السياحة والطيرانالمقالات

محمود السيوفى يكتب : السياحة بين العناني وشلبي !!!


في يوم 22 ديسمبر، 2019 | بتوقيت 2:56 م

يخطر فى بالى فى اليوم الواحد شريط من الذكريات لسنوات مضت ، تذكرت فيها أحوال القطاع السياحى ومشاكله  وأزماته التى لا تنتهى ، وكذلك أحوال البعض ممن دخلوا القطاع بالصدفة وفى غفلة من الزمن ، ودائماً ما يتصدرون المشهد على حساب الكفاءات وأصحاب الخبرة، طالما أن من يتولى مقاليد الوزارة خلال السنوات الماضية من خارج القطاع، وهؤلاء دائماً ما يعتمدون على أهل الثقة … المهم عانى القطاع ومازال لعدة أسباب ، وأنا هنا لا أكتب لتقييم المراحل السابقة،أو توجيه النقد للوزيرة الدكتورة رانيا المشاط ، فأنا لا أكتب عن مسئول ترك منصبه ، والوزيرة لها ما لها وعليها ما عليها ، وأتمنى لها التوفيق فى منصبها الجديد بما يعود بالخير على مصرنا الحبيبة .

أنا هنا أكتب لوضع جديد فُرض على القطاع السياحى بالكامل ، وهو دمج السياحة مع الآثار ، وتولى الوزير الدكتور خالد العنانى المسئولية ، بعد فترة طويلة من الشد والجذب شهدها القطاع، وتعيين السيدة غادة شلبي نائبا ََ له للسياحة ، هذا الوضع الجديد يُحتم علينا أن نواجه المسئولين الجدد بكل مشاكل القطاع بكل حيادية وصدق ، لعلى وعسى أن يسمعنا ويبحث فى مشاكل القطاع الحقيقية ، خاصة وأن كل المؤشرات تشير إلى تحسن كبير فى الحركة السياحية الوافدة ، بفضل تحركات القيادة السياسية ، وحالة الاستقرار والأمن والأمان فى الشارع المصرى .

.. وهنا أوجه كلامى إلى الوزير خالد العناني والنائبة غادة شلبي .. وأرجوا أن يتقبلا كلامى بصدر رحب ، وليعلما أننى عندما أكتب لهما، لا أبحث عن مكسب أو مغنم زائل ، بل أكتب مدافعاً عن بلدى ومقدراتها وقطاعاتها المختلفة ، لأن يقينى أن التراب هو صميم البقاء وأن الخطى زائلة ، وأن السيرة الطيبة أطول من عمر الإنسان .. وهنا أتذكر قول الشاعر ” وما من كاتباً إلا سيفنى ويبقى الدهر ما كتبت يداه ” .

يا سيادة الوزير إن الخلفية العلمية ، وخبراتك السابقة فى وزارة الآثار تجعلنا نستبشر خيراً ، لعلمك بأهمية السياحة كصناعة كبيرة ومهمة للدخل القومى ، لكنها يا سيدى صناعة هشة ، وتتعرض لأزمات باستمرار ، وإنكم الآن أمام اختبار حقيقى فرض عليكم ، إما أن تسجلوا أسمائكم بحروف من ذهب بين عظماء كانت لهم بصماتهم فى القطاع السياحى ، وإما لا قدر الله تقضى على فكرة دمج السياحة مع أى قطاع أو وزارة أخرى .

يا سيادة الوزير ، نريد منكم أن نعرف ما هى خططكم للنهوض بالقطاع السياحى ، وكيف ستتعاملون مع مشاكله وأزماته ؟ ، فلا يخفى عليكم يا سيدى حجم التحديات والصعاب التى تواجه القطاع بداية من وضع خطط فى الماضى وهمية للترويج للمقاصد السياحية والمشاركات فى أحدث دولية بدون دراسات حقيقية لكل سوق على حدة ، والإعتماد على الفكر القديم ، حيث عانى القطاع الخاص السياحى خلال الفترة الماضية من تجاهل شديد وعدم مشاركته فى التخطيط للحملات الدعائية للمقصد المصرى عن عمد ، وغاب القطاع الخاص عن كل الأحداث والتجمعات الدولية ، إلا مشاركة وتحركات القطاع الخاص من نفسه وبدون إنتظار لتحركات الجهة الإدارية الرسمية الغير مدروسة فى بعض الأحيان .

لقد عانى القطاع السياحة من مشكلة حرق الأسعار للفنادق والمنتجعات السياحية ، فى ظل حالة صمت رهيب من كل المسئوليين ، وفى النهاية القطاع يدفع ثمن عدم التخطيط ، وتجاهل مشاكله ، وعلى رأسها الأسعار ، حتى أصبحت مصر بكل ما فيها كمقصد سياحى فريد ، وبتاريخها تُباع بأسعار بخس ولم نسمع كلمة اعتراض واحدة من أى مسئول ، أو إجراء واحد تم اتخاذه للحفاظ على هذا المقصد  بين المقاصد المنافسة له، فى حالة إذا وجد مقصد سياحى ينافس المقصد المصرى .

