المقالات

“اليوم الاقتصادي” يعيد نشر مقال الكاتب الصحفي مصطفى النجار بالأهرام.. شرم الشيخ .. نهاية “وجع السنين”

3 محاور للعمل في المرحلة القادمة



في يوم 25 يناير، 2020 | بتوقيت 1:09 م
“اليوم الاقتصادي” يعيد نشر مقال الكاتب الصحفي مصطفى النجار المنشور بجريدة الأهرام اليوم السبت 25 يناير، حيث يقدم الكاتب الكبير رؤيته بعد عودته من زيادة سريعة لمدينة شرم الشيخ، أو درة المدن السياحية كما قال عنها في بداية مقاله.. النجار شرح أسباب اقتراب  عودة المدينة كما كانت من قبل بسبب إهتمام الدولة بالمدينة.. بل وإهتمام السيد الرئيس شخصياً، وحرصه على عقد المؤتمرات الدولية بها، هذا بالإضافة إلى أشياء أخرى ذكرها الكاتب الكبير.. وإلى المقال..

رفع كفاءة المنتج السياحى و جودة الخدمات

تبسيط اجراءات تنفيذ مبادرة البنك المركزى للمستثمرين الجادين

السعي لعودة شركات الإدارة الفندقية العالمية 

 

 

 

عائد من زيارة سريعة الي درة مدن مصر السياحية “شرم الشيخ” التقيت فيها بكثير من أهل السياحة ورجال الاعمال و المستثمرين استمعت فيها الي مشاكلهم و اقتراحاتهم للحلول آملين من مستقبل أفضل لمدينتهم و للسياحة المصرية في ظل حالة الاستقرار التي تعيشها مصر حاليا و التي بسببها بدأت السياحة تنتعش من جديد لتعود باذن الله كما كانت قبل 2010.

ما أريد أن أقوله اليوم من وحي هذه الزيارة أستطيع أن اُلخصه في النقاط التالية: 

 

  • أن الجميع يشعر في شرم الشيخ اننا اقتربنا من نهاية مرحلة صعبة و طويلة يمكن أن نسميها مرحلة “وجع السنين” بكل ما فيها من ألام تراجع الحركة السياحية عن هذه المدينة الساحرة طوال السنوات الأربع الماضية و تحديدا منذ سقوط الطائرة الروسية و توقف السياحة الروسية ثم الانجليزية و للأسف كما أرى و يري غيرى الكثير أن هذا التراجع بدأ منذ ثورة 2011 و ما تلاها  من عدم استقرار في مصر مما تسبب فى جراح مؤلمة لهذه المدينة الجميلة طوال هذه السنوات .

 

لقد شهدت شرم الشيخ التى اغلقت الكثير من فنادقها وهجرتها كثير من العمالة الفندقية و السياحية  المؤهلة و المدربة سنوات من الالم و الوجع و الاستدانة من البنوك لكثير من المستثمرين هناك. 

 

  • أن هذا الشعور بأننا علي أعتاب نهاية “وجع السنين” سببه المباشر ما قامت به الدولة من جهود وما أولاه الرئيس عبد الفتاح السيسى من اهتمام كبير بشرم الشيخ حيث بذل جهودآ كبيرة في تأمينها و تزويدها بكل ما يلزم لدعم الحركة السياحية ولذلك حرصه علي عقد المؤتمرات العالمية الكبرى فيها و أخرها منتدى الشباب العالمى مما أعطى رواجآ كبيرآ للسياحة و لحركة الحياة بشكل عام فيها.

 

إضافة الي ذلك نجاح جهود الدولة في إعادة السياحة الانجليزية الي شرم الشيخ و الاحساس العام بأن السياحة الروسية هي الاخرى في طريقها الي العودة مما أعطى للمستثمرين هناك املآ بأن نهاية وجع السنين المؤلم قد واقترب خط النهاية و حيث تواكب ذلك مع جهود كبيره في تطوير و تنظيف و تحسين الخدمات بالمدينة الساحرة. 

