مصطفي النجار يكتب : عين علي متاحف مصر من عين الصيرة .. ماذا يحدث في مصر ؟
و ما هذا المستقبل المشرق الذي يقودنا إليه الرئيس عبد الفتاح السيسي ؟
في يوم 20 أبريل، 2022 | بتوقيت 2:11 م
و ماذا يحدث في متاحف مصر و المناطق المحيطة بها علي وجه التحديد ؟
و هل يجب أن تبقي متاحف مصر كما هي مجرد متاحف أثرية أم تتغير الرؤية و الفكر الذي تدار به هذه المتاحف ؟
الإجابات سأقدمها إليك عزيزي القارئ من منطقة “عين الصيرة ” الشهيرة المواجهة لقلعة صلاح الدين بالقاهرة , فهذه نظرة عين فاحصة لكل ما يجري في عين الصيرة , البحيرة و المتحف و الطرق و الكباري و التنمية الشاملة و تسهيل و تجويد حياة الناس , و المتحف الذي أقصده هو بالطبع المتحف القومي للحضارة المصرية , نقطة الضوء التي أصبحت تشع نورا و ثقافة و سياحة في المنطقة و مصر كلها .
فقط سأدعوك إلي أن تذهب إلي هناك لتتأكد بنفسك أنني لا أبالغ في الكلام بل أتوقع أن يكون السؤال الأول الذي سيتردد علي لسانك فعلا ماذا يحدث في مصر , كيف تحولت هذه البحيرة الآسنة , علي مدي سنوات طويلة إلي بحيرة مملؤة بالمياه النظيفة و تملأ شواطئها المتنزهات و الخضرة و المطاعم و الكافيتريات و تحيط بها الكباري التي توصلك إليها من كل اتجاه , و متي تم إنشاء هذه الكباري , كيف تحولت عين الصيرة إلي كل هذه الشوارع النظيفة الجميلة , إنها الإرادة السياسية و القدرة التنموية للدولة المصرية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي , إنه الإصرار علي أن تتبوأ مصر مكانها اللائق في القرن الواحد و العشرين بعد سنوات من الإرهاق و الحروب .
ولا شك أن البداية كانت مع افتتاح متحف الحضارة المصرية هناك العام الماضي في هذا الموقع العبقري الذي أختاره للحق الوزير الأسبق فاروق حسني , ثم جاءت رؤية الرئيس السيسي التي ينفذها باقتدار وزير السياحة و الآثار النشيط د. خالد العناني مع باقي أجهزة الدولة , و عنوانها الأكبر أن متاحف مصر لا يجب أن تبقي مجرد متاحف تغلق أبوابها ظهرا أمام الزائرين و السياح .
رؤية جديدة و فكر جديد و كما قال خالد العناني المتاحف التي نعمل عليها الآن هي متاحف للزيارة و للناس يجب أن تظل مفتوحة نهارا و ليلا و أن تشع بالثقافة و الندوات و المحاضرات و المؤتمرات ,يجب أن يزورها الجميع و أن تلحق بها المطاعم و الكافيتريات , و هذا ما يحدث فعلا الآن .
و هذا ما رأيناه فعلا في متحف الحضارة هذا الأسبوع في أمسية رمضانية دعا إليها وزير السياحة و الآثار بمناسبة افتتاح قاعة النسيج الجديدة بالمتحف احتفالا بيوم التراث العالمي 18 أبريل , قصة النسيج المصري و ملابس أسرة محمد علي شيء يدعو إلي الفخر , و بعد الزيارة تستطيع أن تجد مطعما و كافيتيريا و قاعة مسرح لتقضي وقتا رائعا داخل المتحف , أما خارجه علي ضفاف بحيرة عين الصيرة التي كانت مقلبا للقمامة و مكانا لاستحمام الخيول و المياه الآسنة , فهي الآن في غاية من النظافة و الجمال , الناس من أبناء مصر الطيبة يستطيعون الآن لقضاء أسعد الأوقات هناك , يزورون المتحف و يحضرون الندوات و الحفلات و يخرجون للتنزه علي شواطئ بحيرة عين الصيرة .
إنها رؤية جديدة و فكر جديد تدار به الآن متاحف مصر و إذا كانت البداية من متحف الحضارة , فإن هناك المتحف المصري الآن يقوم بنفس الدور و يحدث به نفس التطوير .
أما المتحف المصري الكبير بمنطقة الأهرامات الذي يجري الإعداد الآن لافتتاحه فحدث ولا حرج , فتوجيهات الرئيس السيسي التي يتابعها الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلي الوزراء و الدكتور خالد العناني بشكل دوري تشير إلي أننا أمام رؤية أوسع و أشمل لأن يكون هذا المتحف نموذجا لما يجب أن تكون عليه المتاحف في مصر للزيارة و التعليم و التثقيف و الترفيه نحو بناء الإنسان المصري و بما يضمن جذب أكبر عدد من السائحين من كل العالم إلي مصر ليشهدوا نموذجا أو نماذج عدة من حضارة مصر و تاريخها المجيد الذي نفخر به جميعا و الأهم أن تكون المتاحف ليست مجرد متاحف للعرض الأثري , بل متاحف تضيف إلي الاقتصاد القومي و تضيف إلي حياة الناس .