المقالات

محمود السيوفى يكتب : فى عهد بدوى ..مراكز قوى جديدة تحكم وزارة البترول !!


الصحفيون بين الست " حٌسن" وصاحب " إيجاس " وشمشون الخفى


في يوم 10 أكتوبر، 2024 | بتوقيت 1:45 م

 

الرئيس عبد الفتاح السيسي في كل لقاءاته وجولات  لا ينسى دور الإعلام المصري، ودائماً ما يشيد به ، وعلي رأسه الصحفيين، إيماناً منه بالدور الكبير الذي تقوم به الصحافة والصحفيين ،والسيد الرئيس وسط كل مشاغله وكل ما يقوم به من أعمال عظيمة وضعت مصر في مكانة متميزة وغير مسبوقة، حيث مشروعات عملاقة هنا وهناك وعلي كل المستويات، لم ينس دور الصحافة والصحفيين .. هذا هو رئيس الدولة الذي يواصل الليل بالنهار حتى يحقق لشعبه تنمية حقيقية..

كما أن رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، وتعبيراً عن تقديره للإعلام ، بدأ منذ فترة فى عقد مؤتمرات صحفية أسبوعية بانتظام ، لشرح وتوضيح ما تقوم به الحكومة من أعمال وكيفية التعامل مع كل المشاكل والعقبات ، هذا بالإضافة إلى تعليماته بتسهيل عمل وسائل الإعلام المختلفة وفتح الباب على مصراعيه أمامهم لتوضيح الحقائق وكشف أوجه القصور .

.. نحن أمام رؤية مستنيرة للسيد الرئيس للإعلام بكل أشكاله ، هذه الرؤية ظهرت فى كل القطاعات والوزارات ، بإستثناء وزارة البترول والثروة المعدنية في عهد المهندس كريم بدوى ، الذي ترك الوزارة لقلة ظنوا ” وإن بعض الظن إثم ” أن ثقة الوزير باقية الأثر وممتدة المفعول .

.. في رائعة الراحل الكاتب الكبير وحيد حامد “طيور الظلام” جاءت عبارة عبقرية على لسان فتحى نوفل الذي جسد شخصيته الفنان الكبير عادل أمام ، وهو يتحدث إلى الفنانة يسرا قائلا “البلد دى ما بيستخباش فيها سر أكتر من سنة”  ،و لا يوجد فيها أسرار، فما يحدث داخل أروقه وزارة البترول ليلاً يتداوله رواد المقاهي الشعبية نهاراً وهم يحتسون قهوة الصباح.

..لقد اعتقد صاحب ” إيجاس ” ، الذى ظن أن قرار تعينه قد شمل تنازل الوزارة عن ملكية الشركة القابضة للغازات الطبيعية له ، بالإضافة إلى نصف أملاك الوزارة الأخرى ومن ضمنها منصب المتحدث الرسمي .. تخيل صاحب “إيجاس” الجديد أنه فوق النقد والحساب، وأنه مسنود للدرجة التى تسمح له بإصدار قرارات لمعاقبة وسائل الإعلام المختلفة، ساعده على ذلك متحدث رسمى مازال يُدين بالولاء لرئيسه السابق ، وفى تخطى لكل الأعراف والتقاليد التى رسخت فى وزارة البترول منذ سنوات طويلة، كانت مبنية على قواعد ثابتة فى مجملها احترام وتقدير للصحفيين ، خاصة وأن من بينهم من يكتب عن الوزارة وقطاعاتها المختلف قبل أن يعمل بها صاحب إيجاس والباشمهندس المتحدث الرسمي.

لقد أصبح صاحب” إيجاس” وشركائه مراكز قوى جديدة تحكم وزارة البترول والثروة المعدنية ، في ظل حالة صمت من الوزير كريم بدوي، على الرغم من إعلان الوزير فى أول لقاء مع وسائل الإعلام عن تقديره للإعلام البترولى وثنائه بشكل جعل الصحفيين يشعرون بأنهم فى مرحلة جديدة تقدر الإعلام وتحترمه ، لكن ما يحدث الآن جعلني أسأل، لمصلحة من ما يحدث ؟ 

الصحفيون، وبالتحديد في الملف البترولي، صنعوا الكثير، ساندوا القطاع في أزماته، ودعموا أفكاره وخططه من أجل النهوض مجددا، كانوا أول من أشار إلى العيوب،  وأول من أشادوا بالنجاحات، ولم ينسبوا إلى أنفسهم الفضل في شيء، عكس الآخرين، الذين ينسبون لأنفسهم نجاحات لم يكونوا هم وراء تحقيقها، ربما كانوا على الهامش منها، لكن وقت أخذ الصور، سارعوا ليكونوا في المقدمة.

الصحفيون في الوقت الحالي حينما يكتبون وينقلون عن المصادر، ويجعلون من منصاتهم الإعلامية ساحة حرة أمام وجهات النظر المختلفة، لا يعجب الأمر الكثير من الأشخاص، الذين يتحملون مسئوليات تفرض عليهم المصارحة والمكاشفة، لكنهم لا يحبون إلا “التطبيل”، ويريدون من يكتب عنهم، أن يجمل صورتهم ويجعلهم “أحسن ناس في الكون”.

