محمود السيوفي يكتب عن تفائل وزير البترول وتحكم أهل الثقة
في يوم 4 أغسطس، 2024 | بتوقيت 10:51 ص
هناك عبارة جميلة لرجال أعمال أمريكى ، وهو بالمناسبة لاعب كرة سلة سابق ، العبارة تقول ” الموهبة قد تكسبك مباراة..لكن العمل الجماعى والذكاء قد يكسبك البطولة ” ..تذكرت هذه العبارة أمس وأن استمع لكلمة المهندس كريم بدوى وزير البترول والثروة المعدنية، فى أول لقاء مع الإعلام البترولى ، والرجل عبر عن تقديره واحترامه للإعلام ولكل ما يقوم به لخدمة القطاع.
..الوزير ظهر عليه بالرغم من صعوبة المهمة حالة من التفائل الشديد بمستقبل مشرق لقطاع البترول والثروة المعدنية، وطالب بوقوف الإعلام مع القطاع ليعود من جديد كما كان ونعبر هذه الظروف الصعبة.
..وهنا فإن الإعلام مطالب بتحمل مسئولياته بكل شجاعة بعيداً عن التطبيل أو دغدغة المشاعر وبيع الأوهام ..إعلام يحترم العقل والمشاعر ، وهو ما يعود بنا إلى مقولة رجل الأعمال ، حيث أنها تعبر وبصدق عن أسباب النجاح وتخطى الصعاب ، وهى تناسب حالة التفائل لدى الوزير وطموحه بالنهوض بالقطاع والعبور به إلى بر الأمان ، وهذا كله لن يتحقق إلا من خلال فريق عمل فنى يعمل بإخلاص ،بعيداً عن الذين فسدت بضاعتهم ولم تعد مناسبة لهذه المرحلة ، حيث ” بارت” سلعتهم ولم تعد جاذبة ، وكما يقولون فأنه فى العلوم الطبيعية يفرقون دائماً بين الأعراض ، فإرتفاع درجة الحرارة عرض لأمراض عديدة ، وطبيب الأطفال تحتاجه فى مرحلة معينة وليس طول العمر .
..ليس من مصلحة أحد إقصاء أحد أو كل صاحب وجهة نظر مختلفة ، ودون النظر لمصلحة القطاع ، حيث اعتقد مجموعة ممن يتصدرون المشهد فى وزارة البترول والثروة المعدنية، أن ثقة الوزير باقية الأثر وسارية المفعول ، مع الاستغراق فى أحلام اليقظة والمشروعات التى تجلب للقطاع المن والسلوى والعسل ، وفى النهاية القطاع يمر بظروف غير مسبوقة ، ويدفع ثمن الخطط” الفنكوشية” الذى صنعها هؤلاء .
..وهنا أيضًا مسئولية الوزير فى مراجعة كل الملفات خلال السنوات التى تصدر فيها هؤلاء المشهد ، ليعرف حجم ما وصل إليه حال الوزارة فى ظل وجودهم ، وهم يتحكمون فى كل كبيرة وصغيرة ، حتى أنهم حرموا القطاع من خيرة أبنائه بسبب أهل الثقة فى عملية تجريف متعمد لقيادات تمتلك فكر ورؤية ، لكنه هو “الحب والكره ” ، مع أن مسئولية هؤلاء والصلاحيات التى كانوا ومازالوا يتمتعون بها تفرض عليهم دفع ومنع وقوع الضرر ، أما إذا وقع الضرر بالفعل يكون هؤلاء قد قصروا فى أداء واجبهم وفشلوا فى القيام بالمسؤولية وإلحاق الضرر بالمصالح العامة ، وتأسيساً على كل ذلك فإنهم فقدوا مبرر بقالهم..باختصار شديد وظيفتهم منع وقوع الضرر وليس الانتظار حتى يقع .
.. الشاعر الكبير أبو الطيب المتنبي له بيت شعر جميل يقول فيه : بِقَدرِ الكدِّ تُكتَسَبُ المَعالي.. وَمَن طَلبَ العُلا سَهرَ اللَّيالي.. وَمَن رامَ العُلا مِن غَيرِ كَدٍ ..أضاعَ العُمرَ في طَلَبِ المُحالِ..
وهذا البيت عبر بصدق عن أسباب النجاح التى يتحدث عنها الوزير ويتمنى أن تتحقق ، وكما يقولون “الحركة قرين البركة “، والحركة هنا تحتاج إلى فريق عمل فنى بفكر جديد ورؤية جديدة وبدون حسابات ، وأن يكون شغلهم الشاغل هو النهوض بالقطاع بعيداً عن الشللية وتصفية الحسابات ومحاولة السيطرة على كل كبيرة وصغيرة داخل الوزارة، لنعود إلى النقطة صفر من جديد، الذى يدفع ثمنها القطاع الآن بفضل هؤلاء.
..من حق الوزير أن يحلم ويتفائل بمستقبل مشرق للقطاع ، خاصة وأننا على يقين بصدقه وحرصه على تحقيق ذلك ، لكن هذا كله لن يتحقق إلا بقيادات بحجم أحلام الوزير وخططه ، لا قيادات الصدفة وتصفية الحسابات ، أو رؤيساء شركات من نوعية صاحب الاحتفال بيوم المعرفة السابع ..قطاع البترول يحتاج إلى فكر جديد يتناسب مع قدرات ورؤية الوزير كريم بدوى.