تحية شكر واجبة للمساهمين في إخماد حريق “الإسكندرية للبترول”.. ولكن؟
في يوم 9 ديسمبر، 2018 | بتوقيت 12:55 م
الحريق أُخمد بأقصى سرعة وبأعلى كفاءة.. ولكن ماذا فعلنا لتجنب تكراره؟
المطالبة بوضع خطة لتطوير وتحديث معامل التكرير المملوكة للدولة واجب وطني
خاص
نحمد الله على السيطرة بشكل كامل على حريق التنك رقم 206 التابع للمنطقة الجنوبية بشركة الإسكندرية للبترول، والذي اندلعت فيه النيران منذ الساعات الأولى من فجر الخميس الماضي، ونحن هنا لا يسعنا إلا توجيه الشكر لكل من ساهم في السيطرة على الحريق بأسرع وقت وبكفاءة عالية “كما يقول الكتاب” وعلى رأسهم الوزير المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، الذي أصدر توجيهاته منذ اللحظة الأولى لاندلاع الحريق بسرعة التعامل معه، وكلف بإعداد تقرير لمعرفة ملابساته، كما باشر عمليات الإخماد بنفسه من موقع الحادث، وكذلك الشكر واجب لرجال الجيش والشرطة والدفاع المدني لمساهمتهم البارزة في إخماد الحريق.
كما نوجه التحية إلى المهندس عابد عز الرجال، رئيس الهيئة العامة للبترول، الذي ظل مرابطًا بموقع الحادث منذ اللحظة الأولى لاندلاعه في الساعات الأولى من الخميس الماضي، للإشراف بنفسه على عمليات السيطرة عليه، ولم يترك موقع الحادث إلا بعدما أطمئن بنفسه على إخماده بشكل نهائي، كما نوجه التحية إلى المهندس عمرو مصطفى، رئيس شركة أموك، الذي رافق المهندس عابد عز الرجال وتواجد في موقع الحادث للمشاركة في عمليات إخماد الحريق منذ اللحظة الأولى لاندلاعه وسخر كل إمكانيات ” أموك ” للسيطرة على الحريق.
والتحية واجبة أيضًا للكيميائي محمد علي حسنين، رئيس شركة إنربك، والمهندس عبد المجيد حجازي، رئيس شركة ايثيدكو، والمحاسب هشام نور الدين، رئيس شركة إيلاب، والمهندس محمد عبد الحافظ، رئيس شركة سوميد، على مساهمتهم المميزة في إخماد الحريق، وكذلك لرجال الأمن الصناعي بشركة الإسكندرية للبترول وجميع العاملين بالشركة، الجنود المجهولة في السيطرة على الحريق وسرعة إخماده.
وكما أن واجبنا الوطني يحتم علينا تقديم الشكر والثناء لكل من شارك في هذه الملحمة الوطنية الهادفة للحفاظ على مقدرات هذا الوطن منعًا لتبديدها، فإن واجبنا الوطني أيضًا يحتم علينا مطالبة الوزير بتقييم جاد وشفاف لأسباب أندلاع هذا الحريق، وأسباب تكرار وقوع مثل هذه الحرائق، والطرق المتعارف عليها للتعامل معها، وليس كافيًا تقديم بعض الأشخاص باعتبارهم مسئولين عن مثل هذه الحوادث.
فنحن لا نستهدف الأشخاض فالأخطاء جزء من تكوين الإنسان، ولكننا نستهدف السياسات الموضوعة ومدى ملائمتها للتعامل مع هذه المواقف، كما نستهدف وضع استراتيجية تستطيع إن تمنع مثل هذه الحرائق قبل وقوعها، فالوقاية خير من العلاج كما يُقال.
ونحن لا نريد إلا تحقيق شامل ووافي وشفاف وليأخذ من الوقت ما يكفي، فالسرعة أحيانًا لا تكون مطلوبة إذا كنا نتعامل مع ملفات مهمة وخطيرة مثل ملف قطاع البترول، وكذلك فنحن لسنا ضد أحد وليخرج التحقيق بأي صورة وبأي نتائج ولا نشترط فيه إلا الحقيقة وحدها؛ فالقطاع ثروة قومية والحفاظ عليه واجب وطني على كل شرفاء هذا الوطن.
