المقالات

رئيس التحرير يكتب : أن تكون صحفياً !!



في يوم 11 مايو، 2020 | بتوقيت 8:06 م

عندما تطالع موضوعا صحفياً مميزاً أو يجذب انتباهك سبقاً صحفياً، أعلم أن من خلفه جهد كبير بذله الصحفي من أجل أن يقدم معلومات صادقة ومفهومة للقراء.

ويختلف المجهود من أجل الوصول إلى معلومة من قطاع إلى آخر، وبتجربتنا مع قطاعي السياحة والآثار والبترول، نجد أن المشقة تتضاعف على الصحفيين.

دعونا نبدأ مع “السياحة والآثار” حيث تنحصر كل الإدارات والهيئات في شخص الوزير ومكتبه ، وهو الوحيد الذي يمكن أن يقدم معلومة أو رأي، من خلاله أو مكتبه، مع دور ملموس للمستشارة الإعلامية في التواصل مع الإعلام ، الآخرون يبقون بعيدين، ربما لا يستهويهم التفاعل مع الصحفيين، وربما لا يجدون ما يقدمونه لهم، بل يوجهون لهم سيل الاتهامات، وفي بعض الأحيان يحملونهم مسئولي إخفاقاتهم.

وإذا ما تحدثنا عن السياحة لا نغفل أن القطاع الخاص يمثل جزءاً رئيسياً وأصيلاً فيه، ولذا تحكم سياسة المصالح، فإذا ما تحدثت عن ظاهرة جيدة أو سيئة به، توضع على حساب إحدى الشركات، وتدخل في دوامة “تصفية الحسابات”،وإنك تعمل لمصلحة فلان، وتقبض من علان، وغير ذلك من الإتهامات الرخيصة، ولا يلتفت هؤلاء إلى أن هدف الصحفي ليس تلميع أو تشويه صورة أحدهم، وإنما إظهار الحقيقة للرأي العام وهو التزام أخلاقي أولا قبل أن يكون التزام مهني.

أما قطاع البترول، فلا يمكن إنكار حجم ما ينجز فيه من عمل ومحاولة إطلاع الشعب عليه، خصوصا عبر المستشار الإعلامي للوزارة حمدي عبدالعزيز، الذي يبذل مجهوداً كبيراً في عمله، ودائما مايذلل الصعوبات أمام الصحفيين، وينسق معهم بشكل دائم ومستمر، ولا يتأخر في الرد على استفساراتهم وأسئلتهم.

لكن القطاع في العموم يتعامل بطريقة “ممنوع الاقتراب والتصوير”، إذ أن رؤساء الشركات لا يلقون بالاً بالتواصل مع الإعلام، إلا لعدد قليل منهم، بإعتبارها أنهم من “الشلة”، وأنهم ينقلون لهم كل كبيرة وصغيرة تحدث في قطاع البترول، “رجالتهم يعني”، ومافيش مانع تلميع هؤلاء للبقاء في أماكنهم لأطول فترة ممكنة، طالما أن الأمور للآسف تسير “بالشللية”،وأن هذه المجموعة يصل صوتها “للشلة اللي فوق في ديوان الوزارة ” وربما يخفون من وراء ذلك فشل في الإدارة، أو أي إعوجاج في مؤسساتهم، لكن لا يمكن الجذم بالحقيقة في هذا الأمر، طالما يبقون أبوابهم موصدة أمام جموع الصحفيين.

لم تسلم “مهنة المتاعب” من الفراغ لأن الصحفي لن يعجب الجميع، وربما لن يعجب أحد، إذ ما أمسك قلمه وأملى ما عليه ضميره، لكنه في النهاية يراعي ربه وقسم المهنة.

زر الذهاب إلى الأعلى