البترول والطاقة

عيد “البترول”.. ذكرى انتصار وحاضر مشرق



في يوم 12 نوفمبر، 2020 | بتوقيت 9:14 م

عيد “البترول” لا يخص فقط العاملين بالقطاع ولكنه مناسبة تدعو المصريين للفخر جميعا
قفزات كبيرة حققها القطاع خلال السنوات بعدما كان في أسوأ حالاته
“البترول” أصبح قاطرة للتنمية ومتصدرا للقطاعات الناجحة في الاقتصاد المصري

في 17 نوفمبر من كل عام يحتفل العاملون في قطاع “البترول” بعيده، الذي ارتبط أيضا بحدث فارق ومهم في تاريخنا، وقع في العام 1975، حين توصلت مصر إلى اتفاق فض الاشتباك الثاني مع إسرائيل، ورفع العلم المصري خفاقا على المنصة البحرية لحقل “شعاب علي” جنوب خليج السوبس، ليكون هذا الحدث العظيم منذ حينها عيدا لـ”البترول”.

مدعاة الافتخار بهذا اليوم لا تتوقف عند الماضي المجيد، ولكن بسبب الحاضر المشرق، والمستقبل الواعد، ودعونا في البداية نعود بالذاكرة وراء قليلا وإلى العام 2011.

وسط الأحداث التي كانت تموج بها تلك الفترة، كان قطاع البترول من أبرز المتضررين بسببها، إذ تراكمت المديونيات عليه من الشركاء الأجانب، وتوقف العمل في العديد من منشآتها وأبرزها محطات إسالة الغاز الطبيعي، ووصل الأمر إلى الدخول في التحكيم الدولي بقضايا عديدة ضد دول وشركات، كما شهدت هذه الفترة عجز شديد في المنتجات البترولية، وظهرت بعدها ظاهرة الطوابير، وعم الظلام في أنحاء الجمهورية .

لكن إرادة الله حالت دون أن تستمر مصر في منحنى الهبوط، فجاء عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي ومعه انطلقت الإصلاحات الهيكلية في بناء الاقتصاد الوطني، وفي القلب منه قطاع “البترول” الهام، واتخذت في هذا الشأن إجراءات حاسمة، لعل أبرزها، الإهتمام بالإنتاج وعمليات تنمية الحقول، و الإكتشافات الجديدة، وكان أبرزها حقل ظهر، ثم “تحريك” أسعار الوقود، والذي “حرر” القطاع من أعباء الدعم، لينطلق في تركيزه على الخطط الاستثمارية.

وزير البترول طارق الملا كان له الدور البارز في تحقيق طفرة لم تكن مسبوقة حتى قبل العام 2011، فلأول مرة أصبح قطاع البترول ليس عبء على الموازنة العامة، وهو الحال الذي استمر طوال أكثر من 50 عاما بحكم أن مصر دولة مستوردة للطاقة.

كل هذا تغير مع خطة الرئيس الطموحة بتحويل مصر إلى مركز إقليمي للطاقة، وإنهاء “الأرقام السلبية” في البترول، ليصل حاليا لاتزان بين مدخلاته ومخرجاته، بل ويواصل بقوة خطته نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي تماما من الوقود في العام 2023.

هذا القطاع الذي صار قاطرة التنمية في البلاد، بعد جهد وعمل كبير خلال الستة أعوام المنصرمة، خلالها تعاظمت أدوار شركات وطنية فيه، وأصبحت في مصاف الشركات العالمية مثل “بتروجت” و”إنبي” و”أموك”، و”سوميد” و”جاسكو”، و”ايثيدكو” “وصان مصر” و” ميدور” و”أنربك”و”غازتك” و”إيبروم” و”مصر للبترول” و”التعاون” و”فوسفات مصر” و”إبسكو” ، ومشروعات مستقبلية، مثل توسعات تكرير ميدور وأسيوط والخدمات اللوجستية وتكنولوجيا الأخشاب، وشركات إنتاج لا تقل أهمية تؤدي عملها على أكمل وجه وتنتج كميات من الزيت والغاز ساهمت في تحقيق حالة الاستقرار، والقائمة تطول.

كل هذا حدث لأن العاملين في “البترول” آمنوا بأنه لا مكان للمستحيل في “مصرنا الجديدة”، فتحدوا الصعاب، وواصلوا الليل بالنهار في مواقعهم، من الصحراء الغربية إلى دلتا النيل وصولا إلى مياهنا الاقتصادية بالبحر الأبيض وعودة إلى خليج السويس ومنه إلى مناطق الامتياز بالبحر الأحمر.

مابذل كثير وننتظر منهم الأكثر لأننا نثق بهم، وأيضا ننتهز هذه المناسبة لنقف منهيئين ومصفقين لمن حققوا الإنجاز من القيادة إلى أصغر عامل في القطاع.

زر الذهاب إلى الأعلى