كما نطالب وزير البترول المهندس طارق الملا بالتقدم بأقصى سرعة لرئيس الحكومة المهندس مصطفى مدبولي، بخطة عاجلة لإعادة تطوير وتحديث كل معامل التكرير المملوكة للدولة ومنها الإسكندرية للبترول، السويس للبترول، النصر للبترول، القاهرة للتكرير، معمل أسيوط للتكرير، للتعامل بأقصى سرعة وبأعلى كفاءة ممكنة مع المواقف الطارئة؛ نظرًا لأهمية هذه المعامل في تغطية احتياجات السوق من المنتجات المختلفة؛ ومنعًا لتكرار مثل هذه الحرائق والتي تكبد الوزارة ومن ثم الاقتصاد الوطني- الذي نحرص جميعًا على تنميته لا تبديده- خسائر فادحة.
واستعراضًا موجزًا لمساهمة معامل التكرير المملوكة للدولة في الاقتصاد الوطني يوضح أهمية مطلبنا بوضع خطة عاجلة لإعادة تطوير وتحديث كل هذه المعامل للتعامل بأقصى سرعة وبأعلى كفاءة ممكنة مع المواقف الطارئة.
شركة الإسكندرية للبترول
فقد تمكنت شركة الإسكندرية للبترول من تكرير حوالى 4.3 ملايين طن خام خلال العام المالي 2017 -2018، وهو ما أسهم فى توفير منتجات بترولية عالية الجودة لتلبية جانب من احتياجات السوق المحلى من الوقود، السولار والبوتاجاز والمازوت والنافتا والترباين والزيوت عالية الجودة والأسفلت والشموع والمذيبات إضافة إلى إمداد الشركات الاستثمارية باحتياجاتها من مواد التغذية.
كما أن قيمة منتجات الشركة خلال العام المالي 2017 -2018، بلغت حوالى 50.6 مليار جنيه تمثلت فى إنتاج 75 ألف طن بوتاجاز، وحوالى 1.1 مليون طن نافتا، و429 ألف طن وقود نفاثات، إضافة إلى حوالي 1.2 مليون طن سولار، و1.5 مليون طن مازوت، بجانب إنتاجها من الزيوت والأسفلت والمذيبات والشموع.
شركة السويس لتصنيع البترول “سوبك”
تقوم الشركة بتلبية احتياجات السوق المحلية من المنتجات البترولية وتصدير الفائض للخارج من أجل زيادة الدخل القومي، وتنتج الشركة البروبان، نافتا، غاز البترول المسال، البنزين، الأسفلت، وهي ثاني أقدم الشركات العاملة في مجال تكرير البترول في مصر حيث تأسست عام 1921م.
وتقوم الشركة بتكرير كميات من الخام بلغت نحو 1.2 مليون طن، بزيادة نسبتها 10% على العام السابق، وساهم إنتاجها من البوتاجاز والبنزين 80 و92 والسولار والمازوت والفحم فى توفير جانب من احتياجات السوق المحلي، كما ارتفعت قيمة ما أنتجته الشركة إلى نحو 2.1 مليار جنيه بزيادة نسبتها 12% على العام السابق.
وتشهد الشركة في الوقت الحالي تنفيذ 5 مشروعات استثمارية جديدة لرفع كفاءة التشغيل وتطوير الأداء، وتطبيق أحدث معايير السلامة والصحة المهنية، حيث يجري إنشاء وحدة لإنتاج ومعالجة البوتاجاز بكميات تبلغ نحو60 ألف طن سنويًا، إضافة إلى وحدة لإنتاج الأسفلت بكميات تبلغ 396 ألف طن سنويًا.