تابعت يا سيادة الوزير وتابع غيرى كثير، مشاكل المكاتب السياحية بالخارج ، وأصبحت مصر بكل كفاءاتها وخبراتها السياحية عاجزة عن تعيين مديرين جدد لهذه المكاتب ، أصبح شخص واحد مسئول عن الإشراف عن 8 مكاتب سياحية وفى مناطق مختلفة حول العالم ، لأن وزارة السياحة وهيئة التنشيط تقف موقف المتفرج مع هذه المشكلة ، وهذا كله بسبب أن المناصب داخل وزارة السياحة أصبحت مسميات فقط بدون صلاحيات ، وأصبح القرار يخرج من مكتب الوزير فقط ، وباقى المناصب شكلية لا يتمتع أصحابها بأى صلاحيات ، هذا إذا أفترضنا أن أغلب هذه القيادات تصلح فى الأساس لتولى هذه المناصب .

تابعت وتابع غير أيضا التطورات الجديدة فيما يخص انتخابات الاتحاد والغرف السياحية ، وكيف وصلنا إلى حالة غريبة جداً من الإهمال وعدم تحمل المسئولية ، حتى وصلنا إلى أن كل انتخابات تتم ، لا تكمل المجالس المنتخبة مددها بسبب صدور أحكام قضائية بحل هذه المجالس لمخالفة القانون ، ولا أعلم ماذا تفعل الإدارة القانونية بوزارة السياحة ؟ ، وكيف لرجال قانون متخصصين أن يقعوا فى هذه الأخطاء القانونية ؟ ، فلم يعد مقبولاً أن تحصل وزارة السياحة فى كل انتخابات تتم ، على صفر كبير بسبب إدارات قانونية تعمل على حسب هوى المسئول ، لا على حسب صحيح القانون ، وفى النهاية القطاع هو الذى يدفع الثمن ، ولا أحد يعلم إلى متى تستمر حالة العبث بقدرات القطاع فى كل  انتخابات تتم  ؟ من أجل أسماء بعينها وتنحية أسماء أخري.

.. لقد تسبب الاعتماد على أهل الثقة فى أن نرى القطاع السياحى مهلهل ، وأصبح الاتحاد المصرى للغرف السياحية هو المدافع الأول عن كل قرارات الجهة الإدارية ممثلة فى وزارة السياحة ، دون الأعتراض على تجريف القطاع من كل الخبرات والكفاءات ، واعتماد خطط ترويجية غير مدروسة ، أصبح للآسف الاتحاد تابع للوزارة ، مع أننا لا ننكر دور الاتحاد فى حل الكثير من المشاكل ، ناهيك عن مجالس إدارات للغرف تعيش حالة من الصراع والخلافات على الأدوار والمناصب ، بدون تغليب للمصلحة العامة على المصالح الشخصية ، حيث أصبحت هذه الخلافات  على المكشوف، حتى فى مجالس الإدارات التى جاءت من قائمة واحدة .

… للآسف الشديد ظن البعض أن القطاع السياحى هو الحج والعمرة فقط  ، بسبب سيطرة هذا الملف على الغالبية العظمى من أبناء القطاع ، ولم يعد للسياحة الخارجية أى صوت ، بل أن شركات السياحة الخارجية الكبير منها والصغير ، أصبحت تحصل على حصتها كاملة من الحج والعمرة ، وتركت الغالبية العظمى من الشركات شرطاً أساسياً من شروط الترخيص وهو جلب السياحة الخارجية بسبب بيزنس الحج والعمرة ، حتى أنه وبعد مرور أكثر من عام على المجلس المنتخب لغرفة شركات السياحة لم نسمع عن مناقشة ملف واحد من ملفات السياحة الخارجية ، وأن ما يتم مناقشته هو كل ما يتعلق بالحج والعمرة ، وبعض التحفظات مع بداية عمل البوابة المصرية للعمرة ، ومشاكل الشركات التى لم يتم تسجيلها على البوابة بسبب شرط الأياتا .

يا سيادة الوزير نريد دراسة واضحة عن فوائد دعم الطيران العارض ” الشارتر” ، خاصة وأن الجميع يعلم أن من يستفيد بهذا الدعم شركات يمكن عدها على أصابع اليد الواحدة ، كما أن هناك البعض من المستثمرين تأخر فى سداد قيمة أراضى حصلوا عليها من هيئة التنمية السياحية فى عدد من المناطق السياحية .

يا سيادة الوزير هذا قليل من كثير من مشاكل القطاع ، لكن لايفوتنى الحديث عن برنامج إعادة الهيكلة داخل وزارة السياحة وهيئاتها ، وتشكيل لجنة القيادات ، وهنا نريد أن نرى برنامجاً لإعادة الهيكلة على الأرض ، لا فى الخطب والبيانات الصحفية فقط ، ونريد إعادة النظر فى ملف الإعلام والتعامل مع الإعلاميين، فكما تعلمون أنه لا سياحة بدون إعلام قوي يدافع ويناقش ويعترض للمصلحة العامة ، وهنا لابد أن  يكون المسئولين عن هذا الملف على قدر المسئولية .. لا لتلميع المسئول الأول عن السياحة ونشر أخباره وصوره هو فقط بإعتبار أنه هو السياحة والسياحة هو .. يا سادة تقبلوا تحياتى وأمنياتى لكم بالتوفيق فى هذا الملف الهام .

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!