السياحة والطيران

زادت أهميتها بعد جائحة كورونا .. الاستدامة والرقمنة والسلامة أولويات صناعة الشحن الجوي عالمياً


الحرب في أوكرانيا وعدم الاستقرار الاقتصادى مخاوف حقيقية بالنسبة للصناعة


في يوم 3 مايو، 2023 | بتوقيت 9:42 م

 

تقرير – أشرف الحديدى

سلط الاتحاد الدولي للنقل الجوي ” اياتا ” الضوء على ثلاث أولويات لتمكين صناعة الشحن الجوي من الحفاظ على الزخم الذى تحققه على خلفية بيئة التشغيل الصعبة فى أعقاب جائحة كورونا ..

وجاءت”الاستدامة”و”الرقمنة” و”السلامة” فى مقدمة الأولويات التي تم تحديدها في ندوة الشحن الجوى العالمية التي نظمها الاتخاد الدولى للنقل الجوى ” اياتا ” والتى اقيمت في اسطنبول بتركيا نهاية الشهر الماضى.

“وأوضحت الندوة التى شارك فيها خبراء الصناعة أن الشحن الجوي أصبح صناعة مختلفة عن تلك التي كانت عليها حين بدأت الجائحة .. فالإيرادات أصبحت أكبر مما كانت عليه في فترة ما قبل كورونا وأدرك العالم مدى أهمية سلاسل التوريد.. وأصبحت مساهمة الشحن الجوي في صافي أرباح شركات الطيران أكثر وضوحاً من أي وقت مضى..

ومع ذلك فإن الصناعة مازالت مرتبطة بالأحداث العالمية.. لذلك فإن الحرب في أوكرانيا وعدم اليقين بشأن مستقبل العوامل الاقتصادية الحاسمة عالمياً مثل أسعار الفائدة والصرف ونمو الوظائف وهي مخاوف حقيقية بالنسبة للصناعة وفقاً لما قاله ” بريندان سوليفان ” الرئيس التنفيذى للشحن في الاتحاد الدولي للنقل الجوى.

مؤكدا أنه بينما نتعامل مع الوضع الحالي فإن أولويات الشحن الجوي لم تتغير والصناعة بحاجة إلى مواصلة التركيز على الاستدامة والرقمنة والسلامة”. 

” الاستدامة “

تعد أولوية حاسمة وفي أكتوبر الماضي في الدورة 41 للجمعية العمومية لمنظمة الطيران المدني الدولي ” إيكاو ” وافقت الحكومات على الهدف الطموح طويل الأجل المتمثل في صافي انبعاثات الكربون الصفرية بحلول عام 2050 ، بما يتماشى مع التزام الصناعة المعتمد في عام 2021. وأصبح وقود الطيران المستدام أمراً بالغ الأهمية لتحقيق هذا الهدف حيث سيأتي 65 ٪ من خفض الكربون من استخدام الوقود المستدام ومع ذلك لاتزال مستويات الإنتاج صعبة مما جعل الاتحاد الدولى للنقل الجوي يدعو الحكومات إلى ضرورة تقديم حوافز لإنتاج مزيد من الوقود الحيوى SAF .  

وقال “سوليفان” إنه يتم إنتاج الوقود الحيوى واستخدام كل قطرة منه ولكن المشكلة أن الكميات المنتجة صغيرة ..
ويكمن الحل فى حوافز حكومية لزيادة الإنتاج .. وأضاف أنه يمكننا أن نرى 30 مليار لتر من الوقود المستدام متاحة بحلول عام 2030. وبرغم أن هذه الكمية تظل بعيدة عن الكمية تحتاجها الصناعة لكنها ستكون نقطة تحول واضحة نحو طموح الصناعة للوصول الى صفر انبعاثات من خلال توافر كميات وفيرة من الوقود الحيوى بأسعار معقولة .

وقد حدد اتحاد النقل الجوى الدولى ثلاثة مجالات أخرى كان يعمل فيها لدعم انتقال الطاقة في الصناعة منها دعم العمليات الحسابية الفعالة للكربون والتعويض من خلال تطوير منهجية دقيقة وموحدة لحساب الانبعاثات من نشاط الشحن الجوى وإطلاق هذه المنهجية في وقت لاحق من هذا العام – وهي أداة دقيقة لحساب الانبعاثات من الشحن الجوى الى جانب توسيع التقييم البيئي ليشمل المطارات ، ومنشآت مناولة البضائع ، ووكلاء الشحن ، للسماح للصناعة بتحقيق النجاح التجاري ، وبناء الثقة في إجراءات الاستدامة ..
إلى جانب التأثير بشكل إيجابي على الصناعة وتطوير المقاييس البيئية والاجتماعية والحوكمة (ESG) ذات الصلة لتخطي العديد من المنهجيات المتداولة مع شركات الطيران. 

 ” الرقمنة  “

يحتاج الشحن الجوي إلى تحسين كفاءته باستمرار من خلال الرقمنة. وقد حدد اتحاد النقل الجوي الدولي ثلاثة أهداف منها قدرة طيران بنسبة 100٪ على رقم قياسي واحد بحلول يناير 2026 . وستحل هذه المبادرة محل معايير البيانات العديدة المستخدمة لوثائق النقل بسجل واحد لكل شحنة. وقد وافق مؤتمر خدمات الشحن على أهمية تحقيق قدرة طيران بنسبة 100٪ بحلول الأول من يناير 2026 ويدعم المجلس الاستشاري للشحن هذه الرؤية.إلى جانب ضمان وجود المعايير الرقمية لدعم سلسلة التوريد العالمية وقد تم الانتهاء من التوجيه بشأن أجهزة التتبع – إرشادات اياتا ٠التفاعلية للشحن – المستخدمة لمراقبة جودة ودقة ظروف الوقت والسلع الحساسة لدرجة الحرارة التي يتم شحنها في جميع أنحاء العالم.   وكذلك ضمان الامتثال والدعم للجمارك وتسهيل التجارة والعمليات الحكومية الأخرى التي يتم رقمنتها بشكل متزايد حيث تلعب الرقمنة دورًا مهمًا في تطوير استراتيجيات تيسير التجارة ، وتقليل الحواجز التشغيلية على الحدود وإدارة تدفقات السلع بشكل آمن.

“السلامة  “

وأكدت الندوة أن الاولوية المهمة الأخرى إلى جانب الاستدامة والرقمنة هى السلامة حيث لا تزال مشكلة خطورة شحن بطاريات الليثيوم تهيمن على جدول أعمال الشحن الجوي. وتم إنجاز الكثير “لكن هذا لا يزال غير كافٍ” وقد حدد اتحاد النقل الجوي الدولي ثلاث أولويات لسلامة الشحن الجوي منها أنه يجب على سلطات الطيران المدني اتخاذ إجراءات صارمة ضد الشاحنين الذين لا يعلنون عن وجود ” بطاريات ليثيوم” فى شحنات البضائع أو البريد وإيقاف هؤلاء الشاحنين فورا .. إلى جانب الإسراع في تطوير معيار اختبار لحاويات الطائرات المقاومة للحريق فى حالة وقوع حريق يشمل بطاريات الليثيوم.. وكذلك ضمان اعتراف الحكومات بالمعيار الوحيد لتحديد جميع المركبات التي تعمل ببطاريات الليثيوم والذي يدخل حيز التنفيذ اعتبارًا من يناير 2025. والمساهمة في التنمية المستدامة لاقتصادات العالم.

زر الذهاب إلى الأعلى