كما يجري حاليًا تطوير وتحديث مجمع التفحيم بالشركة للوصول إلى أقصى طاقة تشغيلية، وتحقيق أعلى درجات التشغيل الآمن، وتوفير منتجات بترولية عالية الجودة، من خلال إنتاج السولار المطابق للمواصفات الأوروبية، وتنفيذ مشروعي الإحلال والتجديد والأمن والسلامة وحماية البيئة للحفاظ على الطاقات الإنتاجية، وتحسين اقتصاديات التشغيل وتطبيق أحدث معايير السلامة والصحة المهنية وحماية البيئة.
شركة النصر للبترول:
أقدم شركة عاملة في مجال تكرير البترول في مصر حيث تأسست عام 1911 وبدأ الإنتاج الفعلي عام 1913، وتنتج الشركة :” أسفلت، البوتاجاز : للاستخـدامات المنزلية، كيروسين : للاستخدامات المنزلية، السـولار: وقود لمحطات الكهرباء ووسائل النقل، المازوت : وقـود بحري، نافتا، غازات حريق، زيت فرافرة.
قامت الوحدات الإنتاجية بمعمل النصر خلال العام المالي 2017/2018 بتكرير نحو 2.8 مليون طن خام، ساهمت في توفير جانب من احتياجات السوق المحلي من البوتاجاز والنافتا ووقود النفاثات والسولار والمازوت والأسفلت.
وارتفعت قيمة منتجات الشركة إلى حوالي 1.8 مليار جنيه بزيادة نسبتها 21% على العام السابق، كما تم ضخ استثمارات قيمتها 270 مليون جنيه في مشروعات الاحلال والتجديد والأمن والسلامة.
وتعمل الشركة على التكامل مع شركات البترول في منطقة السويس البترولية لتوفير مواد التغذية للمشروعات من خلال توفير كميات من النافتا اللازمة لمجمع الإصلاح بالعامل المساعد التابع لشركة السويس لتصنيع البترول، واستلام السولار والنافتا الخفيفة من شركة السويس.
شركة القاهرة لتكرير البترول:
تأسست عام 1982م ، ويلبي إنتاج الشركة احتياجات السوق المحلي من المنتجات البترولية مثل ( البوتاجاز ، البنزين بأنواعه ، الكيروسين ، وقود النفاثات، السولار …) ويتم تسويقها وتوزيعها عن طريق الهيئة المصرية العامة للبترول، كما تقوم الشركة بتصنيع بعض المنتجات الخاصة مثل ( البروبان ، البوتاجاز عديم الرائحة، .. الخ) ويتم تسويقها من خلال الشركة.
ويشمل مجال نشاط الشركة، تكرير البترول، وإعداد التصميمات الهندسية الأساسية والتفصيلية، التصنيع المحلي لمعدات التكرير مثل (الأبراج، المبدلات، الأفران، أوعية الضغط والمستودعات. وذلك طبقا للأكواد العالمية ( ASME, API, ASIM, ANSI)، القيام بتنفيذ المشروعات بدءًا من الأعمال المدنية، حتى بدء تشغيل المشروع، التركيبات للوحدات الإنتاجية البترولية، والمنشآت الصناعية لصالح الشركة، والشركات البترولية الشقيقة والشركات الصناعية، تقديم الخدمات الفنية للشركات البترولية والصناعية، أعمال التفتيش الهندسي، القيام بأعمال التحاليل الكيماوية الخاصة بالخامات البترولية، ومنتجاتها، والمياه وخلافه، تسويق المنتجات البترولية الخاصة.
ويتبع الشركة معملين لتكرير البترول وهما معمل مسطرد، ومعمل طنطا، وتخطط الشركة لتكرير حوالي 6.9 ملايين طن خام بالمعملين خلال العام الجاري؛ للمساهمة في خطة قطاع البترول لتوفير احتياجات السوق من البنزين بأنواعه.
وتساهم عمليات تكرير الشركة في توفير احتياجات السوق من البنزين بأنواعه بكميات تصل إلى حوالي 1.2 مليون طن، إضافة إلى حوالى 3 ملايين طن مازوت و350 الف طن من وقود الطائرات، وحوالى 1.2 مليون طن سولار، و80 ألف طن بوتاجاز و66 ألف طن من النافتا.