المقالات

الدكتور نورالدين بكر يكتب : التوعية السياحية والتوعوية



في يوم 9 يوليو، 2023 | بتوقيت 9:30 ص

اعتدنا كل فترة علي تبني شعار يتحدث فيه البعض وتعقد ندوات ومؤتمرات ،فكان شعار إدارة وتدوير محفظة الاستثمار، ثم الحوكمة وغيرها، واليوم يعلوا شعار التوعية ونظرية والتوعية بنفس الأسلوب دون تحديد لمفهوم ومعني التوعية، ومن صاحب الدور الرئيسي في تبني التوعية وعياً بأن فاقد الشئ لا يعطيه.

وهنا يهمني أن أضع علي بساط الحوار مجموعة من الحقائق الموضوعية التالية، وحتي لا يرفع الشعار لسوء الفهم فاقده :

إن العشوائية علي النيل في الترخيص للفنادق والمطاعم العائمة وبكثافة وفي منطقة بعينها ومتجاورة لصيقه وبما يحجب الرؤيا علي النيل، واخفاء رونقه وزيادة حجم المخاطر، فضلا عن غياب الأجهزة عن التأكد من توافر أجهزة ومعدات المعالجة الكيماوية للمخلفات وتشغيلها ،وبما يضمن سلامة النهر من التلوث وفي إطار الاستخدام الاقتصادي الأمثل للنيل  وبما يعكس الوعي بمفهوم الاستخدام الاقتصادي للنهر وفي ذلك من الممارسات التي تعكس غياب الوعي والتوعية.

رغم المطالبة علي مدي أربعون عاماً بضرورة توافر دورات مياه نظيفة ومدفوعة الأجر في إطار استثماري في المناطق السياحية الهامة وعدم الالتفات يعكس نوعاً من عدم الوعي ويحتاج لتوعية.

 إن غياب الاستراحات ومناطق الخدمات والإغاثة عن بعض الطرق السياحية الطويلة، كطريق الجلالة والقاهرة العين السخنة والقاهرة الغردقة والصعيد البحر الأحمر، أهميتها تحتاج لتوعية ووعي لمن شقوا الجبل.

إن تطوير مناطق الاقتراب من الأثر أو المزار ضرورة لتهيئة بصرية ونفسية ونظافة المنطقة والمزار، أمر يعكس عدم الوعي إن لم نحرص عليه.

إن غياب دور الوزارة الفاعل في إدارة النشاط السياحي وتنمية مناطق الجذب واقتصاره علي مؤتمرات صحفية وإعلان أرقام وبيانات وافتتاحات للآثار يعلن عن افتتاحها بدعوي سيطرة القطاع الخاص والباحث عن الربح السريع، يؤكد ضرورة الوعي بصورة حتمية دور فاعل للوزارة في التخطيط ووضع خريطة استثمارية وتنمية المناطق الجديده والتسويق وتنظيم دور منظمات العمل المدني ،وضمان دور فاعل في سياسة قومية السياحه والتخطيط لعرض وبيع مناطق جذب لمصر  ،وليس العمل كجزر منعزلة كل شركة ومؤسسة شأنها، بما يعكس عدم الوعي بضرورة رسم سياسة ووضع تصور عام لخريطة سياحية واستثمارية وتحقيق الاستخدام الأمثل للمقومات والامكانيات المتميزة للمقصد السياحي المصري.

إن ما يثار حول فقد الوعي الشعبي وتحميل الناس بكل الخطايا وكونهم عاملاً لإعاقة التطور السياحي فهو دور الدولة والمدرسة والأسرة والإعلام والدراما والأفلام المصرية، فضلًا عن دور فاعل وليس هامشي لأجهزة الداخلية والحكم المحلي في مواجهة حاسمه لكل مظاهر مطاردة السائح والتسول في بعض المناطق السياحية، واشعار المواطن دون تلقين ومن خبراء متخصصين بأهمية السياحة كمصدر رئيسي للعملة الصعبة، وكونها صناعة واعدة نجاحها يساعد الدولة علي النهوض والتنمية ومواجهة الغلاء .

 وختاماً هي محاولة للمشاركة بالفكر والرؤيا ..عشنا نصف أعمارنا في نشاطه وعاشرنا وعايشنا كبار المفكرين والمتخصصين وأصحاب شركات وفنادق يدركون دورهم في مساندة الدولة والمهنة.

زر الذهاب إلى الأعلى