السياحة والطيران

الحياة تعود من جديد لواحد من أعرق الفنادق .. “شبرد” قصة فندق شاهد على التاريخ

بعد 200 عام على إنشائه.. قبلة الحياة تعود من جديد لفندق شبرد


في يوم 9 مارس، 2020 | بتوقيت 3:56 ص

 

1.4 مليار جنيه تعيد “شبرد” من جديد ب ٣١٦ غرفة وجناح بمستوى خدمة فندقية متميزة فئة الخمس نجوم 

 

لا يمكن لأي متابع أو مهتم بالقطاع السياحي والفندقي أن ينسى الفنادق العريقة والتاريخية، والتي كانت شاهدة على الكثير من الأحداث والحكايات المهمة والكبيرة.. بل وتستطيع أن تقول شاهدة على جزء هام من تاريخ مصر.. ولا يمكن أن تذكر هذه الفنادق ولا يأتي في مقدمتها فندق شبرد، حيث العراقة والتاريخ والجغرافيا والمكان  والمناسبات والشخصيات المرموقة والمشاهير.. فلا تستطيع أن تذكد “شبرد”، دون أن تذكر أفراح أولاد الأكابر، أو المؤتمر والندوات، أو جلسات المشاهير من الكتاب والفنانين، أو ضيوف مصر. 

“شبرد”، ليس مبنى أو مكان، هو قصة وحكاية، شاهد على العصر، بل والعصور السابقة، سواء في مكانه القديم، أو  الجديد على كورنيش النيل.. “شبرد” حدوته مصرية جميلة تضاف إلى حواديت كثيرة أخرى من فنادقنا التاريخية، لكن هذه الحدوته توقفت لعدة سنوات بسبب عوامل كثيرة، فقد معها القطاع الفندقى جوهرة على نيل القاهرة، وفقدت معه الشركة المالكة “إيجوث” ملايين الجنيهات سنوياً.. وهنا لابد من توجيه التحية لمن صمم على إعادة هذا الصرح إلى ما كان عليه.. بل أفضل مما كان، ليعود إسم “شبرد” من جديد يتردد بين الفنادق الكبيرة.. تحية للمحاسبة ميرفت حطبة رئيس الشركة القابضة للسياحة والفنادق، التي سعت بكل جهد ليعود الفندق إلى العمل بعد تطويره وتحديث طبقاً لأحدث المواصفات الفندقية العالمية، وتحية إلى المحاسب شريف بندارى رئيس شركة إيجوث، الذي يبذل أقصى جهد ممكن لتعود الشركة بكل أصولها الفندقية تتربع على عرش قطاع الفنادق المصري العريق. 

وفندق شبرد التاريخى اسسه مستر صموئيل شبرد بالقاهرة لما حضر للبحث عن قطعة أرض يقيم عليها فندقه الجديد في سنة 1841، فوقع اختياره على موقع الفندق القديم المطل على بحيرة الأزبكية بالقاهرة.

وصمويل شبرد ولد في 21 يناير 1816 في نورث هامبتون شاير بإنجلترا . ووصل  لمصر على متن إحدى السفن البحرية اللي كان يعمل عليها إلي السويس في 30 يناير 1842م وهو لايملك فى جيبه سوى عشرة جنيهات فقط.

غادر شبرد السويس متجها للقاهرة وأخذ يبحث عن عمل وبالفعل عمل في مقهي يمتلكه أحد اليونانيين ثم تركه و عمل بعد ذلك في الفندق البريطاني اللي يملكه الانجليزى هيل الذى جاء  إلي مصر لينشئ إستراحة لإقامة السياح و القادمين إلي مصر في طريقهم إلي الهند فأقام مبني متواضع في إحدي الحارات الضيقة بالقرب من درب البرابرة في حي الأزبكية و أطلق عليه إسم الفندق البريطاني و جعله كفرع لفندق يحمل نفس الإسم في السويس.

تفوق شبرد في عمله الجديد و ادخر مالا و يقال إنه اقترض بعض المال بفائدة عالية و اشتري الفندق البريطاني من هيل و رفع لافتة باسمه سنة 1846م على نفس موقع الفندق القديم المطل على بحيرة الأزبكية بالقاهرة.

ولما وصل الخديوي عباس حلمي الأول إلي الحكم منح القصر هدية لصامويل شبرد بناء علي وساطة من قنصل إنجلترا تشارلز مري كما ذكرت نينا نلسون في كتابها : فندق شبرد . . و قدم شبرد للخديوي عباس حلمي الأول هدية ردا لجميله كانت عبارة عن كلبين من كلاب الصيد الجراي هاوند .

