخالف صحيح القانون ولا تقبل الطعن عليها بالبطلان وبعدها يدخل القطاع في دائرة مغلقة ..دائرة لجان تسيير الأعمال التي استمرت ومازالت لسنوات طويلة ولا نعرف لمصلحة من هذا؟ .

يا سيادة الوزير القطاع يحتاج إلى ترتيب البيت من الداخل..تبدأ أولاً بملف السياحة الخارجية، فكما تعلمون فإن مصر بكل ما فيها لا تحصل علي نصيب عادل من حركة السياحة الوافدة لعدة أسباب علي رأسها من وجهة نظري عدم وجود رؤية واضحة خلال السنوات الماضية لتسويق المقاصد السياحية المصرية بما يليق بها ،والتركيز علي أسواق تقليدية رخيصة الثمن ،وتجاهل أسواق واعدة من الممكن الحصول علي أعداد كبيرة منها ، ومحاولة البعض السيطرة علي عدد من الأسواق في عملية احتكار ممنهجة يدفع ثمنها الشركات الصغيرة ..وعملية حرق للأسعار يقوم بها البعض أدت في النهاية إلى بيع مصر سياحياً بأسعار لا تجد لها مثيل في أي مكان في العالم وللأسف حتي  في بلاد لا يمكن مقارنتها بمصر بأي حال من الأحوال ، وحالة تصادم بين شركات السياحة وقطاع الفنادق واتهام كل منهما للأخر بحرق الأسعار في ظل غياب تام للوزارة ولم تسعي لفض هذا الإشتباك ، سبق هذا مبادرة أقرتها الوزارة لتشجيع السياحة الداخلية تتم مع الفنادق ،ويتم تجاهل الشركات منها تماماً ،ثم تبعها قضايا علي الوزارة لتجاهل شركات السياحة في هذه المبادرة،  هذا بالإضافة إلى ضرورة مراجعة الإجراءات الاحترازية والوقائية والرقابية بعناية شديدة مع بعض من يخالفها . رقابة صارمة علي جودة ما يقدم من خدمات للسائحين في كل الفنادق والمنتجعات السياحية.

..ثاني هذه الملفات هو ملف الحج والعمرة ،وهو باب رزق يعتمد عليه الغالبية العظمي من شركات السياحة خاصة في أوقات الأزمات ،إلا أن الأزمة الأخيرة جاءت مختلفة ،حيث توقف العمل تماماً ،وحتي بعد قرار المملكة العربية السعودية بفتح باب العمرة، فمازال الغموض يسيطر علي الوضع ولا يستطيع أحد أن يحدد إذا كان في عمرة أم لا ،وهذا يحدث مع حالة صمت تام من اللجنة العليا للحج والعمرة، وغرفة شركات السياحة والسفر ، التي تفرغت لعمل حملات إعلانية فقط، وكأن تنظيم العمرة متوقف علي توعية المواطنين بأهمية التطعيم ..للأسف لم نسمع عن أي مساعى حقيقية من الغرفة لمعرفة موقف شركات السياحة من العمرة في الأساس ،وهل تم التواصل مع الوزارة ،أو السلطات السعودية لمعرفة الموقف النهائي.   

وثالث هذه الملفات ،هي حالة الخلاف الشديد بين أبناء القطاع، وعدم الثقة في من يمثله سواء في الاتحاد أو الغرف السياحية مع كل الأحترام والتقدير للجميع ..هذا بالإضافة إلى غياب الكثير من الأصوات التي تتمتع بالعقلانية والخبرة والحنكة في كثير من الملفات . 

يا سيادة الوزير ..اسمعها مني ، افتح عقلك وقلبك للجميع وبادر بفتح حوار مجتمعي لأبناء القطاع يحضره عدد كبير منهم، للاستماع إلى كل وجهات النظر ..فالقطاع السياحي مليئ بالخبرات الكبيرة والكفاءات..وعرض كل المشاكل بوضوح وتقريب وجهات النظر في كل ما يدور ويخص القطاع ..يا سيادة الوزير نعلم مدى حبك وإخلاصك لهذا الوطن وفي القلب منه القطاع السياحي ..أتمني أن تصل رسالتي..وفقكم الله لما فيه خير هذا البلد. 

زر الذهاب إلى الأعلى