غريب ما يحدث في وزارة البترول والثروة المعدنية، أن يتم حجز مناصب مخصوص ” تفصيل” للبعض ، فى الوقت الذى يعانى فيه الكثير من أبناء القطاع ” الشطار ” من ضياع حقوقهم ، لأنهم ببساطة شديدة لا يعرفون التربيطات ، وليس لهم صلة بدائرة صناعة القرار داخل الوزارة.
ولمن لا يعرف ، فإن أعداد كبيرة من أبناء القطاع الذين مضى عليهم أكثر من 30 عامًا داخل القطاع ، عملوا بإخلاص ولم يبخلوا بنقطة عرق ، مازالت حقوقهم ضائعة ويبحثون عنها ، لكن بدون أى نتيجة ..مهندسين كبار مشكلتهم الوحيدة أنهم شطار وبعيدين عن التربيطات والمجاملات، ولا يعرفون إلا العمل الجاد فقط ، هؤلاء يبحثون عن حقهم فى الترقية بعد أن تجاوزتهم كل قرارات الترقية ، فى الوقت الذى وجدوا فيه من هم أقل منهم فى الخبرة وأحدث فى التعيين يحصلون على أكبر المناصب ، وقرارات ترقيتهم تسير بسرعة البرق ،وللأسف هؤلاء لا يسمعهم أحد ، وفى حالة الشكوى فإن المبررات واللوائح والقرارات جاهزة للرد عليهم ، بأنهم ليسوا أصحاب حق ..بالعربي ” يحمدوا ربنا على اللى هما فيه”.
لم نسمع فى تاربخ وزارة البترول والثروة المعدنية ، أن يتم حجز مناصب مخصوص للبعض حتى موعد الخروج على سن المعاش ، ولم نسمع أن يتم حجز منصب رئيس شركة يحتاج لمهندس لمدة 9 شهور كاملة حتى بخرج محاسب على المعاش ليتولى المنصب ” ولا نعرف ما هى علاقة المحاسبة بالهندسة” ، إلا أن هذا المحاسب من المرضى عنهم والمقرب من دائرة صناعة القرار .
كنا نعتقد أن حجز المناصب فى وزارة البترول والثروة المعدنية قد انتهى بتعيين المحاسب ، لكن أمس وبعد صدور قرار تولى المهندس محمد عبدالله، رئاسة شركة أسيوط الوطنية لتصنيع البترول ” أنوبك ” ، خلفا للمهندس محمد بدر ، تأكد لنا أن هناك قرارات جاهزة للبعض ” تفصيل ” ليظلوا داخل القطاع ” مكأفاة نهاية الخدمة” على حساب من لهم حق فى الترقية وتولى المناصب الكبيرة داخل القطاع .
الغريب فى قرار رئيس شركة النصر للبترول السابق ، أن الوزارة لم تنتظر حتى يوم واحد من خروجه على المعاش ، لكنها أصدرت القرار فى أخر يوم عمل ، وكأن بقاء المهندس محمد بدر رئيسًا للشركة كل هذه المدة كان لحين خروج المهندس محمد عبدالله على المعاش حتى يتولى رئاسة الشركة ..
لسنا ضد تعيين المهندس محمد عبدالله، فالرجل يتمتع بسمعة طيبة وله منا كل الاحترام ، لكننا أمام قرارات متناقضة تضيع بسببها حقوق البعض ” ترقيات هنا ومنع وحرمان هناك ..منح فرص للبعض وانتظار الخطأ لأخرين .. قواعد يتم تطبيقها على البعض ، وتجاوزها لمصلحة البعض الأخر، ولا نعرف ما هى معايير الترقية داخل الوزارة ؟ ، ومتى يحصل كل أصحاب الحق فى الترقية على حقهم ؟ “.
المهندس كريم بدوى، وزير البترول والثروة المعدنية، يسعى بكل جهد لتحقيق نهضة حقيقية داخل القطاع ، من خلال الاهتمام بعمليات البحث والاستكشاف وزيادة الاستثمارات ، خاصة فى قطاعات القيمة المضافة، وهذا لن يتحقق إلا بأبناء القطاع المخلصين الذين يبحثون عن حقوقهم الضائعة بسبب قرارات تتجاوز كل خبرة وكفاءة لمصلحة البعض.
كتبنا من قبل عن ملف الترقيات، وأن هناك الكثير من أبناء القطاع ينتظرون حقهم فى الترقية ، لكن دون جدوى ، ويبدوا أن الأمر لا يهم أحد..
يا سيادة الوزير : هناك أعداد كبيرة من خيرة أبناء القطاع ينتظرون الحصول على حقوقهم ، ويتمنون أن يصل صوتهم ، بعد أن تجاوزتهم كل القرارات ، والجميع لديه ثقة في المهندس كريم بدوى، الذى يحرص على تحقيق العدالة داخل القطاع .
