المقالات

محمود السيوفى يكتب : السياحة والأزمات وكورونا !!!



في يوم 9 مارس، 2020 | بتوقيت 3:14 م

لا أعلم كيف يفكر السادة الأفاضل المسئولين عن الملف السياحى ؟ ، وكيف سيتم التعامل مع الأزمة الحالية ، خاصة مع التطورات السريعة لما يسمى بفيروس كورونا ؟ ، لكن ما أعلمه جيداً أن القطاع السياحى دخل فى نفق مظلم فيه فتحة مدخل ، وليست له فتحة مخرج ، وليست فيه تهوية للتنفس ، وليست فيه إضاءة للرؤية ، وهو ما نحن فيه الآن بالفعل الواقع والمعيش ، ودعك من التصريحات الوردية التى لا تثمن ولا تغنى من جوع ، نحن أمام أزمة كبيرة وحقيقية شئنا أم أبينا .. أزمة تتطلب التعامل السريع والمدروس وبكفاءة شديدة حتى لا نخرج من السباق بعد القضاء على هذه الإكذوبة الكبيرة ما تسمى بكورونا ، وحتى لا تظل السياحة رهينة هذا النفق المظلم .

يلزمنا وهذا لغز عميق وكبير أن تصدق النوايا وتستقيم العقول وأن نتعامل مع أخطاء الماضى بجدية ، وبلورة رؤية واضحة للتعامل مع كل الملفات فى ظل هذه الأزمة ، سواء السياحة الخارجية أو العمرة .. رؤية توصلنا إلى نظام وقواعد تحافظ على حقوق الجميع ، وتتعامل بفكر مستنير  يتناسب مع حجم الأزمة ، خاصة وأننا نمتلك كفاءات كبيرة تتمتع بالحيادية والخبرة وقبول من الجميع ، وتستطيع حل كثير من المشاكل التى تظهر فى ظل هذه الظروف الصعبة جداً  .

نحن فى أمس الحاجة إلى لجنة أزمات بجد تعمل وفق رؤية واضحة ومحددة ، تكشف لنا كيف سنتعامل مع الموقف الراهن وتبعاته ؟  ، لجنة تضم عدد من المتخصصين والخبرات وليس مجموعة من الموظفين كل خبراتهم أنهم من أهل الثقة والمقربين من صاحب القرار فى القطاع السياحى ، حيث كنا فى الماضى نسمع عن لجنة أزمات القطاع تعج بأسماء كبيرة لها من الخبرة والكفاءة ما يجعلها تستطيع التعامل مع كل الظروف والأزمات .

يا سادة نحن فى ظرف استثنائى حقيقى يهدد صناعة السياحة فى مقتل ، حيث استبشرنا جميعاً خيراً مع بداية عودة السياحة إلى ما كانت عليه ، لكننا فؤجئنا بهذا الكورونا ليعكر علينا وعلى فرحة القطاع بالكامل ، ثم تطوراته الغريبة ، من بلد خارج الدول المصابة بهذا المرض ، إلى بلد فى المرتبة الـ 16 ، ثم التطور السريع جداً لتحتل المرتبة 6 من حيث عدد الإصابات .. الطف يا كريم .

لا يمكن للقطاع السياحى أن يتحرك كرد فعل ، وفى الوقت غير المناسب ، ينتظر تحركات الجميع ، ثم بعد ذلك نفكر ثم نفكر ثم نفكر حتى يذهب القطاع إلى طريق مسدود غير محدد المعالم  ، ولا يمكن الخروج منه إلا بعد مرور فترة طويلة من الزمن نتأخر معها كثيراً ، ونخرج بسببها من السباق ، ومن غير المقبول أن نتعامل مع هذه الأزمة الكبيرة بتحركات بطيئة جداً تضر أكثر مما تُفيد ، تحركات فقط للتصوير والبيانات الصحفية والظهور أمام الفضائيات .

يا سادة نريد رسالة واضحة للعالم ، بإن مصر السياحية تعاملت مع هذا الظرف الراهن بكل وضوح وشفافية، للحفاظ على الجميع سواء مواطنيها أو السياح ، تعامل يتناسب مع حجم الأزمة ويقنع العالم بمدى جدية هذا التحرك ، ولن ينفع فى مثل هذه الأزمات أن نذهب للسياح ونتصور معهم ، أو إطلاق التصريحات المعتادة ” كله تمام والأمور تحت السيطرة ” … يا سادة لدينا 5 آلاف معتمر عالقين فى المملكة العربية السعودية لا يستطيعون العودة بسبب حظر الطيران المفروض علينا .. متى نتحرك ؟ ولماذا لم نتحرك مبكراً لعودة هؤلاء المعتمرين ؟  .

يا سادة نحن أمام ظرف استثنائى ، يتطلب إجراءات استثنائية ، وفكر جديد يتناسب مع المرحلة والظرف الراهن … حفظ الله مصر وحمى شعبها من كل سوءِ ومكروه .

زر الذهاب إلى الأعلى