محمود السيوفي يكتب : وداعاً ” شيخ العرب” الدكتور نورالدين بكر
في يوم 15 أكتوبر، 2023 | بتوقيت 10:27 م
لايمكن لمن عرف هذا الرجل أن ينساه ،رجل تجد فيه كل الخصال الجميلة ،محب للجميع ،يمتلك قلب طيب لا يعرف الكره أو الحقد ..إنسان بمعنى الكلمة، من السهل أن تجده يبكى لأبسط الأسباب أو المواقف ،يتأثر جداً بالغلابة والبسطاء، وهو الذى يعرفهم جيداً.
الدكتور نورالدين بكر، حالة لا يمكن أن تنساها ،لم ينسى يوماً أنه ابن الطبقة المتوسطة الذى استطاع أن ينحت فى الصخر حتى يصل إلى أعلى المناصب، فهو ابن البسطاء الذى تخرج من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بفضل تفوقه ونبوغه ،وهو شاهد على كل الأحداث الذى شهدها القطاع السياحي المصري من بداياته، وهو عنصر رئيس فى كل مشاريع الشركة القابضة للسياحة والفنادق قبل تسميتها بهذا الاسم ،وشاهد على كل الأحداث المهمة والتاريخية فيه، بل والمدافع بصلابة عن القطاع العام والتصدى لعمليات الخصخصة .
والدكتور نورالدين بكر” ، رجل يحمل قلب كبير قد تجده ينفعل أحيانآ، لكنه في دقائق قليلة يرجع عن ذلك ويتحول إلى طيبه مفرطة ،يحس بهموم وآلام البسطاء ويتفاعل معهم ،بل ويحرص فى كل مكان عمل به أن يكون لأبناء هذه الطبقة مكاناً وسط أبناء أهل السطوة وأهل الثقة ،حيث حرص وهو رئيس لعدد من الشركات على فتح باب التعيينات أمام أبناء البسطاء، بل وتشجيعهم وإتاحة الفرصة لهم لتولى المناصب الكبيرة فيها .
وتربطنى بالدكتور نورالدين بكر علاقة تمتد لقرابة الثلاثين عاماً ،واُشهد الله أننى لم أرى من هذا الرجل إلا كل خير ،ولم أعرف عنه إلا حبه للجميع، كان ” شيخ عرب” يجتمع عنده الأحباب والأصدقاء ،مكتبه مفتوح للجميع ،وقلبه الأبيض الصافى الذى لايحمل حقد أو غل لأحد ،رجل متسامح مع الجميع ،وقبل كل ذلك متسامح مع نفسه ، وأتذكر بحكم قربى الشديد منه عدد من المواقف التى تثبت المعدن النفيس لهذا الرجل ومدى حرصه على ارضاء الجميع وجبر خواطرهم والوقوف مع أصدقائه بكل رجولة .
رحم الله الأخ الكبير والصديق العزيز وعشرة العمر الجميل الدكتور نورالدين بكر، وخالص عزائى لرفيقة دربه السيدة الفاضلة زوجته ،ولأبنائه العقيد تامر والدكتورة إنجى ..تغمده الله بواسع رحمته واسكنه فسيح جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون.