المقالات

الدكتور نورالدين بكر يكتب : السياحة لو تعلمون !!



في يوم 20 سبتمبر، 2022 | بتوقيت 11:53 ص

يغيب عن كثير من المحللين المتخصصين اقتصادياً وسياحياً حقيقة هامة، أن السياحة لم تعد الفرجة والإقامة ،إنما صناعة لها اسسها ومقوماتها إن استخدمت الاستخدام الأمثل ،ولامكن للدخل القومي الحقيقي من السياحة أن يفوق الدخل من البترول في الدول البتروليـة ،وهذه حقيقة لو تعلمون عظيمة لو تولت  قيادات متخصصة تملك العلم والخبرة.

وهنا يهمني أن أضع علي بساط الحوار الحقائق الموضوعية التالية:
يتعجب البعض ويبدي استغرابا من نجاح الاقتصاد السياحي في دول لا تملك المقومات السياحية التي تتمتع بها مصر طبيعية كانت أو تاريخية ،ومسارات وحتي الصحراء فيها كنوز بمواقعها وطبيعتها والوانها المتنوعة، فضلًا عن قوي بشرية وقدرات، مثال ذلك تركيا وإسرائيل ودبي والبحرين وإسبانيا وبعض الجذر، وفي الطريق السعودية بمشروع ورؤية، ذلك لان نظرة الجميع مازالت تري أن السياحه نشاط هامشي ، لذا فإن الدولة مطالبة بإعتبار صناعة السياحة الداخلية والخارجية قاطرة للتنمية الشاملة ،وكأهم مصادر الدخل القومي وذلك بسياسات ورؤي علمية وبكوادر متخصصة علمياً في كل المجالات..

.العجيب أن البعض وبنظرة سطحية ،يري أن الشعب وسلوكه هو السبب الرئيسي وحتي انعدام النظافة العامة والحقيقة الغائبة هنا أن تدرك الدولة أن السياحة ليست مسؤولية وزارة أو وزير، بل هي مسؤولية كل أجهزة وزارات ومحافظات وأحياء لنعزف جميعأ نغمة واحدة تدرك دورها وأهميته لتهيئة المناخ والسياسات وحتي الاعتمادات المالية و تهيئة وإعداد طرق الاقتراب من الأثر أو المزار ولوزارة النقل والمحلات الدور الفاعل، وليدرك المحافظ أنه وزير سياحة الإقليم بكل مسؤولياته .

إن المجلس الأعلى للسياحة  مطالب بأن يضم كل الأطراف المعنيين بصناعة السياحة  واتخاذ القرارات وتحديد الرؤية لتحتل مصر مكانة متقدمة في إجمالي الحركة الوافدة،  وهذا يحتاج إلى تسابق الجميع لتنفيذها وجهاز معاون من خبراء ومتخصصين في التسويق والترويج والتنشيط وأجهزة قادرة علي القيام بدراسة السوق السياحي لوضع خطة متكاملة للأسواق التقليدية ،وتصور علمي لوسائل وأساليب اقتحام الأسواق الجديدة وطرق عرض ما يريده السائح لا ما نريده نحن، مع القدرة علي خلق وصياغة صورة ذهنية للمقصد السياحي المصري والاستقرار السياسي والاجتماعي.

وليس تكراراً أن ندعو لتدريس السياحة كصناعة في المدارس والجامعات، مع استخدام أسلوب المحاكاة في السن الصغير وعودة رحلات الأقصر وأسوان وبأسلوب الستينات بتحمل الدولم٩٠% من تكلفة الرحلة كنوع من الاستثمار في خلق التوعية المجتمعية.

على الاتحاد المصري للغرف السياحية، الدفاع عن مصالح الأعضاء والشركات بل والقطاع بالكامل  من  خلال الخطط التسويقية لمصر وتمويل الحملات الخارجية ومتابعة أن يكون التعامل المالي من خلال البنوك المصرية في الداخل حتي في فروع الشركات في الخارج ومع التوكيلات التي يشارك فيها البعض خارج الحدود.

ختاماً هي محاولة للمشاركة بالفكر والرأي والرؤية في أهم صناعتنا وعياً بأنه ليس كل من يملك قرشين يصبح خبيراً وإلا تحولت السياحة لمهنة من لا مهنة له.

زر الذهاب إلى الأعلى