طاهر القطان يكتب : تهميش الإعلام ..وكسر جناح السياحة !!
في يوم 24 فبراير، 2025 | بتوقيت 2:43 م

عاش الإعلام السياحى عصره الذهبى فى عهد الراحل الدكتور ممدوح البلتاجى ،وزير السياحة الأسبق، الذى وضع هذا النشاط فى مكانته الحقيقية ،فدائما ما أكد فى أكثر من مناسبة أن السياحة والإعلام وجهان لعملة واحدة ..فبدون الإعلام لايمكن أن تنجح أى صناعة سياحية .
أستدعى هذه الحقيقة اليوم نظراً للحالة السيئة التى وصل إليها الإعلام السياحى فى العهود الوزارية المتتالية ،حتى وصل بنا الحال إلى ما نحن فيه الآن ..حيث تم كسر هذا الضلع القوى فى إنجاح السياحة المصرية وبفعل فاعل ..
وبعد أن كان الإعلام السياحى شريكًا أساسيًا فى هذه الصناعة الواعدة بالكلمة والنقد والتوجيه، وفى أحيان كثيرة يكون شريكًا فى اتخاذ القرار ..الآن تغيرت الصورة تماماً وأصبح الإعلام السياحى مهمشاً ، وأصبح مجرد متلق لأخبار لايعلم عنها شيئا ،والمطلوب منه مجرد النشر فقط دون تعديل أوإبداء رأى ،وإلا أصبح خارجاً عن المنظومة ويصل الأمر فى أحيان كثيرة إلى منع هذه الأخبار كما حدث مع بعض الزملاء ،الذين تجرأوا واجتهدوا فى نشر خبر عن قصور فى تنظيم أحد الأحداث السياحية.
وبطبيعة الحال فإن الأمور لايمكن أن تستقيم على هذا الوضع طويلاً، وإلا أصبحنا كمن يحرث فى المياه أو مثل الساقية التى يقتصر دورها على نقل المياه من أسفل إلى أعلى بكل ما تحويه هذه المياه الراكدة من أعشاب وعناكب وطحالب ومخلفات وحشرات وغيرها من آفات .
هذا المشهد أضعه بدون تهويل أو تهوين على مائدة وزير السياحة والآثار الحالى شريف فتحى، الذى أصبح الوصول إليه صعبا للغاية.. فكل الأبواب مغلقة و”الحجاب والحراس كثيرون ” ومعظمهم من المستفيدين والمنتفعين الذين يهمهم بقاء الوضع على ما هو عليه حتى يستمروا فى رغد من العيش والسفر فى رحلات لايعلم عنها الإعلام السياحى أى شيىء سوى ما يريد هؤلاء الحراس إبرازه ،حتى يظهروا أمام الوزير أنهم الأكثر حرصا على مصلحته ،ظنا منهم أن هذا هو نهاية المطاف، ويكفى أن تظهر صورة الوزير أو غيره ممن يرددون كلاماً مكرراً بلا هدف ولا معنى، ولايعنيهم أن تتحول الصحافة السياحية إلى مجرد حبر على ورق ماداموا هم يرتعون ويستفيدون وتنتفخ جيوبهم ببدلات السفر والمكافآت والحوافز وكان الله فى عون السياحة المصرية .
الأمر لايقتصر على وزير السياحة والأثار وحده وإنما إمتد إلى القيادات العليا والوسيطة والدرجات الدنيا التى كانت ربما لايتعامل معها الاعلام السياحى فى يوم من الأيام، وساعدهم فى ذلك الانتقال إلى المبنى الفخم الذى أقامته الدولة لهم فى العاصمة الإدارية بمنطقة الحى الحكومى المتميز ،الذى أصبح الوصول إليه هو الآخر دربا من دروب الخيال ،حتى أن بعض هؤلاء المستفيدين كانوا يرون أن الوصول إلى هذا المكان شاقاً عليهم فى بداية الأمر إلا أنه أصبح أكثر سهولة بعد أن توفرت لهم السيارات الفارهة والأتوبيسات الفخمة لتوصيلهم من سلم منازلهم إلى سلم الوزارة فى العاصمة الادارية الجديدة.
وإن كان هناك بارقة أمل لتصحيح هذه الأوضاع التى أساءت لجميع الكتاب السياحيين فهى مرهونة بإرادة الوزير الحالى شريف فتحى، الذى كان له تجربة ناجحة سابقة فى وزارة الطيران المدنى ،ومازالت تربطه حتى الآن علاقة وثيقة بزملاء وأصدقاء أعزاء فى النشاط الإعلامى الخاص بهذا المجال ،وبإمكانه إعادة الأوضاع إلى نصابها الصحيح، حتى يؤدى الاعلام السياحى رسالته بشفافية كاملة لنؤكد مجدداً أن السياحة والإعلام وجهان لعملة واحدة.
هذه الرؤية ليست رؤيتى أنا فقط ، لكنها رؤية عامة واستياء واضح لمعظم الزملاء فى مجال الإعلام السياحى ، لكن ربما لاتتوفر لديهم الفرصة فى عرض هذه الحقيقة التى نطرحها أمام الوزير ،ونحن على ثقة أنا وجميع الزملاء أن تجد هذه الرؤية آذاناً صاغية وتسرع فى مناقشة هذه الأزمة الحادة فى لقاء يحدده الوزير..ولكن بعيدا عن عيون الحراس وحملة المباخر المستفيدين…..!!