كيف يستفيد القطاع السياحي من الكفاءات؟
………………..
أولاً : لا أعرف ما كل هذا العدد الكبير ممن يطلقون على أنفسهم خبراء داخل القطاع السياحي ؟ ، للأسف كل من هب ودب يطلق على نفسه لقب خبير ،ولا نعرف ما هى المؤهلات التى يتمتع بها كل هذا الكم حتى يصبحوا خبراء..القطاع السياحي المصرى ينقسم إلى فريقين، الأول يمتلك خبرات كبيرة جداً ،هم أبناء القطاع الحقيقيين الذين تعلموا الصنعة ،وكافحوا فيها حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه، والثاني مجموعة لا علاقة لهم بالقطاع السياحي، يخرجون علينا كل يوم بتصريحات وأحاديث هنا وهناك عن السياحة بكل أنواعها ..مرة خبراء فى السياحة الخارجية المستجلبة، وأخرى فى السياحة الدينية ” الحج والعمرة ” ،ومؤخراً خبراء فى الآثار بعد عملية الدمج التى تمت للوزارتين وأصبحت وزارة واحدة . المهم هؤلاء الواحد منهم ” كشكول معلومات” ،سياحة خارجية “ماشى” ،حج وعمرة” ما فيش مانع “،آثار” عز الطلب ” .
……………………..
ثانياً : فى ظل هذه الظاهرة ممن يطلقون على أنفسهم خبراء من خلال أحاديث عن صناعة السياحة وهى أحاديث تزكم الأنوف من كثرة المخالفات والأخطاء فيها ، إلا أن القطاع السياحي يعج بخبرات وكفاءات حقيقية يشهد لها الجميع ،هؤلاء يملكون فكر ورؤية للنهوض بصناعة السياحة “صناعة الأمل “،لكنهم يحتاجون إلى إرادة جادة للاستماع لهم ولتجاربهم ودراساتهم والاستفادة منها..القطاع السياحي يمتلك مجموعة من الخبرات التى تستطيع تحقيق نجاحات كبيرة بالتنسيق مع الجهة الإدارية ممثلة فى وزارة السياحة والآثار، كما أنه يمتلك مجموعة كبيرة من الأبحاث والدراسات الاقتصادية أعدها أساتذة بالجامعات المصرية، كان آخرها الدراسة البحثية للخبيرة الاقتصادية الدكتورة عادلة رجب، والدكتور أحمد محمد رجب، والتى تتحدث عن أهمية صناعة السياحة للأمن القومى المصرى، هذه الدراسة وغيرها تكشف عن أهمية هذه الصناعة، وكيف لها أن تساهم في حل المشاكل الاقتصادية وتوفر العملة الصعبة .
…………………….
ثالثاً : الفترة الماضية كثر الحديث عن ضرورة توعية الشعب المصري بأهمية السياحة، والحقيقة أن المشكلة ليست فى طريقة التعامل مع السائحين.. الشعب المصري يعلم أهمية السياحة جيداً ،إلا بعض السلبيات من قلة هنا وهناك ،وهذه السلبيات موجودة في كل مكان في العالم وفى الدول المنافسة للمقصد السياحي المصري…. مصر الدولة الوحيدة فى العالم التى تمتلك مناطق ومحافظات بالكامل تعمل فى النشاط السياحي ..المشكلة الحقيقية التى تواجه هذه الصناعة هى بط الإجراءات والقوانين المعقدة ،وعدم توافر عناصر أساسية حتى تستطيع مصر الحصول على نصيب عادل من حركة السياحة العالمية الوافدة ..مصر تستحق أعداد كبيرة من السائحين تزيد حتى عن رؤية الدولة التى تستهدف جلب 30 مليون سائح، لكن هذا كله لن يتحقق إلا بعدة عوامل ، على رأسها زيادة الطاقة الفندقية، وزيادة رحلات الطيران إلى عدد من الدول الأساسية، أو الأسواق الجديدة المستهدفة ،وجذب الاستثمارات .