المقالات

مصطفي النجار يكتب : أحلام مشروعة .. وليست «أضغاث أحلام»!



في يوم 21 أكتوبر، 2022 | بتوقيت 10:17 م

 

تقول الآية ٤٤ من سورة يوسف في القرآن الكريم: «قالوا أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين» ..والمقصود أضغاث الأحلام هنا في تفسير القرطبي «الأحلام الكاذبة»، وفي معجم المعاني الجامع تعني «الأماني الكاذبة» أو الأحلام الملتبسة التي تختلط فيها الحقيقة بالوهم.

ما مناسبة هذا الشرح لمعني «أضغاث أحلام»؟

أسارع، فأجيب أنني في مقال «الأحلام مشروعة .. علي أجندة الحوار الوطني» الذي نشرته علي هذه الصفحة الشهر الماضي ٢٤ سبتمبر، كنت قد أشرت إلي ما قاله الدكتور مصطفي مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، في لقائه بمستثمري السياحة بشرم الشيخ من أنه يتمني أو يحلم بأن تحقق مصر من السياحة ٣٠ مليار دولار سنويا. وقد علقت علي هذا الحلم قائلا: إنه من الأحلام المشروعة، بل يمكن وضعه علي أجندة الحوار الوطني لأنه ليس مستحيلا أن تحقق مصر ذلك، فمقوماتها السياحية قوية وفريدة وإذا تم وضعها في إطار منظومة متكاملة لجذب الحركة السياحية فإن الحلم مشروع، ولن يتحول أبدا إلي أضغاث أحلام كما حاول البعض أن يصدر لنا استحالة تحقيق ذلك قائلا «إنت بتحلم»، ولكني مؤمن بأنه حلم مشروع وقابل للتحقيق بشرط مواجهة ١٠ تحديات وضعتها في المقال المشار إليه ستكون هي الطريق إلي أن يصبح الحلم حقيقة. وقد تلقيت تعليقات وردودا كثيرة علي هذا المقال اخترت منها ما أرسله لنا خبيران في عالم السياحة والطيران هما الخبير السياحي هشام تمام، وخبير الطيران حسين شريف رئيس مجلس إدارة شركة إيركايرو الذراع اليمني لمصر للطيران والمسئولة عن الطيران منخفض التكاليف. 

في الرسالة الأولي يقول هشام تمام:  استمتعت كثيرا بأحلامك وأحلام دولة رئيس مجلس الوزراء.. والسؤال هنا هل هي أحلام أم أضغاث أحلام، ودعني أعلق علي نقاطكم العشرة التي وبخبرتكم الكبيرة أجملتم بها الوضع السياحي في مصر

1ـ التنمية السياحية وتعلم سيدي إن التنمية السياحية كانت سياحية حتي العام الماضي تابعة لوزارة السياحة إلي أن تخلصت منها الوزارة ونقلتها إلي وزارة الإسكان المجتمعات العمرانية الجديدة وهذه شهادة من أب ينكر أبوته لفلذة كبده، أما عن الغرف المتاحة فالموجود يغطي بالكاد ١٢ مليون سائح في السنة وبالتالي إذا كنا نريد الأرقام التي نحلم بها فنحن بالقطع محتاجين تنمية وتنمية سياحية وليست تنمية مجتمعات عمرانية جديدة.

2ـ أما عن تنمية الأراضي علي الشواطئ والصحراء وكانت الدولة تخصصها بقيمة دولار أمريكي واحد للمتر المربع غير المرفق ثم جاءت الثورة في ٢٥ يناير واعتبرته إهدارا للمال العام وبدأ الطرح بما يعادل ٣٥٠ جنيه للمتر المربع غير المرفق وكانت المحصلة أنه لم يتم البيع بل توقف نتيجة عدم واقعية هذا السعر للتنمية أو للاستثمار، وقد ضربتم مثلا بسويسرا التي تفضلت بها كمثال بأقل من دولار وأزيدك من البيت شعرا فالمغرب تخصص المتر مجانا لمن يريد الاستثمار السياحي والفندقي. 

3 ـ أما عن الظهير الخلفي والترفيه في المقاصد السياحية الموجودة فيؤسفني وأنا معايش لهذه المناطق بصفة يومية لا يوجد أى نوع من الترفيه أو التسلية وهذا يرجع إلي نظام الإقامة الشاملة وطبيعة الريزورتس وحتي الممشي الذي تم عمله في الغردقة وتحول إلي ممشي للمصريين وليس للسائحين ولك أن تتخيل أنه لا يوجد في الغردقة مطعم.. نعم أقصد مطعما واحدا تستطيع أن تدخله وتأكل شيئا سواء مطعما علي مستوي سياحي أو علي مستوي محلي والمحلي بالذات للسائحين مطلوب ولعلك تتفق معي أن قضية النظافة في مصر وجودة الطعام والاشتراطات الصحية اللازمة غائبة تماما عن الوعي والضمير المصري. 

4 ـ الوعي السياحي الفريضة الغائبة.. فنحن يا سيدي سلفيو التوجه بالمفهوم الديني والاجتماعي والنفسي حتي إن الشيوخ في المساجد يدعون إلي أن السياحة حرام والعمل فيها حرام وهذا التوجه تعمق في أعماق وأساس تصرفات الجهات الحكومية والشرطية وكل مقدمي الخدمات السياحية سواء في الفنادق والبازارات وفي سيارات الأجرة وفي مفهوم رجال الحكم المحلي.

5 ـ المقاصد الجديدة.. كالعلمين وغربها لا شك أنه توجه حميد استراتيجية جديدة يأتي عليها ثلاثة تحفظات، التحفظ الأول المسافات الشاسعة للتنقل والخدمات الغائبة في المستشفيات وخلافه وغياب التنوع في المنتجات السياحية فجميع الفنادق من فئة الخمس نجوم ديلوكس أما قصة قصر الموسم فهي كتونس يمكن أن تعمل من مايو حتي نهاية سبتمبر، وهذا التوجه مطلوب من الدولة أن تعمقه وتشجعه وتحفزه.

6 ـ السياحة والطيران وهي معضلة ولا يوجد سياحة بلا طيران وشركتنا الوطنية الفكر السياحي داخلها بعافية فى الوقت الذي تعاني منه الأقصر ولا يوجد خط دولي مصرى يهبط فيها ناهيك عن غياب فكر الطيران المنخفض التكاليف عن القائمين عليها وسلبيات احتكار خدمة الطيران الداخلي.. وكنت ومازلت أؤمن بأن الوزارة هي للسياحة والطيران وليس للسياحة والآثار ولكن هذا توجه دولة ليس لنا فيه إلا أن نقول رأينا ولولي الأمر اتخاذ القرار المناسب.

أتفق معك في باقي المقال وكما قلت في أول التعليق إن النقاط التي تناولتها سيادتكم غطت وبحثت كل قضايا السياحة وانت رائد الإعلام السياحي..

تمنياتي لكم بموفور الصحة والتوفيق: هشام تمام

وفى الرسالة الثانية يقول خبير الطيران حسين شريف في ايركايرو بدأنا مشروعين لخدمة السياحة:

1 – ربط البحر بالوادي بطرح ٦ طائرات مروحية حديثة عالية التكنولوجيا وسريعة تربط البحر الأحمر (شرم الشيخ والغردقة وطابا ومرسي علم ومرسي مطروح والاسكندرية بـ الأقصر وأسوان وأبوسمبل) وسميناها Aircairo Link

2 – تعاقدنا بالفعل علي ٢٣ طائرة لرفع الاسطول من ٧ طائرات الي ٣٠ طائرة وصل منها حتي الآن ٧ ويكتمل العدد قبل نهاية مارس ٢٠٢٣ لندخل موسم صيف ٢٠٢٣ بثلاثين طائرة عالية الكثافة بقدرة نقل يومي ٧٥٠٠ راكب في الاتجاه (١٥٠٠٠ راكب في الاتجاهين).. ولن نكتفي فنحن في سبيلنا للطرح علي مجلس إدارة الشركة التعاقد علي ٢٠ طائرة اخري نتسلمها تدريجيا من ٢٠٢٣ حتي ٢٠٢٥ لنرفع الأسطول إلي ٥٠ طائرة.
3 – كما نتوسع في طرق التوزيع وقنوات البيع كي نخفض سيطرة الأجانب علي مقاليد السياحة إلي مصر.

ينقصنا فقط كما أوضحت سيادتك في مقالك أحلام مشروعة:

1ـ الظهير السياحي
2ـ جودة الخدمات 
3ـ الإعلام والترويج الذكي
ولك تحياتي: حسين شريف
> مرة أخيرة.. إنها بفضل الله أحلام مشروعة مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، ولن تكون أبدا أضغاث أحلام!!

زر الذهاب إلى الأعلى