المقالات

في إيجبس 2023.. شجاعة وزير!!



في يوم 16 فبراير، 2023 | بتوقيت 3:14 م

تستطيع أن تختلف مع المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية كيفما تشاء، بل وتوجه انتقادات أو عتاب في بعض الموضوعات، لكن لا يمكن أن تختلف على أخلاق الرجل واحترامه للصغير قبل الكبير، وعلى حجم ما تحقق من نجاحات وإنجازات في قطاع البترول المصرى منذ أن تولي المسئولية خلفاً لطيب الذكر المهندس شريف إسماعيل، وكان قطاع البترول حينها يعيش في ظروف صعبة على كل المستويات.

نجح الملا في فك الاشتباكات على كل الأصعدة، من نقص شديد في المنتجات البترولية، والغاز الطبيعي الخاص بمحطات توليد الكهرباء، ثم مديونية كبيرة للشركاء الأجانب في شركات إنتاج الزيت الخام، تسببت في توقف عمليات تنمية الحقول وبالتالى انخفاض الإنتاج، وفي أحيان كثيرة توقف تام للإنتاج في عدد من الحقول.

استطاع وزير البترول والثروة المعدنية المهندس طارق المُلا التصدي لعدد من المشاكل التي كان يعاني منها القطاع لسنوات طويلة، منها على سبيل المثال لا الحصر، الشركات التي كانت تحقق خسائر كبيرة وفشلت معها كل الحلول في السابق، من خلال تصحيح الأخطاء أو عمليات دمج لعدد منها مع شركات تقف على أرض صلبة وتقوم بنفس عمل هذه الشركات.

نجح الملا في  فتح ملف الثروة المعدنية بشكل مختلف، وكانت البداية الصحيحة بتغيير القانون، التي تم وضعه عام 1956، واستمر العمل به قبل تغييره في عهد المهندس طارق المُلا، ثم اللائحة التنفيذية له حتى يبدأ العمل في هذا القطاع بشكل جديد يتناسب مع أهميته ليس لقطاع البترول، وإنما للدخل القومي بشكل عام.

والحديث عن المهندس الملا لا يكفيه مقال وليس وقته الآن، لكن أنا هنا أردت أن أحكي عن بعض المواقف والمشاهدات خلال معرض ومؤتمر مصر الدولي للبترول إيجبس 2023، تبين حرص الرجل وتعامله بإهتمام واحترام للجميع ، وتبين مدى تقديره لكل من يخلص في عمله، ألخصها في عدة نقاط :

1 _خلال المؤتمر الصحفي التي نظمته الوزارة قبل افتتاح المعرض والمؤتمرات، الذع عقد في شركة إنبي، توجهت بسؤال للوزير بمناسبة انعقاد الدورة السادسة للمؤتمر والمعرض، ماذا تحقق في النسخ الخمس الماضية؟، خاصةً وأنها شهدت توقيع عدد من الإتفاقيات ومذكرات التفاهم، وهو سؤال قد يراه البعض أنه سؤال الغرض منه احراج الوزير وأنه سيغضب منه ، إلا أن الوزير أثنى على السؤال، بل وشكرني عليه، وشرح بإستفاضة وبمنتهي الشجاعة ما تحقق خلال النسخ الماضية، بل وكلف اللجنة المنظمة إعداد تقرير وافٍ بذلك،بل وطالبهم توضيح ما لم يتحقق من اتفاقيات وسبب ذلك.

2- سؤال أخر لي خلال المؤتمر الصحفي داخل المعرض عن قلة الاستثمارات خلال كوفيد-19، ثم الحرب الروسية الأوكرانية، وهو ما أثر سلباً على قطاع البترول، جاوب الوزير بكل صراحة وشفافية، كيف تعاملت الوزارة مع هذه الأزمة، وتوفير السيولة اللازمة للمنتجات البترولية المختلفة من خلال حصيلة بيع الغاز المسال، وتفهم الشركات الأجنبية للوضع، نظراً لمكانة السوق المصري لهم ومدى الالتزام من الدولة المصرية لتهيئة مناخ مناسب لحجم الاستثمارات.

3_ سؤالي هل ما تحقق في قطاع الثروة المعدنية يلبى طموح المهندس طارق الملا؟، وكان رد الوزير بمنتهى القوة: ” لا يلبى طموحي”، وشرح الوزير ما تم وما يتم التجهيز له للنهوض بقطاع التعدين، منها مؤتمر كبير سيتم عقده خلال شهر مايو المقبل.

4_ حديث الوزير في ختام المعرض عن فريق العمل معه، وتوجيه الشكر لهم، وأن أي نجاح يتحقق هم سبب رئيسي فيه، ثم توجيه الشكر لوسائل الإعلام المختلفة لما يقومون به من دور لخدمة قطاع البترول والتعدين في مصر، واختتم الوزير بتوجيه الشكر للمكتب الإعلامي بوزارة البترول بقيادة المخضرم الكبير حمدي عبد العزيز وفريق عمله.

5_ حرص الوزير على المرور على المشاركين في المعرض وإلتقاط الصور مع العاملين بالشركات المختلفة، والاستماع لهم، هذا بخلاف عدد كبير من الإتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تم توقيعها أثناء المعرض، ولقاءات الوزير مع كبرى الشركات العالمية المتخصصة في صناعة البترول والغاز.

في النهاية لابد من توجيه التحية والتقدير للمهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، مع دعاء له بدوام التوفيق، وأن تشهد الأيام القادمة مزيد من الإنجازات في قطاع البترول والتعدين. 

 

زر الذهاب إلى الأعلى