فقدت مصر اليوم ابناً باراً من خيرة أبنائها المخلصين، رجل بألف رجل ،تجمعت فيه كل الخصال الطيبة ،من الوطنية والاخلاص والاحترام وحب الناس والخير ،صديقى العزيز المهندس شريف إسماعيل، مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية، ورئيس مجلس الوزراء ووزير البترول السابق .
عرفت الرجل منذ سنوات طويلة ،وتعاملت معه عن قرب من قبل أن يصبح وزيراً للبترول، وهو رجل لا يتغيير بمنصب أو أى شئ ،رجل يحترم الصغير قبل الكبير، يؤدى عمله بإخلاص وشفافية وحب للوطن ،لا يعرف التكبر أو الاستعلاء على البشر ،ترك بصمة واضحة وجلية فى كل مكان عمل به ،حتى وهو مهندس صغير فى بداية عمله .
والمهندس شريف إسماعيل، رجل مبادئ وقيم فى تعاملاته مع الجميع ،تحكمه عادات وتقاليد راسخة وثابته ،حتى وهو فى أشد انشغاله وهو رئيساً لمجلس الوزراء، ظل كما هو ودود مع الجميع ولم تنسيه المسئولية أن يتواصل مع من يعرفهم وتريطه بهم علاقات طيبة ،بل ودائماً ما يبدأ هو بالسؤال والاطمئنان..رجل بجد يعرف للعلاقات الشخصية والعشرة حقوقها وواجباتها .
ظل المهندس شريف إسماعيل على مدار سنوات طويلة منذ بداياته فى وزارة البترول كما هو شريف إسماعيل المهندس الصغير ،هو نفسه شريف إسماعيل وزير البترول، ثم رئيس مجلس الوزراء ،ثم مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية.
تحمل الرجل مسئولياته بكل حب وإيثار ،حتى أنه وبعد أن مرض ،ظل صابراً على مرضه وكان يواصل الليل بالنهار فى عمله فى مكتبه بمجلس الوزراء حتى صباح اليوم الثانى ،وكان لا يحصل على قسط عادل من الراحة مخالفاً لكل أراء وتعليمات الأطباء ،تحمل الرجل المرض دون أن يشتكى أو يشعر أحد من حوله بحقيقة مرضه .
اليوم فقدنا قيمة وطنية شريفة ،ورجل ترك بصمات تتحدث عنها الأجيال القادمة فى كل موقع تحمل مسئولياته،خاصة فى الأوقات الصعبة التى مر بها قطاع البترول والثروة المعدنية المصري، لكن عزائنا السيرة الطيبة وحب الناس الذى تركها الرجل . رحم الله الأخ الكبير والصديق العزيز المهندس شريف إسماعيل واسكنه الفردوس الأعلى من الجنة، وإنا لله وإنا إليه راجعون.