فى البداية لا يمكن لعاقل أن ينكر حجم الإنجازات التى تحققت فى عهد الوزير طارق الملا ، ولايمكن لعاقل أيضا أن يختلف على أخلاق ونزاهة الرجل ، فالرجل ومنذ أن عرفناه عن قرب وقت أن تولى منصب نائب رئيس هيئة البترول ثم بعدها رئاسة الهيئة ، ثم وزيراً ، والرجل يتعامل بأخلاق عالية مع الجميع ، كما أننا وللأمانة لا يمكن أن ننكر أن الرجل يعمل فى ظل ظروف صعبة ، وأنه يواصل الليل بالنهار للنهوض بالقطاع.
.. لكن ما يحدث فى وزارة البترول من قرارات تصدر فجأة وبدون مقدمات ، وبدون حتى توضيح لأسبابها ، لهو نوع لطريقة جديدة للتعامل تم استحداثها فى عهد الوزير الملا ، طريقة تجعل كل قيادات القطاع تعمل بقلق شديد ، من مصير مجهول قد يطيل بعضهم ، فى حالة ما إذا غضب الوزير ، أو أحد من ” أولاد الحلال” فى الوزارة وهم كثر وشى به عند الوزير ، فقد ثبت فى يقين كل قيادات الوزارة أن قرارات الإطاحة جاهزة على التوقيع فوراً لأى قيادى وبدون أسباب ، وبدون حتى إبلاغ القيادى ، قرارات فوقية لا تراعي أحد ، حتى من أفنوا حياتهم في خدمة القطاع ، قيادات ساهمت وكان لها فضل كبير فى الإنجازات التي تحققت وتنسب فى النهاية إلى الوزير ، هذه القيادات شهد لها الجميع بالكفاءة والنزاهة والشفافية ، استطاعت كتابة إسمها بحروف من ذهب فى كل مكان عملت به ، لكن فى النهاية الوزير له رأي آخر ، رأي للآسف لا يراعى كل ما سبق ، رأي يمحوا تاريخ رجال عملوا في قطاع البترول بكل إلتزام وشرف .
وما حدث اليوم من قرار مفاجئ من الوزير بتعين رئيس جديدة لشركة الإسكندرية للزيوت المعدنية ” أموك ” تحت زعم أن الكيميائى عمرو مصطفى قدم إستقالة لا يمكن لعاقل أيضا أن يصدقه ، خاصة بعد النجاحات الكبيرة التى تحققت فى الشركة على يده ، ويكفى أن تعرف أن الرجل إستلم الشركة وسهما فى البورصة لا يتجاوز ٤٠ جنيها ، وإستطاع الرجل بكفاءة عالية أن يقفز بالسهم ليصل إلى قرابة ال ١٠٠ جنيها ، هذا بخلاف العديد من الإنجازات الأخرى التي تحققت فى الشركة في عهده ليس وقتها الحديث عنها الآن ، نحن الآن أمام قيادة كبيرة فى قطاع البترول يتم الإستغناء عنها بهذه السهولة ، حتى وإن كان الرجل هو من طلب ترك المنصب ، فالقيادات الناجحة من الصعب تعويضها ، وهذا ليس تقليلاً من أحد فقطاع البترول ملئ بالقيادات الناجحة والكبيرة ، وكيف للوزير أن يقبل بهذا ؟ ، فالمتابع لمسيرة الرجل منذ أن كان نائبا ًً لرئيس هيئة البترول للعمليات وحجم الإنجازات التي تحقق في نيابة العمليات ، ثم خلال رئاسته لشركة الإسكندرية للبترول ، ثم عودته للهيئة ، وبعدها تولى رئاسة شركة ” أموك ” وحجم ما تحقق فيها يعلم وبيقين أن قطاع البترول خسر اليوم كفاءة كبيرة من العيار الثقيل الذي من الصعب تعويضها بسهولة ، نعم قطاع البترول خسر عمرو مصطفى ، في وقت القطاع يحتاج إلى قيادات من هذه النوعية …. كل التوفيق لرئيس الشركة الجديد المهندس محمد العبادي وعظيم الاحترام والتقدير للمحترم القدير جداً الكيميائى عمرو مصطفى ، وأنا على يقين أن الشركات الكبرى سواء العالمية أو المحلية لن تترك كفاءة بهذا الحجم ، وأننا سنسمع قريبا ً عن تولى الرجل منصب كبير فى أى من هذه الشركات .