مع استمرار مشكلات سلاسل التوريد .. ”أياتا”: التأخير في تسليم الطائرات الجديدة يتجاوز 5300 طائرة
في يوم 13 ديسمبر، 2025 | بتوقيت 1:51 م

أشرف الحديدى
أصدر الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) تقريرا حديثا أكد فيه أن مشكلات سلاسل التوريد في قطاع الطيران لا تزال تؤثر بشكل كبير على نمو الصناعة. وتشير التوقعات إلى أن الطلب على الطائرات الجديدة سيتجاوز بكثير توافر الطائرات والمحركات، ومن غير المرجح أن يعود التوازن الهيكلي بين متطلبات شركات الطيران والطاقة الإنتاجية إلى طبيعته قبل الفترة ما بين 2031 و2034.
وأشارت “إياتا” إلى أن العجز التراكمي في تسليم الطائرات بلغ الآن ما لا يقل عن 5300 طائرة. وتجاوزت طلبات الشراء المتراكمة 17,000 طائرة، وهو ما يمثل نحو 60% من الأسطول النشط عالمياً، مقارنة بالنسبة التاريخية المستقرة التي كانت تتراوح بين 30-40%. ويعادل هذا التراكم ما يقرب من 12 عاماً من الطاقة الإنتاجية الحالية. وفي الوقت نفسه، ارتفع متوسط عمر الأسطول إلى 15,1 سنة.
وأكد ويلي والش رئيس الاتحاد الدولى للنقل الجوى أن التحديات تلقي بظلالها على شركات الطيران من خلال ارتفاع تكاليف التأجير وتراجع مرونة جداول الرحلات وتأخر تحقيق مكاسب الاستدامة. وحذر والش من أن المسافرين يشهدون ارتفاعاً في التكاليف واسعار تذاكر السفر نتيجة لتضييق شروط العرض والطلب فى ظل وجود طائرات قديمة.
وتتفاقم تأخيرات التسليم بسبب عدة عوامل، من أبرزها أن إنتاج هياكل الطائرات يفوق إنتاج المحركات، مما يؤدي إلى تجميد هياكل مكتملة لحين توفر المحركات. كما تؤخر الجداول الزمنية الأطول لإصدار الشهادات (التي امتدت من 12-24 شهرًا إلى أربع أو خمس سنوات) دخول الطائرات الجديدة الخدمة. وأشار التقرير إلى أن الرسوم الجمركية الناجمة عن التوترات التجارية، والنقص في العمالة الماهرة (خاصة في تصنيع المحركات والمكونات)، وهشاشة شبكة سلسلة التوريد التي تعتمد على عدد محدود من الموردين، جميعها عوامل تعيق خطط زيادة الإنتاج.
كما تتباطأ تحسينات كفاءة استهلاك الوقود مع تقدم عمر الأسطول؛ حيث تحسنت الكفاءة بنسبة 0.3% فقط في عام 2025 بعد أن كانت تاريخياً 2% سنوياً، ومن المتوقع أن تصل إلى 1% في عام 2026.
وتقدر دراسة مشتركة بين “إياتا” و”أوليفر وايمان” أن التكلفة المباشرة لاختناقات سلسلة التوريد على صناعة الطيران ستتجاوز 11 مليار دولار أمريكي في عام 2025، وتتوزع هذه التكاليف بشكل رئيسي كالتالي:
▪︎ تكاليف الوقود الزائدة: حوالي 4.2 مليار دولار، نتيجة تشغيل طائرات أقدم وأقل كفاءة.
▪︎ تكاليف الصيانة الإضافية: 3.1 مليار دولار، بسبب متطلبات الصيانة الأكثر تكراراً للطائرات القديمة.
▪︎ ارتفاع تكاليف استئجار المحركات: 2.6 مليار دولار أمريكي، مع ارتفاع أسعار استئجار الطائرات بنسبة 20-30% منذ عام 2019.
▪︎تكاليف الاحتفاظ بالمخزون الفائض: 1.4 مليار دولار أمريكي، بسبب تخزين شركات الطيران المزيد من قطع الغيار للاحتياط.
ودعت الدراسة إلى اتخاذ خطوات فورية لفتح أفضل الممارسات في اسواق ما بعد البيع، وتعزيز رؤية سلسلة التوريد عبر جميع مستويات الموردين، والاستفادة من البيانات في الصيانة التنبؤية، وتوسيع قدرة الإصلاح وقطع الغيار لتخفيف هذه الأزمة .



