ما كل هذه الحرائق ؟
……………..
أولاً : لا يمكن لعاقل أن ينكر المجهود الكبير الذى يقوم به المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية ، ولا حجم الإنجازات التى تحققت فى قطاع البترول ، لكن قطاع البترول ليس الشركات المشتركة ولا الشركات الكبيرة فقط ، فالقطاع به عدد مهم من الشركات المملوكة لهيئة البترول والتى تساهم بنسبة كبيرة فى توفير احتياجات السوق المحلية من المنتجات البترولية المختلفة ، وهى شركات إنتاج للزيت الخام والغاز ، وشركات لتكرير المنتجات البترولية ، فما حدث خلال الأيام القليلة الماضية من حرائق فى عدد من الشركات والمواقع بدأت بإنفجار بئر تابع لشركة جنوب الضبعة استمر لمدة 5 أيام كاملة حتى استطاعت شركة أمريكية السيطرة عليه ، ثم حريق شركة الإسكندرية للبترول ، وأخيراً حريق البئر عسل المملوك للشركة العامة للبترول يتطلب التوقف عند ما يحدث ، فلم يعد مقبولاً فى قطاع من أهم قطاعات الدولة كل هذا ، خاصة وأن القطاع يعمل وفق أحدث وسائل الأمان والحماية على مستوى العالم .
…………………..
ثانياً : المتابع لجولات وزيارات الوزير طارق الملا ، يلاحظ أن الوزير لا يقوم بزيارات إلا للشركات المشتركة الكبيرة التى تنتج الزيت الخام والغاز ، وأن الوزير لم يقوم بزيارة واحدة لمعل تكرير أو لحقول الشركة العامة ، إلا لو كان هناك وحدة جديدة مثل الوحدة التابعة لشركة إنربك ، لم نسمع عن أن الوزير قام بجولة فى وحدات شركة النصر للبترول أو شركة النصر أو الإسكندرية ، أو القاهرة للتكرير ، ونحن نعلم أن الوزير يواصل الليل بالنهار لزيادة إنتاج الزيت الخام والغاز لتوفير احتياجات السوق المحلية ، وتخفيض فاتورة الإستيراد ، لكن هذه الشركات لا تقل فى الأهمية عن الشركات الأخرى الذى يهتم بها الوزير ، ونحن هنا لا نحمل الوزير المسئولية ، ولكن نريد أن نحافظ على الإنجازات التى تتحقق على أرض الواقع ، ونحافظ على قطاع البترول .
……………..
ثالثاً : فى ظل حجم الإنجازات التى تتحقق كل يوم فى قطاعات وزارة البترول المختلفة بفضل رجال القطاع المخلصين ، لا يمكن القبول بهذه الأخطاء التى تتسبب فى إهدار ثروات القطاع ، بصرف النظر عن المتسبب فى هذه الأخطاء والتى تتطلب تحقيقات شفافة وبدون تقديم كبش فداء ، تحقيقات تتم بكل حيادية ونزاهة ، وقبلها دراسة ملف كل شركة من شركات التكرير القديمة ووضع خطة سريعة لتطوير وتحديث وحداتها طبقا لأحدث النظم العالمية …. على وزير البترول أن يعيد التفكير فى جولاته بما يضمن زيارة كل هذه الشركات والوقوف على حالة كل شركة ، فقطاع البترول ليس الشركات المشتركة فقط .