مصطفى النجار يكتب : مصر أكبر من إلغاء حفل “ترافيس سكوت”

للأسف الشديد بعض المصريين لا يعرفون قيمة مصر ..وللأسف أيضا البعض من الجهات أو المسؤلين يعتمد على ما تنشره وسائل التواصل الاجتماعى فى اتخاذ قرارات مؤثرة على المجتمع ، رغم كل ما نعرفه من قدرة بعض الأشخاص على هذه المواقع على تزييف الحقيقة أو الكذب أو فبركة الأخبار والمعلومات.

نقول ذلك بمناسبة القرار الذى أصدره مجلس نقابة المهن الموسيقية بإلغاء أو سحب تراخيص حفل مغنى الراب الأمريكى العالمى ترافيس سكوت ، المقرر إقامته بمنطقة أهرامات الجيزة يوم الجمعة٢٨ يوليو الحالى، والذى تم الإعلان عنه فى كل العالم بل وبيعت تذاكره بالكامل فى خلال ربع ساعة فور نزولها على الموقع الإلكتروني.

وكانت الحجة التى ألغت بسببها نقابة الموسيقيين الحفل أنها لاحظت مما نشر على مواقع التواصل أن هذا المغنى يقوم بطقوس غريبة على المسرح وأن حفله يهدم الهوية الثقافية للمصريين.

بل أن البعض أضاف أن سكوت هذا يشجع على الماسونية وله مشجعين ممن يسمون عبدة الشيطان.وأن الموسيقى التى يقدمها بها ذبذبات معينة تؤثر على عقل أو مخ الحاضرين للحفل فيتدافعون إلى حد الموت.

ياالهى ماهذا الهراء… إلى هذا الحد تصل قوة تأثير هذا المغنى على الشباب أو البشر.

ياسادة إن ترافيس سكوت هذا الذى لا أعرفه ولم اسمعه من قبل كان قد ذهب إلى السعودية بلد الكعبة الشريفة وغنى فى حفل بمدينة جدة ،ولم نسمع عن أحد هناك طالب بإلغاء حفله، أو أنه تسبب فى انهيار الهوية الثقافية للسعوديين ،وقبل السعودية غنى فى الإمارات ولم يمنعه احد.

أما هنا فى مصر فيطالب البعض بإلغاء حفله وأنا هنا لا اناقش ترويجه للسياحة المصرية من أمام أهرامات الجيزة ، والتى بلا شك سيخدمها خاصة أنه سيطلق ألبومه الجديد يوتوبيا فى هذا الحفل الذى ينتظره الملايين من الشباب فى العالم.

ياعالم ..ياخلق …ياهوه مصر أكبر من ذلك ..مصر أكبر من إلغاء حفل ترافيس سكوت.

مصر بلد ذات حضارة عمرها ٧ آلاف سنة، جذورها ضاربة فى أعماق التاريخ وتعاقب عليها الغزاة والمحتلين منذ آلاف السنين ولم يستطع أحد أن يغير هوية المصريين.

ياعالم مصر أكبر من إلغاء حفل سكوت بكثير ..وسيغنى ويذهب إلى حال سبيله، وسيأتي مغنيين بعده وستظل مصر كما هى ثقافتها وقيمها وحضارتها مرفوعة إلى عنان السماء تزهو بها أم كل الدنيا.

 على من أعطى الموافقات الأولية لهذا الحفل أن يتدخل ويمنع هذا الهراء.فقط عليكم أن تضعوا الضوابط للتنظيم الجيد والقوى.

إن مساوىء إلغاء هذا الحفل واضراره ستكون مخجلة ليس على السياحة فقط كما يقولون ، بل على صورة الإنسان المصرى أمام العالم.

ياعالم مصر إيه اللى تخاف على هويتها من الأستاذ المغنى سكوت ده .
بئس مثل هذا الكلام …ارحمونا يرحمكم الله.