المقالات

الدكتور نورالدين بكر يكتب : التوقعات المتزايدة خطر!



في يوم 5 نوفمبر، 2020 | بتوقيت 12:25 م

يغيب عن كثير من المحللين والمتابعين لتصريحات من يسمونهم بخبراء السياحة، وماتحمله من أرقام والتي أري فيها زيادة سقف التوقعات، وذلك وأن كان يمثل نغمة من التفاؤل، إلا أن ذلك علميا ينذر بخطر تحديد ورسم القدرات شخصية أو عامة، واحتياجات المستقبل علي أساس رؤية غير علمية وبعيدة عن تقدير الواقع وحركة وظروف سوق السياحة العالمي والإقليمي من حولنا..وهنا يهمني أن أضع علي بساط الحوار مجموعة من الحقائق الموضوعية التالية :

أولاً : إن الواقع حولنا ومع قدوم فصل الشتاء يحمل نذير يكذب التوقعات المتزايدة لبعض التصريحات، خاصة وأن أهم دول العالم قد بدأت في مراحل الإغلاق تحسبا للمرحلة الثانية من جائحة كورونا، وذلك ينذر بإنحسار للحركة السياحية والسفر في إطار إجراءات متزايدة وعميقة للتباعد والإجراءات الاحترازية تحسبا لبدء الزيادة في الحالات المصابة..

ثانياً : موضوعياً وعلمياِ، يتعين أن نستوعب الواقع القادم دولياِ وداخلياً ووضع الضوابط والمحاذير التي تمكن من زيادة القدرة علي تحمل الظاهرة وفي إطار سياسات وخطوات عملية تضمن الحفاظ علي العمالة في قطاع السياحة والفنادق، والسعي لتحقيق حجم تشغيل وإيرادات تغطي علي الأقل التكاليف الثابتة للتشغيل..

ثالثاً : أن تدرس الأجهزة المعنية في كل من الاتحاد المصري للغرف السياحية ووزارة آلسياحة ووزارة المالية حجم الانكسار المتوقع، وتحديد ودراسة الإجراءات الفاعلة لدعم القطاع، ولتعويض خسائر الانحسار ومصادر التمويل، خاصة أننا مللنا تكرار المطالبة بإنشاء صندوق للأزمات والطوارئ، تموله الفنادق والشركات بنسب يتفق عليها في أوقات الرخاء، واستثمار عوائده لزيادة قيمته المادية، مع دراسة إنشاء بنك للتنمية السياحية يقرض ويدعم أوقات المحن والأزمات…

رابعاً : آن الآوان والضرورة لتشكيل إدارة للأزمة تشارك فيها وزارة السياحة والاتحاد والغرف ووزارة المالية ووزارة الداخلية والبنك المركزي، حتي لا يصيبنا التخبط في القرارات نظرا للانتظار لان تصل الجائحة ثم نفكر في المواجهة ..

خامساً : اعتقد أنه يتعين علي الفنادق دراسة الموقف وتحدي خطوات المواجهة للحفاظ علي نسبه مقبولة من التشغيل باتخاذ إجراءات التطهير وتدريب العمالة علي التعامل مع الإجراءات الاحترازية..

سادساً : الحرص في كل الأوقات والظروف على تشجيع السياحة الداخلية، مع استمرار تشغيل المطاعم والمناطق العامة وكافة الأنشطة في النسب والحدود التي تضمن الحفاظ علي الاحتياطات..

سابعاً : يتعين علي الأحزاب ورجال الأعمال دعم نشاط السياحة مالياً، فضلا عن التنسيق مع الإعلام للتوعية بأهمية مشاركة المواطن فى دعم السياحة كمورد اقتصادي هام بالرحلات، ودعم وتشجيع وتحفيز السياحة الداخلية كواجب وطني وقت المحن والأزمات…

..ختاماً ليس هناك تفاؤل دائم أو تشاؤم دائم، إنما دراسة للواقع ومعطياته دون رفع سقف التوقعات المتزايدة. 

زر الذهاب إلى الأعلى