لم يعد هؤلاء يبدون تذمرهم من النقد فقط، بل تطور الأمر معهم ليصبحوا يغضبون حتى من الحديث عن مهامهم الموكلة لهم، وحينما تسألهم في ملف معين لم يعجبهم ، تجد حالة من الغضب الشديد ، واتهامات هنا وهناك ، بل والتشكيك فى نوايا الصحفي وفى سمعته وأنه يعمل لحساب البعض  ” ، هؤلاء للأسف يتصدرون المشهد ويقولون عن أنفسهم أنهم قدموا للقطاع أعمال عظيمة وأنهم كانوا السبب الرئيسي في كل إنجازاته .. “حلوة”، أو على رأي الفنان الكبير المرحوم  مظهر أبو النجا ” يا حلاوة” !!.

 من يسأل هو الصحفي، فهذه هي وظيفته وأساس مهنته، أما من عليه الإجابة عن الأسئلة فهو من وافق أن يلعب دور المسئول ، والذي يبدو أنه أراد من وراء الأمر “البرستيج” فقط، ومسك الميكرفون طول الوقت ليتحدث عن بطولاته ولا يهوى المساءلة أو حتى الإختلاف معه في الرأى !!

..نحن لا ندخل في سجال مع أحد حول من أكثر وطنية من الاخر ، أو من يحب مصر أكثر، أو من قدم للقطاع البترولى أكثر من الآخر ” ، أو مين عمل أيه أو معملش أيه ”  فجميعنا يجب أن يهمنا المصلحة العامة، ولا نلتفت إلى صغار الأمور لكي تمر هذه الفترة بسلام ، ويحقق قطاع البترول نجاحات طبقا لخطة الدولة .

.. على الجميع أن يلتزم بتحمل المسئولية والتعامل بالشفافية والمصارحة، ويتعاطى مع الإعلام كشريك يفصح له بصدق عما يواجه من متاعب أو حتى إخفاقات ،وبدلاً من أن يترك ” صبيانه ” يقومون بحملة تلميع ، وفى أحيان آخرى الإساءة  للبعض لإظهاره هو وحده فى دور البطل الذي استطاع أن يقضي على منافسه بضربة واحدة ، حيث يكلفهم هذا ” الشمشون ” بالاتصال برؤساء الشركات والقيادات ليحكى لهم عن بطولاته الوهمية  .

فى فيلم عنتر ولبلب ، بطولة العمالقه عبدالوارث عسر ومحمود شكوكو وسراج منير ، رأينا كيف انتصر لبلب الضعيف على عنتر ” شمشون المفترس” ، لأنه صاحب قضية وهدف وطموح بأن يفوز بطعمة الجميلة ..استطاع لبلب أن يصفع عنتر” بالقلم ” 7 مرات ، وهذا هو عنتر مش صاحب إيجاس وشركائه.

نعود إلى خطاب ” الست حُسن” ، الذى خرج عن نفر للأسف من ضمنهم المتحدث الرسمي، وهو ينتمى إلى أسرة عريقة نحترمها ونقدرها ..والذى لم يكلف نفسه منذ تم تعينه بالتواصل مع الإعلام ومناقشتهم فى كل الملفات للإتفاق على مرحلة من العمل المشترك مبنية على الاحترام والتقدير المتبادل، وعن رؤية الوزير خلال المرحلة المقبلة، وماذا يريد من الإعلام البترولى؟ ، لكن المهندس معتز عاطف ..ركز معايا عزيزى القارئ المهندس ، الذى تولى مسئولية الإعلام، بإعتبار أن الصحفيين يعملون فى ورشة أو على حفار فى أحد المواقع البترولية..المهم المهندس معتز عاطف وشريكه صاحب” إيجاس” إكتشفا مؤخرًا أن الصحفيين في حاجة إلى تأديب وتهذيب ، ففطن فى ذهن صاحب “إيجاس” ، أن يكون العقاب جماعى بخطاب ” الست حُسن” ، فى مضمونه أن صاحب” إيجاس ” وشركائه هم القطاع والقطاع هم ..

يا سادة ما كان يصلح فى توقيت معين وظروف معينة لا يصلح الآن ..طبيب الأطفال تحتاجه فى مرحلة معينة وليس طوال العمر ، والمهندس المعماري ينتهى دوره بالتصميم.

 ..هناك حكمة جميلة تقول ” هيبة المناصب تخلق حباً مزعوماً تزول بترك المنصب ،ومحبة الناس هي ما تبقي وتدوم”، والشاعر يقول : تحسبوا أنّ المناصب باقيه.. أو أنها يوماً ستبقى وافيه..عاشر بمعروفٍ فإنك راحلٌ..واترك قلوب الناس نحوك صافيه… اذكر من الإحسان كل صغيرة..فالله لا تخفى عليه الخافيه..لا منصبٌ يبقى ولا رتبٌ هنا..أحسن فذكرك بالمحاسن كافيه.

يا سيادة الوزير : نحن في دولة تحترم الإعلام وتقدره ، والجمهورية الجديدة فى عهد الرئيس السيسي عبرت عن ذلك بكل وضوح، وتسعى بكل الطرق لفتح الأبواب أمام وسائل الإعلام الجادة التى تعمل وفق قوانين الدولة ويرأس تحريرها صحفيين أعضاء فى نقابة الصحفيين. 

يا سيادة الوزير : هناك من يحاول الوقيعة بينك وبين الإعلام ، فى محاولة خبيثة لإستغلال بعض الصلاحيات بقرارات عشوائية دُبر لها بقصد ونوايا سيئة من قلة تحاول بكل السبل الإساءة إلى الصحفيين..وهنا كلامى لنقابة الصحفيين ولكل المهتمين، أن هناك حالة من التربص مكتملة الأركان بالصحفيين ، وبإعتراف رسمى من المتحدث وصاحب” إيجاس” .

..هذا غيض من فيض وللحديث بقية فى الأيام المقبلة بإذن الله .

زر الذهاب إلى الأعلى