ماذا يفعل وزير السياحة والآثار الجديد في عدد من الملفات داخل الوزارة ؟
……………………
أولاً : أمام وزير السياحة والآثار الجديد أحمد عيسى عدد من التحديات الكبرى للنهوض بصناعة السياحة، وإدارة الملف بمنظور اقتصادي يعود بالنفع على الدخل القومي، خاصةً فى ظل الأزمات الاقتصادية التي يعيشها العالم أجمع وليس مصر.. الوزير جاء بخلفية اقتصادية كبيرة وخبرات شهد بها المتابعين لأدائه خلال الفترة الماضية ولدي الجميع أمل كبير بأن تعود السياحة المصرية قاطرة للتنمية كما أطلقها خالد الذكر المرحوم الدكتور ممدوح البلتاجي.. لكن يأتي على رأس هذه التحديات ملف العمرة، مع أن الرجل بدأ عمله في الوزارة بقرار إيجابي أدي إلى حالة من الإرتياح الشديد داخل قطاع شركات السياحة باعتماد الضوابط المنظمة لعمرة هذا الموسم،، وهي رسالة إيجابية وذكية جداً من الوزير في هذا التوقيت.
………………………
ثانياً : نعلم أن قرار فتح العمرة وتحديد الأعداد هو قرار حكومي، لكن الوزير مسئول في نقل صورة حقيقية في هذا الملف وتوضيح بعض الأمور والتي على رأسها أن قرار العام الماضي بتحديد أعداد للعمرة أضاع على الدولة ملايين الجنيهات وفتح أبواب خلفية للعمرة بعيدة عن بوابة العمرة المصرية، هذا بالإضافة إلى أن المملكة العربية السعودية سهلت السفر على من يرغب في أداء العمرة وبدون الحاجة إلى البوابة أو الشركات.. السعودية أتاحت 8 أنواع من التأشيرات لأداء العمرة.. وهنا يجب التعامل مع هذا الملف من كل جوانبه بما يعود بالنفع على الجميع.. والجميع هنا كل أضلاع المثلث “الدولة والمواطن والشركات”، الدولة تستطيع تحصيل الملايين من المواطنين من خلال بوابة العمرة بشرط توفير أعداد مقبولة من التأشيرات تقضي على كل الأبواب الخلفية، وتقضي على كل الكيانات الوهمية التي تعمل بدون أي تراخيص ولا تلتزم بدفع أي رسوم أو ضرائب كما تقوم شركات السياحة.. الأمر المهم أن أكثر من 90٪ ممن يرغب في أداء العمرة هم من البسطاء في القرى والنجوع ولا يتعاملون مع البنوك.. بالعربي “الفلوس في الحصالة ومش هتطلع إلا للعمرة “.
……………………….
ثالثاً : الوزير الذي تولي ملف السياحة تحديداً ليديره بفكر اقتصادي بإعتبار أن السياحة صناعة تقوم عليها صناعات أخرى وهي المصدر الأول للعملة الصعبة، وأن مصر بكل ما تملك وما تتميز به، لا تحصل على نصيب عادل من حركة السياحة العالمية، وهنا فإن مسئولية الوزير صعبة لكنها ليست مستحيلة بل ممكنة وممكنة جداً، بشرط أن يبدأ الوزير في التخطيط الجيد وتنفيذ أفكار وخطط غير تقليدية كما تفعل الأسواق المنافسة، والتي لا تمتلك ما يمتلكه المقصد السياحي المصري الفريد… مطلوب خطط سريعة ومدروسة تتتاسب مع التطورات الحديثة وتغيير أنماط السياحة ونوعية السائح، لكن هذا يسبقه ضرورة ترتيب البيت من الداخل وخاصة في الهيئة المصرية العامة للتتشيط السياحي، باعتبار أنها المسئولة عن الترويج والتسويق للسياحة المصرية.. كفانا أهل ثقة وابحثوا عن أهل الخبرة وهم كثر.