الدكتور نورالدين بكر يكتب : السياحة المصرية وفن أحمد عدوية!!
في يوم 22 أغسطس، 2022 | بتوقيت 12:32 م
حقيقة لا خلاف عليها أن السياحة اليوم صناعة لها اسسها ومقوماتها والتي إن أُحسن استخدامها لأصبح الدخل القومي من السياحة ينافس الدخل من البترول في الدول البترولية، بالإضافة لكون البترول سلعة ناضبة، بينما السياحة صناعه تتجدد ويزداد عطاؤها استمرارا بالاستخدام الأمثل للامكانيات والمقومات المتاحة، والتي تتمتع فيها مصر بميزة نسبية عالية وموقع وطبيعة ومناخ وشواطئ ومناطق ساحرة تعطي كل يوم جديد فضلاً عن توافر ثلثي آثار العالم فرعونية وقبطية واسلامية ،وآثار لحضارات بحكم التاريخ والموقع كاليونانية والإغريقية والرومانية والأفريقية، مما حدا بوزير السياحة الرائد ممدوح البلتاجي أن يطلق علي صناعة السياحه في مصر قاطرة التنمية.
..غير ما نود الإشارة إليه وتماشياً مع تحولات اجتماعية واقتصادية داخلياً وإقليمياً وعالمياً، أصبحت النظرة للسياحة كنشاط اقتصادي هامشى ومهنة من لا مهنة له ، حتي في مجال الإدارة وبمفهوم أحمد عدوية” لو الباب يخبط نعرف بره مين”، وهنا يهمني كنوع من المشاركة بالرأي في أهم قضايانا الاقتصادية ومستقبل أجيال قادمة أن أضع علي بساط الحوار النقاط الموضوعية التالية :
أولاً : إن مصر زاخرة بالخبرات والقدرات السياحية المتميزة وتراكم تاريخي لخبرات متوارثة لصناع السياحة المصرية والفندقة، نذكر منهم علي سبيل المثال لا الحصر رؤوف غالى أنيس سلامه؛مصطفي طنطاوي؛ محمد السقا؛ أحمد ركي عبد الحميد؛محمد لهيطه؛عبد الحميد فرغلي؛ محمد نسيم، من الذين تصدوا بحرفية لقضية السياحة بوعي وإيمان بالمهنة وحرفية عالية وتعاوناً وتنسيقاً بين الوزارة والاتحاد المصري والغرف السياحية ونغمة حب للقائمين علي صناعة السياحة.
ويبقي أن نقتح المجال ونمكن القيادات القادرة من أن تلعب دوراٍ مهنياً وقيادة في توجيه دفة القطاع بحرفية وليس شكاٍ أن كل من يملك قدرة مالية قادر علي القيادة وتصدر الصفوف..
ثانياً : نحن في حاجة لنظرة اقتصادية للسياحة الداخلية ليس كتعويض للسياحة الخارجية وقت الأزمات والانحسار بل كذراع موازي لاي نشاط سياحي، لذا فالبنية الأساسية تقتضي إنشاء فنادق ذات النجمة والنجمتين والثلاث نجوم إلى جانب أربعة وخمسة نجوم، لكي تكون في متناول المواطن المصري وبجودة وامكانيات تسمح للمواطن الاستمتاع والتجول بين المناطق السياحية كنشاط اقتصادي طوال العام في القاهرة والإسكندرية والأقصر وأسوان والوادي الجديد ومرسي علم ومرسي مطروح والساحل وسيناء الشمالية والجنوبية الشمالي ،ولمواجهة أسعار لا يقوي دخل المواطن المصري علي مواجهتها تعميقاً للولاء والإنتماء وتعريفاً للمواطن ببلده وكنوزها وآثارها،
ثالثاً : نحن في حاجة ملحة وضرورية للتنسيق الفاعل بين مؤسسات المجتمع الأهلي والاتحاد والغرف والوزارة وهيئاتها في التسويق وعمليات الجذب السياحي واقتحام الأسواق الجديدة ،وتدعيم أسواقنا التقليدية في المنتديات والمؤتمرات والفعاليات السياحية المختلفة، ويصبح التمثيل لوطن وليس لشركة ومصالح ذاتية وأن يساهم الجميع في تكلفة التسويق والدعاية إعمالاً لمبدأ التكلفة والعائد وضرورى وجود الكوادر القادرة علي التسويق الإلكتروني واستخدام أفضل تقنيات العلم الحديث وضعاً في الإعتبار مواصفات القائمين علي الاتصال المباشر مظهراً وسماتاً وسلوكاً وقدرة علي توصيل الرسالة، حيث نسعي لصورة ذهنية واعدة ومعبرة عن مقصد سياحي متميز لدي الراغبين في السفر والسياحة.