تم افتتاح فندق شبرد في نهاية سنة 1841 اللى كان معروف وقتها باسم «الفندق الإنجليزي الجديد» واستمر يحمل هذا الاسم حتي عام 1845 لما أطلق عليه «فندق شبرد» وقد شهدت مرحلة إنشاء الفندق حالة من الرواج السياحي والتجاري لمصر، وهو ما شجع الكثير من الوفود الأوروبية على المجيء لمصر والإقامة فيه.

فى سنة 1845 أطلق عليه «فندق شبرد» , .. ونظراُ للخدمة المتميزة التي تمتع بها نزلاء هذا الفندق، إكتسب صمويل شبرد وفندقه سمعة عالمية، حتى أن هذا الفندق كان حديث الصحافة العالمية خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر.

كان سنة 1869 نقطة تحول مهمة في تاريخ هذا الفندق، ففي هذا العام نزل به العديد من الشخصيات العالمية التي جاءت لمصر لحضور حفل افتتاح قناة السويس بدعوة من الخديوى اسماعيل. وكان على رأس الزوار الملكة الفرنسية «أوجيني» اللي استقبلها الخديوي إسماعيل في فندق «شبرد» وأقام لها حفلا أسطوريا به، وهو ما جعله قبلة مشاهير العالم من اللى زاروا مصر. وعلى مدار أعوام عديدة حرصت إدارة الفندق على ان يحتوي الكتاب الذهبي الخاص بالفندق على توقيعات العديد من الضيوف والمشاهير والشخصيات العالمية، منهم الملك «فيصل» ملك العراق الراحل، وأغاخان، ورئيس وزراء بريطانيا الأسبق السير وينستون تشرشيل ، والرئيس الأميركي الأسبق تيودور روزفيلت . لم يقتصر نزلاء الفندق على الشخصيات العالمية ولكنه صار أيضا المكان المفضل للطبقة الأرستقراطية في مصر في مطلع القرن العشرين، وكان تراس الفندق بمثابة الملتقى المفضل لدى كبار العائلات لاحتساء الشاي في فترة بعد الظهيرة، وكان الملك فؤاد الأول ومن بعده ابنه الملك فاروق والزعيمان الوفديان سعد زغلول، وخليفته مصطفى النحاس من بين زوار الفندق الراغبين في الاستمتاع بالجلوس فيه. وظل موقع فندق «شبرد» يحتل مركز الصدارة في الكثير من الأحداث والمناسبات اللي وقعت في القرن الماضي ومن بينها انه اتخذ كأحد مراكز قيادة الحلفاء في الحربين العالميتين الأولى 1914-1918، والثانية 1939-1945. كمان استضافت غرفه الوفود العربية التي حضرت إلى مصر لإعلان إنشاء جامعة الدول العربيه سنة 1946، وإستضاف الفندق عدة مشاهير مثل الإمبراطورة “أوجيني” أثناء إفتتاح قناة السويس عام 1869، كما زاره ملك مصر السابق “أحمد فؤاد”، والرئيس الأمريكي السابق تيودور روزفلت، وملك العراق السابق “فيصل”، وملك بلغاريا “فرديناند”، وأمير الدنمارك “اريك”، وملك وملكة إيطاليا، ونستون تشرشل .

وبمقتضي العقد الجديد المبرم مع مجموعة الشريف القابضة السعودية، ستقوم المجموعة بتمويل التطوير الشامل للفندق والتأثيث والفرش والتجهيز للتشغيل وتطوير الفندق، بسعة فندقية ٣١٦ غرفة وجناح بمستوى خدمة فندقية متميزة فئة الخمس نجوم وفقاً للمتعارف عليه دولياً في غضون ٤٢ شهر شاملة الحصول على الرخص والموافقات الخاصة بالتطوير ، وتبلغ التكلفة الإستثمارية للتطوير 1,4 مليار جنيه ،حيث قامت  ” إيجوث ” بعد غلق الفندق عام 2013 بالإنتهاء من أعمال المرحلة الأولى، والتى تمثلت فى أعمال المعالجات والتدعيم الإنشائى لكافة العناصر الإنشائية بمبنى الفندق، كذلك أعمال الفك لكافة الأعمال الكهروميكانيكة وأعمال الإزالة والهدم لكافة الأعمال البنائية الغير إنشائية بالمشروع . وهذا وقد تم الإنتهاء من هذه المرحلة فى ديسيمبر 2018 بتكلفة بلغت 198 مليون جنيها تقريباً .

 

زر الذهاب إلى الأعلى