الصحفيون، وبالتحديد في الملف السياحي، صنعوا الكثير، ساندوا القطاع في أزماته، ودعموا مبادراته من أجل النهوض مجددا، كانوا أول من أشار إلى العيوب، وأول من أشادوا بالنجاحات، ولم ينسبوا إلى أنفسهم الفضل في شيء، عكس الآخرين، الذين ينسبون لنفسهم نجاحات لم يكونوا هم وراء تحقيقها، ربما كانوا على الهامش منها، لكن وقت أخذ الصور، سارعوا ليكونوا في المقدمة.
الصحفيون في الوقت الحالي حينما يكتبون وينقلون عن المصادر، ويجعلون من منصاتهم الإعلامية ساحة حرة أمام وجهات النظر المختلفة، لا يعجب الأمر الكثير من الأشخاص، الذين يتحملون مسئوليات تفرض عليهم المصارحة والمكاشفة، لكنهم لا يحبون إلا “التطبيل”، ويريدون من يكتب عنهم، أن يجمل صورتهم ويجعلهم “أحسن ناس في الكون”.
لم يعد هؤلاء يبدون تذمرهم من النقد فقط، بل تطور الأمر معهم ليصبحوا يغضبون حتى من الحديث عن مهامهم الموكلة لهم، وحينما تسألهم في ملف معين لم يعجبهم ، تجد حالة من الغضب الشديد ، واتهامات هنا وهناك ، بل والتشكيك فى نوايا الصحفي وفى سمعته وأنه يعمل لحساب البعض نظير مقابل مادى ” كل إناء ينضح بما فيه” ، لأن هؤلاء وأمثالهم لا يعرفون الشرف والنزاهة واحترام النفس والدفاع عن القيم والمبادئ، هؤلاء للأسف يتصدرون المشهد ويقولون عن أنفسهم أنهم قدموا للقطاع أعمال عظيمة وأنهم كانوا السبب الرئيسي في عمل شركات السياحة .. “حلوة”، أو على رأي الفنان الكبير مظهر أبو النجا ” يا حلاوة” !!.
أولاً : من يسأل هو الصحفي، فهذه هي وظيفته وأساس مهنته، أما من عليه الإجابة عن الأسئلة فهو من وافق أن يلعب دور الشخصية العامة، والذي يبدو أنه أراد من وراء الأمر “البرستيج” فقط، ومسك الميكرفون طول الوقت ليتحدث عن بطولاته ولا يهوى المساءلة أو حتى الإختلاف معه في الرأى !!
ثانياً : لسنا أصحاب مصلحة في القطاع ، ولا نمتلك شركة سياحة ، ولا نشغل منصب أو عضوية فى غرفة من الغرف ، ولا نتأجر فى التأشيرات أو سكن الحجاج والمعتمرين ، لكننا مرتبطين بمصلحة عليا هى الوطن ، مصر العظيمة التى تستحق منا الكثير والكثير ، وأن مصر أهم من الجميع.
..نحن لا ندخل في سجال مع أحد حول من أكثر وطنية، أو من يحب مصر أكثر، أو مين قدم للقطاع السياحي أكثر من الآخر ” ، أو مين عمل أيه أو معملش أيه ” فجميعنا يجب أن يهمنا المصلحة العامة، ولا نلتفت إلى صغار الأمور، ولكي نمر بسلام خلال هذه الفترة، ويحقق القطاع السياحي نجاحات طبقا لخطة الدولة لزيادة الحركة السياحية الوافدة.
.. على الجميع أن يلتزم بتحمل المسئولية وتصدر العمل العام بالشفافية والمصارحة، ويتعاطى مع الإعلام كشريك يفصح له بصدق عما يواجه من متاعب أو حتى إخفاقات ،وبدلاً من أن يترك ” صبيانه ” يقومون بحملة تلميع ، وفى أحيان آخرى الإساءة للبعض لإظهاره هو وحده فى دور البطل الذي استطاع أن يقضي على منافسه بضربة واحدة ، حيث يكلفهم هذا ” الشمشون ” بالإتصال بالأصدقاء والمعارف ليحكى لهم عن بطولاته الوهمية .. حقيقي ” إذ لم تستحى فإفعل ما تشاء” ، وفى النهاية يتهمون الشرفاء بالباطل .
من يريد أن يسب ويتجاوز فى حق الشرفاء فليتعامل بطريقة الرجال ويواجه ، ويا أهلاً بالمعارك !!.