المقالات

الدكتور نور الدين بكر يكتب : بهدوء.. الدولة تصنع توازن السوق



في يوم 29 يوليو، 2020 | بتوقيت 12:15 م

يغيب عن كثير من المحللين لواقع السوق الاقتصادي المصري حقيقة هامة، أنه مع زيادة حصة القطاع الخاص في السوق الاقتصادي وما شاب ذلك من بعض ممارسات تسعي للثراء السريع، فضلا عن موجة احتكارية سادت بدعوي الحرية الاقتصادية، وإعمال آليات السوق وسياسات اسقطت من حساباتها مفهوم العدل الإجتماعي وتوازن المصالح مع المستهلك أيا كان نوع النشاط، إلا أن الدولة وفي فكر الرئيس السيسي بالتحديد وبالهدوء، تنتهج سياسات تصنيعية وزراعية تحقق التوازن وتأكيدا علي أن دور الدولة لن يغيب في إحداث التوازن وبما يحقق السلام الاجتماعي، وهنا يهمني أن أضع علي بساط الحوار مجموعة من الحقائق الموضوعية التالية :

أولاً : إن إفتتاح الرئيس السيسي للمنطقة الصناعية بالروبيكي ومجمع المصانع المتكامل للغزل والنسيح وأن الدولة تدرس وبعلمية ودون ضجيج واقع السوق والقوي فيه وهذه رسالة واضحة أن الصناعة وخاصة التي نتمتع فيها بميزة نسبية مخطط لها وعلي رأس أولويات الدولة التي لم تشغلها نهضة عمرانية وإسكان اجتماعي واجب عن السعي لنهضة صناعية كبري..
ثانياً : إن صناعة الغزل والنسيج وفي ظل استثمار مدروس لما تملكه مصر من القطن كمادة خام، كانت تغزو العالم وتحقق اكتفاءاً ذاتياً، وفي إطار توافر القوي العاملة المدربة وقدرات إدارية تملك تحقيق الأهداف، تعد قافلة التنمية الصناعية وأهم أدوات الدولة لإعادة توازن السوق وحماية المستهلك في وقت هو أحوج ما يكون للحماية..
ثالثاً : إن كلمات الرئيس السيسي حول مفهوم تحقيق النجاح بإدارة وكوادر تملك القدرة والحماس، وتخلق جسورا لعلاقات عمل متميزة بين العاملين والفنيين والإدارة، إنما هو توجيه بالسعي لخلق مناخ يخلق تحفيز وتكامل في الأداء للتواجد بقوه وفعالية، وهي رسالة لاولي الأمر في الاختيار غير المباشر لإتاحة الفرصة للقدرة والكفاءة
وإسقاط مفاهيم المجاملة والمحسوبية والوساطة التي تصنع الفشل..
رابعاً : إن تأكيد الرئيس علي مصانع غزل المحلة قلعة الصناعة ومدينة العمال وتطويرها وحل مشاكلها في رسالة مباشرة لقطاع الأعمال العام بالتصرف في الأراضي والأصول غير مستغلة لتوفير التمويل اللازم، هو تأكيد جديد لدور قطاع الأعمال العام وبتوفير مناخ صحي للعمل يعكس نظرة وسياسة تجاه قطاع الأعمال العام المنتج، تنفي ما يروج له البعض من مدرسة فكر التصفية أو البيع أو تأجير بحق انتفاع طويل الآجل، بيعا مقنعا ويعكس فكر الحفاظ علي الأصول المملوكة للشعب، إدراكا لتجربة التسعينيات والتي باعوا فيها بخسا مصانع وأصول هي ملك للأجيال القادمة وليس لمن باع ..
خامساً : ماتم هو رسالة ورد واضح علي من يتهجمون علي أولويات الدولة، ليؤكد أن التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية فى ضمير متخذ القرار، فبينما نبني عاصمة إدارية جديدة تمتد يد التطوير والتحديث للقاهرة القديمة وإعادة القاهرة الجديدة لتظل عاصمة التاريخ و،إن الدعوة لنصيب كبير للقطاع الخاص في خطط التنمية وتشجيع الاستثمارات، لا يعني غياب دور الدولة في التصنيع ونهضة صناعية في كل المجالات وحماية القلاع الصناعية العمالية وعلي رأسها المحلة الكبري..
..ختاماً.. تحية للشركة الوطنية وجهاز الخدمة الوطنية لدور رائد تحفره بأعمالها في ضمير أمة وشعب، وتسلم يمينك يا سيسى وأنت تزرع الأمل في مستقبل ودعوتك التي لن تنسي كونوا أسود…

زر الذهاب إلى الأعلى