الأخبار

محمود السيوفى يكتب : عيد البترول ومحطة المطار السرى !!



في يوم 15 نوفمبر، 2024 | بتوقيت 2:40 م

 

 بعد هزيمة 1967، قررت الدولة المصرية أن تبنى عدد من المطارات فى عدد من المناطق ، حتى لا تقصفه طائرات العدو الإسرائيلى، لكن الناس كانت تعرف بعض هذه المناطق التى تقع فيها هذه المطارات ، ومنها منطقة عرفت وقتها بمحطة المطار السرى ،  لدرجة أنه تم إنشاء محطة أتوبيس وتم تسميتها  بمحطة المطار السرى. 

تذكرت اليوم حكاية المطار السرى ،عندما سمعت عن استعدادات وزارة البترول والثروة المعدنية للإحتفال بعيد البترول ، وهى ذكرى جميلة وعظيمه تؤكد على عظمة مصر والجيش المصرى ، الذى استرد أرضه من العدوان الغاصب، ونجح فى استرداد مقدرات شعبه ومنها حقول البترول ، حيث يرتبط الاحتفال بعيد البترول باليوم التى تم فيه استرداد حقول أبو رديس  .

ومحطة المطار السرى فى وزارة البترول الآن مرتبطه بما نعيشه هذه الأيام، ونظرة واحدة على احتفال الوزارة بعيد البترول بمقر شركة الأسكندرية للبترول ، يؤكد حالة التخبط والعشوائية المسيطرين ، وكأننا أمام مجموعة من المتشاحنين لا يسمعون بعضهم البعض ولا يفكرون فيما يحدث حولهم، يعنى من الآخر “كل واحد يعمل اللى فى دماغه ” دون الاستماع لصوت العقل .

احتفالية تقام بعد توقفها لعدة سنوات ، ويتم التعامل معها على أنها من الأسرار الخطيرة التى يُعد الكشف عنها جريمة كبرى  ، تستدعى العمل السرى بعيداً عن الإعلام ، لأنه من الواضح أن القائمين على ملف الإعلام فى الوزارة يرى أن عمل وسائل الإعلام  نشاط خطر لا يمكن الاقتراب منه .. كل يوم يفاجئنا هؤلاء ببعض الأفكار الحلزونية الفنكوشية التى تؤكد عبقرية المكان والزمان كما جاءت فى كتاب جمال حمدان ” شخصية مصر ” ، حيث كان فكره يؤمن بتعدد وتكامل وجهات النظر  ، وأن التقدم لا يكون بتصور كل واحد عن نفسه بقدر صورته الموضوعية وتعامله مع الآخرين .

وفكر الوزارة الجديد ينحصر فى فكرة واحدة ، هى التشكيك فى الجميع وليس وسائل الإعلام فقط ، لدرجة أن يتم دعوة رؤساء الشركات بالتليفون، وكلهم يدينون بالولاء والطاعة للوزارة ولكل قراراتها، ولا يوجد رئيس شركة واحد يخالف تعليمات الوزارة ..نعم الدعوة بالتليفون وفى السر ، كما أن الدعوة ليست لكل رؤساء الشركات ..هو فكر جديد وقيادات جديدة تعمل بنفس فكر محطة المطار السرى.

زر الذهاب إلى الأعلى