المقالات

الدكتور نور الدين بكر يكتب : تعظيم سلام للمصري!!



في يوم 5 أغسطس، 2020 | بتوقيت 1:24 م

 

يغيب عن كثير من المحللين للسوق السياحي وراسمي سياسات التسويق حقيقة هامة، هي أن السياحة الداخلية تعد أهم مدخلات صناعة السياحة الخارجية، ويقول علماء العلوم السياسية أن السياسة الداخلية أهم مدخلات صناعة ورسم السياسة الخارجية، وهو ما يصدق علي صناعة السياحة.

يثور ذلك حينما نستعرض ملامح الحركة السياحية ونسب الإشغال في أيام الجائحة وموسم الأعياد، يتبين وبوضوح لا يقبل الشك أن المواطن المصري وبكل طوائفه وتباين مستوياته الاجتماعية، هو الذي أنقذ الفنادق والقري بطول البلاد وعرضها من شرم الشيخ ودهب ونويبع والغردقة ومرسي علم، وكل قري وفنادق الساحل الشمالي حتي مرسي مطروح، وكأن صمام الأمان لتحقيق الفنادق والقري والمنتجعات والمخيمات إن لم يكن ربحا مقبول فقد غطت تكاليفها الثابتة، وبداية عبور المأساه..وهنا يهمني أن أضع علي بساط الحوار مجموعة من رؤوس الموضوعات لم نمل طوال ثلاثون عام من الدعوة إليها لبناء نهضة وصناعة متكاملة نوجزها في:
أولاً : إن الاعتراف بالخطأ ونقد الذات أهم خطوات الإصلاح، ولطالما وخلال فترات الرواج كانت دعوتنا للاهتمام بمقومات السياحة الداخلية التي تواجه انتقادات حاده لسلوك المواطن المصري كسائح وتحميله كل الأثام، بدءًا من أدوات التشغيل والبوفية المفتوح والترويج لصورة ذهنية خاطئة إرضاء لرغبة الكسب السريع، وأن السائح الأجنبي والدولار سره باتع. 
ثانياً : إزاء الإنهيار السياحي المفاجئ لأزمة صحية عالمية تغيرت النظرة وتبدلت الأسعار انخفاضا لتلائم كل المستويات، وفتحت فنادقنا أبوابها للمواطن المصري كسائح محلي وخاطبت الرسالة الإعلامية والتسويقية الضغط علي الوازع الوطني إنقاذا لصناعة السياحة، فكان الإقبال بوعي وحققت الفنادق أعلي نسب إشغال وفي حدود المسموح به وازداد الإنفاق داخل الفنادق استجابة لبرامج وتسهيلات وإجراءات لإغراء النزيل، وحقق ذلك هامش ربح بسيط وفي أضعف الأحوال تغطية المنشآت  لتكاليفها الثابتة للتشغيل و،بما يضمن تهيئتها لإستقبال السياحة الخارجية بعد انحسار الوباء، وذلك أمر يحسب فضلا للمواطن المصري والذي تعامل بسلوك حضاري يفوق بعض وفود السياحة الخارجية…
ثالثاً : آن الآوان الإستفادة من التجربة، واستثمار لفكر وزير عالم دؤوب هو الوزير الدكتور خالد العناني، لإنشاء فنادق فئة النجمة والنجمتين والثلاثة نجوم، مع مزيد من الاهتمام بالفنادق الشعبية في كل المحافظات وبسط ولاية الوزارة عليها..
رابعاً : إن عدم توافر فنادق من فئة نجمة وحتى  الثلاثة نجوم بمخيمات ونزل، فهذاييؤدي إلى فقد شريحة من السياحة الخارجية من السائحين الذين يبحثون عنها، ومن كان نسميهم بسائح الجرابندية، وتلك شريحة تجد ضالتها في تركيا وتونس والمغرب واليونان وإسرائيل..
خامساً : دعوة قد تبدو غريبة أن المشروعات الجديدة لشركات الفنادق والقري تضع في دراساتها إنشاء ملحق مجاور للأصل من فئة نجمة الي ثلاث كملحق إضافي وبمناطق عامة مستقلة، ضمانا لاستمرار التشغيل في كل الظروف داخليا وخارجيا، واستثمار لمواقع المشروعات الجديدة المتميزة.
ختاماً هي دعوة نجددها لتنشيط مفهوم السياحة الداخلية، حتي لا يكون المواطن المصري هو الملجأ والملاذ عند النقص والانحسار، وحتى لا يكون الحيطة المايلة أوقات الرواج…وتحية من القلب للسائح المصري والمواطن البسيط بأموال جمعية أو تحويشة أنقذ الموقف وأقال السياحة من عسرتها يعني بالبلدي شال الشيلة وتعظيم سلام للمصري عاشق الوطن والأرض ورهن النداء بتسامح. 

زر الذهاب إلى الأعلى
error: غير مسموح بنسخ المحتوى