المقالات

مصطفي النجار يكتب : أزمة مراسي .. في ” العكارة ” أم ” المارينا ” !!



في يوم 26 يوليو، 2022 | بتوقيت 5:30 م

 

البحث عن الحقيقة أو أصل المشكلة هو هدفنا فيما نكتبه اليوم حتى يسهل علي الخبراء وصف العلاج , و لذلك أبدأ بالقول أننا لسنا بصدد اتهام أحد بعينه أو شركة بذاتها , نحن فقط نحاول أن نساعد الأجهزة المسئولة في الدولة لعلاج المشكلة .

و الحقيقة أن المشكلة التي نقصدها تحولت إلي أزمة بالفعل في الساحل الشمالي و تحديدا في منطقة خليج سيدي عبد الرحمن  الذي يحتضن منتجع ” مراسي ” السكن السياحي الشهير , حيث ازدادت مساحة ” النحر ” في الشاطئ المواجه للساحل و القرى المجاورة الدبلوماسيين و ستيلا هايتس بل ظهرت كمية من الصخور أضاعت جمال الشواطئ في هذا الخليج الذي يتغني به العالم من روعة رماله و مياهه الفيروزية التي كان يعتبرها البعض عن هذا الخليج بمثابة ” حمام سباحة ” و لذلك أختارها الراحل الدكتور محمد عبد القادر حاتم في الستينيات ليبني فيها فندق  سيدي عبد الرحمن و الفيلتان الشهيرتان باسم الزعيم جمال عبد الناصر و المشير عبد الحكيم عامر استغلالا لسحر هذا الخليج و مياهه و رماله .

كل الخبراء يعرفون أنه كان هناك حاجز للأمواج ناحية الغرب كان يسمي ” رأس جبيصة ” و كان جزءا منه طبيعيا و الآخر صناعيا و كانت شركة ” ايجوث ” المالكة لفنادق الدولة تخطط في بداية هذا القرن لتدعيم هذه الرأس حتى تحافظ علي هدوء الأمواج , لكن الدولة بعد ذلك قررت بيع الأرض . لإحدى الشركات العربية العقارية و توقف هذا المشروع .

المهم عندما بدأ مشروع  ” مراسي ” لم يلتفت أحد للحفاظ علي طبيعة المكان و أهمية وجود ” رأس جبيصة ” و بدأ التفكير في بناء ” مارينا ضخمة لليخوت ولا ضرر في ذلك بالطبع فتلك سياحة عالمية مهمة و روادها  من أصحاب الإنفاق العالي .

و المفروض أن بناء المارينا يتطلب دراسة بيئية تسمي تقييم الأثر البيئي للمشروع و يتطلب موافقات علي أعلي مستوي من وزارة البيئة و وزارة الري من خلال هيئة حماية الشواطئ و السؤال الذي يطرح نفسه حتى لا تتوه الحقائق و نغرق في التفاصيل بعدما سمعنا عن أن المشكلة أنه كانت هناك عمليات ” تكريك ” بالمنطقة أو علي شواطئ خليج سيدي عبد الرحمن تسببت في ” عكارة ” المياه و أن التكريك توقف , و هذا ما حدث بالفعل و بدأ لون المياه يعود إلي طبيعته . 

لكن المشكلة الكبري تبقي قائمة هل بناء المارينا و بما فيها من حواجز أسمنتية كان تصميمها بشكل علمي ولا يتسبب في تغيير حركة الأمواج بالمنطقة مما تسبب في زيادة ” النحر ” في شواطئ المنطقة كلها , لست مهندسا أو فنيا و لكن ذلك ما سمعته من كثير من الخبراء , و هل إذا كان التصميم علميا و علي أحدث مستوي هل كان الخطأ في التنفيذ ؟ و من المسئول عن مراقبة التنفيذ ؟  وهل هناك إمكانية للإصلاح و التعديل ؟ 

إن من تحدثت معهم من الخبراء يؤكدون أن التعديل و الإصلاح في التصميم ممكن , و تدعيم ” رأس جبيصة ” ضروري , المهم أن نراجع التصميم مراجعة علمية , و إذا كان سليما فلا مانع من دراسة أي أسباب أخري , فنحن لا نلقي بالمسئولية علي أحد , نحن نبحث فقط عن حل يحافظ علي أجمل شواطئ مصر , و ما أريد أ أختم به كلامي هو أن أقول إن الحمد لله أجهزة الدولة و البيئة و حماية الشواطئ قد تحركوا بالفعل , و إن شاء الله سيصلون إلي حل قبل فوات الأوان أو قبل زيادة النحر في أجمل شواطئ خليج سيدي عبد الرحمن الذي نتباهى بجماله أمام كل الدنيا , فالساحل الشمالي أحد أجمل شواطئ العالم و علينا الحفاظ عليه للأجيال القادمة , إن ما تقوم به الدولة الآن من تنمية و طرق في هذا الساحل يجعلنا جميعا نشعر بالفخر بما تحققه رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي لتحقيق التنمية علي كل شبر من أرض مصر بما يدعم التنمية الأقتصادية و يوفر حياة كريمة للمصريين . 

زر الذهاب إلى الأعلى