الفن والثقافة والآثار

السياحة والآثار تنظم احتفالية من قلب محافظة أسوان بمناسبة ظاهرة تعامد الشمس على معبد أبو سمبل بحضور ٥٠ سفيراً من ٣٠ دولة في العالم


عام ٢٠٢٢ يشهد مرور ١٠٠ عاماً على اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون ومرور ٢٠٠ عاماً على فك رموز الكتابة المصرية القديمة


في يوم 21 أكتوبر، 2021 | بتوقيت 10:52 م

بمناسبة ظاهرة تعامد الشمس على معبد أبو سمبل بمحافظة أسوان والتي سيشهدها المعبد فجر غد الجمعة، تنظم وزارة السياحة والآثار احتفالية تضم مجموعة من الفعاليات بهذه المناسبة بأبو سمبل من قلب محافظة أسوان بحضور ٥٠ سفيراً من سفراء أكثر من ٣٠ دولة في العالم في مصر، وتحت رعاية البنك الأهلي المصري، وقد استهل، اليوم الخميس، الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، هذه الفعاليات بإلقاء محاضرة عن معبدي أبي سمبل، تناولت تاريخهما والقصة العظيمة لحملة إنقاذ المعابد المصرية لبناء السد العالي حيث تم نقل أكثر من ٢٠ معبد ومقصورة بالتعاون مع منظمة اليونسكو.

وقد قام اليوم السيد اللواء أشرف عطية محافظ أسوان باستقبال السيد الوزير والسادة السفراء والوفد المشارك من الوزارة والذي ضم الأستاذة غادة شلبي نائب وزير السياحة والآثار لشئون السياحة، والأستاذ عمرو القاضي الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، ومساعدي الوزير لكل من الشئون الفنية والترويج، والمشرف العام على الإدارة العامة العلاقات الدولية والاتفاقيات بالوزارة، وبعض مستشاري الوزير.

واستهل الدكتور خالد العناني المحاضرة بالترحيب بالسادة السفراء، متمنياً لهم الاستمتاع بمشاهدة ظاهرة تعامد الشمس على معبد أبو سمبل التي سيشهدها المعبد غداً والتي تعتبر أكبر ظاهرة فلكية هندسية في العالم، موضحاً أن الأثريين يعتبرون معبد أبو سمبل العجيبة الثامنة من عجائب الدنيا السبعة للعالم القديم؛ حيث أن قصة اكتشافه والنقوش على جدرانه وألوانها في حد ذاتها عجيبة، وعليها سُجلت معركة قادش وأول معاهدة سلام في تاريخ البشرية.

واستعرض الدكتور خالد العناني، من خلال عرض تقديمي، تاريخ وقصة اكتشاف المعبد والطريقة العلمية التي تمت بها عملية نقله وإنقاذه بمراحلها المختلفة، لافتاً إلى أن عملية إنقاذ معبدي أبو سمبل بدأت في ستينيات القرن الماضي من قبل فريق متعدد الجنسيات يضم علماء الآثار والمهندسين ومشغلي المعدات الثقيلة الماهرة.

وأشار إلى أن عام ٢٠٢٢ سيكون عاماً هاماً لمصر، لافتاً إلى أنه سيشهد مرور ١٠٠ عاماً على اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون وكذلك مرور ٢٠٠ عاماً على فك رموز الكتابة المصرية القديمة (الهيروغلفية)، وأضاف أن كل قرن من الزمن تعطي مصر شيئاً وذكري تاريخية هامة لا تُنسي للبشرية.

وألقى الوزير الضوء، خلال حديثه، على أهم التطورات التي يشهدها القطاع السياحي والأثري في مصر، والخطوات التي اتخذتها مصر للحفاظ على صحة وسلامة المواطنين والسائحين والعاملين بالقطاع، مستعرضاً أهم الاجراءات الاحترازية والوقائية وضوابط السلامة الصحية التي تتخذها الدولة المصرية ويتم تطبقها بكل دقة وجدية في المنشآت الفندقية والسياحية والمتاحف والمواقع الأثرية والمطارات والأنشطة السياحية المختلفة والتي تم وضعها وفقاً لمعايير منظمة الصحة العالمية لمواجهة تداعيات فيروس كورونا.

وتحدث الوزير عن أن المقصد السياحي المصري مقصداً آمناً وينفرد بتميزه طوال العام وبمقوماته السياحية والأثرية التي لا مثيل لها، مشيراً إلى أنه يقدم للسائح تجربة سياحية متفردة بأمان كامل يستمتع خلالها بشواطئ مصر الخلابة وجوها الرائع والمشمس والصحي، إلى جانب الاستمتاع بالحضارة المصرية العريقة وآثارها الفريدة.

ولفت إلى أن مصر تعمل الآن على تعزيز الاستفادة من هذه المقومات السياحية والأثرية من خلال خلق منتج سياحي جديد متكامل يجعل السائح يستمتع بتجربة سياحية فريدة ومميزة ويعطيه فرصة للاستمتاع بالأنماط السياحية المختلفة خلال زيارته لمصر مثل دمج منتج السياحة الثقافية بمنتج السياحة الشاطئية والترفيهية، وربط مدن وادي النيل بالمدن السياحية الساحلية في منتج جديد عن طريق استحداث خطوط طيران داخلي تربط بين الأقصر وشرم الشيخ والغردقة وأسوان وأبو سمبل، مشيرا الى أن بداية من يوم 27 أكتوبر الجاري سيتم تشغيل أول خط طيران من مدينة شرم الشيخ إلى مدينة الأقصر وسيكون سعر تذكرة الطيران ذهاب وعوة شاملة الضرائب بسعر موحد 1800 جنيه.

جدير بالذكر أن معبد أبو سمبل بمحافظة أسوان يُعد واحداً من أشهر المعابد الأثرية الموجودة في مصر، حيث يشهد المعبد ظاهرة تعامد الشمس مرتين كل عام إحداهما يوم ٢٢ أكتوبر والأخرى ٢٢ فبراير من كل عام، ويقع بجانبه معبد صغير لزوجته نفرتاري، وهما متقابلان لا يفصلهما إلا وادٍ صغير.

وقد بدأت عملية إنقاذ معبدي أبو سمبل في ستينيات القرن الماضي من قبل فريق متعدد الجنسيات من علماء الآثار والمهندسين ومشغلي المعدات، وقد استغرق العمل لنقل المعبدين قرابة ست سنوات، ليعاد تشييدهما في موضع أعلى بحوالي ٦٤ متراً، وبدأ العمل بتقطيع المعبدين بعناية فائقة إلى كتل كبيرة، وتم نقلها وأعيد تركيبها مرة أخرى في موقع جديد على ارتفاع حوالي 64 متراً، عن سطح مياه بحيرة ناصر وعلى بعد حوالي 180 متر من الموقع الأصلي، في واحدة من أعظم تحديات الهندسة الأثرية في التاريخ.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: غير مسموح بنسخ المحتوى