محمود السيوفى يكتب : أن تكون صحفياً فى زمن قيادات الصدفة !!
في يوم 12 نوفمبر، 2024 | بتوقيت 7:10 م
الروائى الإنجليزي إدوار مورجان فورستر كتب يقول أن نهاية كل رواية خيبة أمل..وخيبة الأمل ليست فى الروايات فقط ،فقد تجدها من حولك كثيراً ،لكنها تظهر بوضوح فى أشخاص اعتقدنا فيهم خطأ أنهم على قدر المسئولية ،وأنهم يستطيعون أن يغيروا حتى المستحيل ، وأنهم بتصريحاتهم عن دور الإعلام والثناء عليه يفهمون جيداً قيمته كإعلام وطنى شريف يحافظ على تقاليد المهنة ويدافع عن الدولة المصرية العريقة..لكن سرعان ما اكتشفنا أن بضاعتهم بارت وفسدت وأن كلامهم للاستهلاك المحلى فقط ..للأسف هؤلاء وأمثالهم كانوا أحد الأسباب الرئيسية فى تعطل وتدهور قطاعات مهمة فى الدولة ،ودائماً ما يعلقون فشلهم على الصحافة والصحفيين ، وهى عادة قديمة ، توارثتها الأجيال ، تغير الزمان ، وتبدلت معطيات المهنة وأدواتها ، وتظل الصحافة هى بنت زمانها ، وقد تجاوزها الزمن ، لها ما لها ، وعليها ما عليها ، هي تاريخ لمن كتبها ، أعطاها من عمره ومجهوده ، وأعطته في حياته وزمانه ،وتظل الصحافة هى خط الدفاع الأول أمام الإهمال والتسيب والخطط الفنكوشية التى تجلب المن والسلوى.
..ومصر الآن في الجمهورية الجديدة تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى ليست كما كانت من قبل، حيث تحترم حرية الرأي والتعبير، وتقدر دور الصحافة الوطنية التي تشيد وتسلط الضوء على الإنجازات، كما تكشف نقاط الضعف والفساد.
..للأسف الشديد البعض لا يحب هذا النهج، ويريد أن يعيش “على قديمه”، فتزعجه الأخبار والتقارير، التي تنقل فقط المعلومات عما يجري في كواليس الوزارة أو الشركة التي يتولون قيادتها، فيصبوا غضبهم على الصحفي وتحميله ما ليس له من مسؤولية إخفاقاتهم وفشلهم.
..والصحافة عند هؤلاء هي “الشماعة” التي يعلقون عليها أخطائهم، ويستدعونها فقط في حالة إذا ما أرادوا أن يلمعون أنفسهم،أو إذا كانوا فى موقف ضعف ، أما حين تكشف “سوء أفعالهم”، يبدأو في “لعنها” والتهديد بمقاطعتها، وكأن الصحفي موظف لديهم أو عضو مجلس إدارة إحدى الشركات التابعة لهم.. لكنهم بطبيعة الحال فإن أسلوبهم هذا في التعامل مع الصحافة يأتي ضمن سلسلة الإخفاق في تقدير المواقف التي تشمل كل الجوانب سواء إدارة الأعمال المؤكلة لهم أو التعامل مع الإعلام.
الصحفي لا ينتقي الأخبار ولا يد له في اختيار “فلان” في منصب ولا علان في إدارة شركة.. الصحفي دوره فقط هو نقل المعلومة وكشفها للجمهور، وأحيانا كثيرة ما يرى بوازع أخلاقي أو مهني أن لا ينشر في مسألة ما حفاظا على المصلحة الوطنية، لكن هذا في بعض الأمور والغالب أن المعلومات تكون على المشاع، والطبيعي أن يغطي المعلومة بل ويكون “فاشلا” مثل البعض إذا لم يفعل ذلك.
ولذا فهؤلاء الذين اعتادوا الإخفاق لا يحبون لأحد النجاح، يريدون فقط أبواقا تردد أسمائهم بالثناء والإشادة، لا يستمعون لصوت العقل والحق، ولو فعلوا لكان ذلك أفضل لهم ولعملهم بدلا من السقوط الدائم في هاوية الفشل.