من الواضح أن المهندس كريم بدوى، وزير البترول والثروة المعدنية لا يقرأ ما تكتبه وسائل الإعلام ولا يهتم ، وهو توجه جديد يخالف توجه الحكومة برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، الذى يحرص كل أسبوع على عقد مؤتمر صحفي يوضح فيه كل ما يتم ، ويرد على ما تتناوله وسائل الإعلام ، وبحضور عددمن الوزراء ومنهم وزير البترول نفسه .
والمهندس كريم بدوى ، الذى بدأ لقائه الأول مع الإعلام بصورة إيجابية جداً ، عبر خلاله عن تقديره للدور الكبير الذى يقوم به الإعلام البترولى ..لكن سبحان مغير الأحوال ، وكأن كلام الوزير كان للاستهلاك المحلى فقط ، حيث ترك الوزير الملف الإعلام فى يد قلة لا تعرف حتى معنى كلمة إعلام ، وراح هؤلاء يتحركون يميناً ويساراُ فى محاولة لضبط حالة تلبس واحدة تدين الإعلام البترولى بمختلف أشكاله، وظن أصحاب هذا الفكر المحدود أن إقصاء الإعلام وإبعاده عن المشهد هو الوسيلة الوحيدة والمضمونة للسيطرة على مقاليد الوزارة، وتصبح الوزارة تحت سيطرتهم ” تسليم مفتاح ” ، يتحكمون في كل شيء بعد ثقة الوزيرة ومنحهم صلاحيات مفتوحة وكبيرة وإسناد عدد من الملفات الهامة لهم بلا أى قيود أو محاسبة وغير مسبوقة .
..اعتقد هؤلاء أن كراسي السلطة ممتدة طوال الحياة دون أخذ العبرة من الماضي القريب ، وأن هذه الكراسي جلس عليه قيادات كبيرة ولها نفوذها، إلا أن التغيير هو سنة الحياة ولا يوجد مسئول مخلد على كرسيه ، خاصة وأن هذه المناصب مر عليها عمالقة كبار كانوا وبحق رجال على قدر المسئولية وليس أنصاف الموهوبين من أهل الثقة أصحاب نظرية التكويش والإقصاء، بإعتبار أن الوزارة تم تسليمها لهم بعقد ملكية مسجل فى الشهر العقارى .
..ويخطى من يتصور أنه يستطيع القضاء على الإعلام البترولى بقرارات غير مسئولة تعبر عن ضعف وعجز هؤلاء عن مواجهة الرأى بالرأي والحجة بالحجة، وهى محاولات اعتدنا عليها فى فترات سابقة لكنها لم تستمر بسبب مسئولين كانوا كبار بحق ، تصدوا لمثل هذه التصرفات والقرارات العشوائية التى تتم الآن بقصد ومدبر لها ، وحتى لا يفقد قطاع البترول والثروة المعدنية قوته الناعمة المتمثلة فى إعلام مسئول يعى جيداً الدور الكبير لهذا القطاع الحيوى ، ودرع قوى يتحمل مسؤولية الدفاع عنه ومواجهة أى معلومات مغلوطة وغير دقيقة تمس توجهاته أو أبنائه المخلصين.
لقد تخيل هؤلاء بفضل الصلاحيات الامحدودة التى منحها لهم الوزير أنهم هم الوزارة ،والوزارة هم ..هم أصحاب الكلمة العليا ولا أحد يستطيع حتى الإعتراض عليهم أو على قراراتهم ..هؤلاء تركوا المهمة الأساسية التى جاءوا من أجلها وهى زيادة الإنتاج والاستثمار والاستكشاف وتفرغوا لتصفية الحسابات ولا نعلم لماذا؟ ، خاصة وأنهم كانوا غير معروفين ولم يُذكر اسمهم فى أى جملة مفيدة من قبل وهذا لا يقلل منهم ، فلم نسمع على أى اسم منهم فى عهد الوزير السابق أو أى وزير ، ولم نسمع عن قيامهم بأى أعمال ملموسة أو ساهموا فى حل أى مشكلة تعرض لها القطاع ..هؤلاء يحاولون بكل الطرق القضاء على ثوابت القطاع الراسخة ومن ضمنها أن الإعلام البترولى جزء أصيل من القطاع.
يا سيادة الوزير ، لا نعلم لماذا حالة الصمت والسكوت على مايحدث مع الإعلام البترولى، الذى تحدثت عنه بكل تقدير واحترام فى أول لقاء معه ..هو هو نفس الإعلام الذى قلت عنه هو “الذراع اليمنى” لقطاع البترول وله دور كبير في تشجيع الاستثمارات وتشجيع الشباب على الانضمام للقطاع، وهو ما يصب في صالح الدولة المصرية ، وأنه يلعب دوراً محورياً في تسليط الضوء على المجهود المبذول ونماذج النجاح، وكذلك التحديات التي تواجه القطاع، وأن الإنجازات التي يسلط عليها الإعلام الضوء ينبغي ألا تقتصر على القيادات، ولكن تشمل كل العاملين في قطاع البترول، وهذا يحفزهم على بذل المزيد ويساعدهم على النجاح .
وأكد الوزير على الالتزام بالشفافية التامة في عرض الموضوعات المختلفة، والمصارحة وعرض الأوضاع بمنتهى الوضوح من حيث الإيجابيات والتحديات، والتكامل والعمل الجماعي.. هذا هو كلام الوزير عن الإعلام.. ماذا حدث ؟.
الأمام على بن أبى طالب، كرم الله وجه له أبيات شعر جميلة يقول فى بعضها : يديمونَ المودة ما رأوني.. ويبقى الودُّ ما بقيَ اللقاءُ ..وإن غنيت عن أحد قلاني ..وَعَاقَبَنِي بمِا فيهِ اكتِفَاءُ.. سَيُغْنِيْنِي الَّذي أَغْنَاهُ عَنِّي ..فَلاَ فَقْرٌ يَدُومُ وَلاَ ثَرَاءُ ..وَكُلُّ مَوَدَّة ٍ لله تَصْفُو.. وَلاَ يَصْفُو مَعَ الفِسْقِ الإِخَاءُ و كل جراحة فلها دواءٌ..وللحديث بقية.