 

  • و اننا نرى في هذا الاطار أن العمل في المرحلة القادمة يتطلب من الجميع التحرك علي ثلاثة محاور في ظل هذه الحالة من التفاؤل حتى تعود شرم الشيخ الي سابق عهدها و تكون هي بمثابة رأس الحربة في اجتذاب الحركة السياحية الي مصر بكل ما تملكه من مقومات لا مثيل لها في العالم بحرآ و جوآ و شواطئ هذه المحاور هى: 
  • أن يسعي الجميع لرفع كفاءة المنتج السياحىو جودة الخدمات في المرحلة القادمة فغنى عن القول ان عددآ من الفنادق قد اغلق ابوابه وأن العمالة المؤهلة و المدربة قد تراجعت و أن الخدمات الفندقية بكل اشكالها تراجعت بسبب انخفاض نسب الاشغال من هنا فا للجميع من رجال اعمال و مستثمرين و وزارة السياحة و الاثار و اتحاد الغرف السياحية مطالبون بتنفيذ برامج عاجلة للتدريب و التأهيل و تحسين جودة الخدمات و أعادة تطوير و ترميم الفنادق و تأثيث مفروشاتها من جديد وأن يتم وضع قواعد و شروط صارمة في الرقابة علي الاغذية و المشروبات و الاشتراكات الصحية و كل ما يتعلق بجودة الخدمات و تحديدآ النظافة في كل شئ من المبانى الي البشر .
  • يرتبط بالمحور السابق بالعمل بجدية في تبسيط اجراءات تنفيذ مبادرة البنك المركزى الذى خصص 50 مليار جنيه لاعادة تطوير و تأهيل الفنادق و حل مشاكل المستثمرين المتعثرين الحقيقين لأن كثيرآ منهم اشتكى من تعقيد هذه الاجراءات ونحن هنا نقول انه بالفعل يجب أن تخضع هذه المبادرة الي دراسات حقيقية يقدمها المستثمر للبنك  و ليست مجرد المطالبة بأموال لأنها في النهاية أموال مودعين .. لكن علينا الاستفادة من المبادرة لانها هي احد أدوات رفع كفاءة المنتج السياحى للمستثمرين الجادينو نؤكد الجادين فقط و لبست لمن يستغلون أموال البنوك في غير مواضعها .
  • المحور الثالث الذى ينبغي العمل عليه وهو ضرورة وأهمية عودة شركات الادارة الفندقية العالمية الكبرى الي شرم الشيخ .

 

فقد لفت نظرى أحد رجال و خبراء السياحة الشباب هناك وهو رجل الاعمال “نادر هشام علي ” الي هذه القضية مشيرا الي ان شركات عالمية كبرى مثل الريتز و ماريوت و شيراتون و سونستا و غيرهم  قد غادروا شرم الشيخ في السنوات الاخيرة –مع كل الحترام لشركات أخرى موجودة حتي الان – بعد تراجع الحركة اليها و بالتالي عدم قدرة اصحاب الفنادق علي تحمل تكاليف شركات الادارة العالمية.. أن وجود هذه الشركات هو علامة كبرى علي تميز السياحة وجودة خدماتها و أن الحركة العالمية ترتاح كثيرا لوجود مثل هذه الشركات في اى مقصد سياحي عالمي.  كما أن وجود هذه الشركات بشكل أداة تسويقية كبرى بشرم الشيخ و لذلك علي رجال الاعمال و المستثمرين ان يحرصوا علي عودة هذه الشركات الي شرم الشيخ .

 

  • في هذا الاطار أيضا جاءت زيارة الدكتور خالد العناني وزير السياحة و الاثار و الطيار محمد منار وزير الطيران المدنى بدعوة من اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء و جمعية المستثمرين للاستماع الي مشاكل المستثمرين و كانت جلسة مثمرة استمع فيها الوزيرين بحضور نائبيهما غادة شلبي “السياحة و الآثار” ومنتصر مناع “الطيران”.

 

وكان الإتفاق علي ضرورة حل مشكلات سياحة الغوص و كذلك عودة الحملات الدولية و دراسة مصر للطيران عددآ من الافكار لتقديم عروض لتنشيط السياحة الداخلية للمصريين و كذلك ترحيب المستثمرين بما أعلنه وزير السياحة و الآثار من انشاء المجموعة الوزارية للسياحة برئاسة رئيس مجلس الوزراء لتعرض عليها كل مشكلات القطاع التي تحتاج الي التنسيق في حلها مع الوزارات المختلفة. 

 

  • هذه هى الرؤية الشخصية التي خرجت بها من زيارتي السريعه الي شرم الشيخ و التي خرجت منها بأن مرحلة “وجع السنين” التي شهدتها المدينة الساحرة في طريقها للنهاية خاصة أذا بدأنا بالفعل في العمل علي المحاور الثلاثة التي طرحتها في السطور السابقة .
  • ويبقي الامل قائمآ بالفعل في نهاية “وجع السنين ” الذى شهدته شرم الشيخ طوال السنوات الماضية بفضل جهود الدولة و تعاون القطاع الخاص .. ان ذلك ما نراه قادمآ بالفعل باذن الله.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى