المقالات

الدكتور نورالدين بكر يكتب : ظاهرة الخبير السياحي وما يدعون !!



في يوم 24 أكتوبر، 2022 | بتوقيت 10:36 ص

يغيب عن كثير ممن يتصدون للبحث والدراسة بمصر ومشاكلها بحثا عن دور فاعل للدخل السياحي من العملات الصعبة ما يمكنها أن تصيح سياحة الأمل الاقتصادي وقاطرة التنمية  ،حقيقة هامة قد تبدو أمام البعض مرض عارض ولكننا نراها من أخطر ما يواجه قطاع السياحة وصناعتها وصناعها الحقيقين أصحاب القدر ولنا أن نطرح ذلك في الآتي :

إن ظاهرة الخبير السياحي والفندقي وانتشارها بشكل عشوائي مخجل وبلا سند من التاريخ عملا وفكرا أفقدت المعني واللقب قيمته وأخفت خلفها الخبراء الحقيقيين القادرون صنايعية المهنة، وتصدر فاقدي القدرة ويفتحون وينظرون فيما يجهلون إما بحثا عن وجاهة اجتماعية أو لقب يداري خلفه الجذور أو مهنة لمن لا مهنة له، ويساعد علي ذلك منافقين المرحلة وقيادات الصدفة والباحثين عن المال والمتعة حتي ولو بطريق الإدعاء والنفخ في آذان أولئك المتمسكون باللقب وعيا بأن الناس تنسي والثمين يتواري أدبا ومناخ مادي وأخلاقي يخلق أخطر ظاهرة.

أن الخبرة السياحية تأتي من تاريخ في ممارسة المهنة في كل درجاتها وتتلمذا علي يد خيرة خبراء المهنة الأوائل ثم تلامذتهم والممارسة العملية الفعلية ،وكما يقول أساتذة الإعلام ليس صحفي من لم تلمس يده حبر المطبعة ولم يرتقي السلم صعودا بعرق وبحث .

حقيقة لاخلاف عليها أنه ليس كل من يملك ترخيص لشركة أو فندق خبيراً سياحياً، فيستمر المقاول مقاول وتاجر المانيفاتورة تاجراً، وأصحاب مهن لا علاقة بالسياحة إلا ملكية المال الوفير والوجاهة وحشر كلمتين انجليزي أو فرنساوى في كل حديث.

أن خطورة الظاهرة في زمن المسخ هو تصدرهم لوسائل الإعلام والإفتاء وشرح أساليب الرقي بالمهنة، وذلك إما في برامج تبحث عن الإعلان فيساعده المعد أو يقرأ من ورقة معده سلفا مدفوعة الإجراء مع دروس لتعلم لغة الجسد والحديث مدفوعة الأجر ،والخطورة هنا أن يتصور العامة والباحثين الجدد أن مايقولون علماً وخبرة وطريق للتقدم لكنه في النهاية فشل وتأخر.

إن التصريحات الفشنك والعنترية تفسد الحوار الجاد ، ولقد استمعت لأحد خبراء هذه الأيام وهو يعلن أنه في أعقاب المؤتمر الاقتصادي ستصل أعداد السائحين إلى ٣٠ مليون سائح دون أن يعلم أن عداد السياح فى ٢٠٢٢ حتى الآن بلغ ٧،٦ مليون سائح ، بإجمالي ٣٣،٢مليون ليلة سياحية ،وتوقع وصولها إلى ٥٢،٦ مليون ليلة في نهاية العام ،مع توقعات الخبراء الحقيقيين من أساتذة وأبناء المهنة أن يصل الدخل السياحي ٢٣٦ مليارجنيه بما يعادل ١٣،٨مليار دولار فى ٢٠٢٦.

وهنا خطورة اللقب وادعائه في طخ الأرقام وقد يتصور بعض المسؤولين صحتها ،وكأن المؤتمر الاقتصادي يملك عصا موسي وسيصل بحضوركم جلساته والمثل هنا موش مصدق تعالي عد بنفسك.

أن من يملك أسطولاً من أتوبيسات النقل السياحي والليموزين هو صاحب شركة نقل سياحي ، وحتي حضور البعض للمؤتمرات والمنتديات والمهرجانات ليس مبرراً بأن يلقب كل من حضر بلقب خبير يتحدث في السياحة الخارجية وتنشيطها والترويج لها، ويدرك أبعادها.

أن الخبير وبحق يشارك في رسم السياسة العامة للقطاع بأفكاره وخبراته وطبيعة الأسواق الحديثة والتقليدية، ووضع البرامج والتنسيق بوعي وعلم مع كافة أجهزة الدولة ،فليس كل من يملك دار عرض سينمائي أو شركة انتاج فنان.

قدتتملك شركة بأي مسمي ولأي نشاط سياحي تحقق نجاحا وكسبا ماديا وخبرات إدارية وفنيه ،ذلك يعني نجاح متميز ومطلوب في إدارة الشركة والمال والتعلم ومشاركة الممارسين وقراءة التاريخ والاستماع لخبرات حقيقيه أنما هو البداية لمواجهة ظاهرة خبراء الصدفة .

زر الذهاب إلى الأعلى