رابعاً : إن السياحة ليست مسئولية وزارة أو وزير ،بل ضرورة تكاتف وتعاون وزارات وهيئات الدولة في تناغم وتنسيق الأداء وعلي رأسها المحافظات السياحية بتهيئة وتجهيز الطرق والمناطق المحيطة، وعلي رأسها قضية النظافة الشاملة مع الاستفادة القصوي من البنية الأساسية الحديثة طرق وكيارى وانفاق ومحاور وتطوير وتحسين القائم من الطرق والمحاور.
خامساً : أن تتبني الوزارة وأجهزتها من أساليب الرقابة والمتابعة المالية لتحويل عوائد العمليات بالكامل لتصبح أرقام الإيرادات السياحية معبرة عن حقيقة الاقتصاد السياحي ودورهة في إحداث التنمية الشاملة تأكيدًا علي أن تتم المعاملات مع الشركات ومنظمي الرحلات والشركات الخاصة أو المشارك عليها بالخارج إعمالا لمبدأ الشفافية في التعاملات المالية ولابراز حجم النشاط الفعلي وإيرادات واستشراف نقاط الضعف ومناطق القوة.
سادساً : في مجال التسويق والترويج والتنشيط ومكاتبنا الخارجية ،لسنا في حاجة لمترجمين يملكون ناصية اللغة فقط ولكن نحن في حاجة لكوادر تملك القدر علي توصيل الرسالة، وخلق صورة ذهنية لمصر كمقصد سياحي تملك القدرة العلمية والإحاطة علي الأقل بمعلومات تمنح القدرة علي كسب المخاطب وداً ووعياً، والتعامل مع فئات المجتمع الأكثر رغبة في السفر ومن خلال اهتماماتهم وما يريدون ويطلبون لا ما نريده نحن وباستخدام الرسالة المباشرة وغير المباشرة استخداماً للغة وحركات ولغة الجسد سلوكا وحديثاً.
سابعاً : ضرورة مراجعة أعمال الشركات التي قيل حينها أنها عالمية واسند إليها التسويق والترويج لمصر ،والوقوف علي ما تحقق ونتائج أعمالها وفقا لملايين الدولارات التي تقاضتها ،وفي إطار مفهوم اقتصادي للتكلفة والعائد والمحاسبة الدقيقة ،رغم أنني أؤمن أن لدينا خبرات تسويقية أكاديمية ،ومن خقل الواقع والخبرة غير أنه يجب توفير التمويل اللازم لإحداث الطفرة.
واذكر واقعة حينما كنت مسؤولاً عن الشركة الوطنية للسياحة وفي لندن وجدت شعار شركة التسويق نحن الأفضل We are The Best وشعرت فيه رسالة استعلاء فكلفت مكتبنا في لندن أن يكون شعارات ومطبوعات شركتنا تقول ضع يدك علي قلبك تجدني Touch your Heart you will find Me..وهي رسالة أن كوادرنا وخبراؤنا يستطيعون بشرط الدعم ولا” الشيخ البعيد سره باتع”.
وختاماً هي محاولة للمشاركة في أعباء قطاع حيوي عملنا به ونؤمن بدوره وبقدرات مصر مقومات وامكانيات وكوادر بشرية متميزة ونادرة شريطة أن تتاح الفرصة وبموضوعية لصالح وطن وأمة وتنمية شاملة .