مصطفى النجار يكتب : “إدارة المتحف المصرى الكبير”.. ملاحظات وأفكار
في يوم 16 نوفمبر، 2025 | بتوقيت 7:36 م

الرئيس عبدالفتاح السيسى فى كلمته بحفل إحتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير، أكد أن مصر تقدم هذه الحضارة للإنسانية وسيظل بهاؤها لا ينفض .
.. ونحن نكتب اليوم عددًا من الملاحظات عن كيفية إدارة المتحف ، خاصة بعد المشكلة التى حدثت بسبب كثرة أعداد الزائرين بالآلاف للمتحف المصرى الكبير، سواء من الأجانب أو المصريين جاءت لسبب وحيد، وهو أن الطاقة الاستيعابية للمتحف أو كثافة الزيارة فى أوقات معينة من النهار لا تتحمل كل هذه الأعداد، ونحن نقول لماذا حدثت هذه المشكلة.
أولًا : كان لزاما على القائمين على إدارة المتحف قبل الإفتتاح أن يتوقعوا مثل هذه الأعداد مثلما حدث فى افتتاحات أخرى مماثلة ، ونحن هنا أمام خيارين أما أنهم توقعوا ولم يستعدوا للمواجهة، أو لم يتوقعوا هذه الزيادة على الإطلاق ،وإذا ثبت أنهم توقعوا ولم يستعدوا فتلك مشكلة كبرى، أو لم يتوقعوا فهذه مشكلة أكبر ، فكان يجب أن يكون الحجز الإلكترونى المسبق موجود أمام المصريين وأمام شركات السياحة فهذا هو الفيصل والحكم ، وكان يجب أن تكون الأعداد القصوى للزيارة محدودة وتخضع لدراسات معمقة، فهل قامت وزارة السياحة والآثار بمثل هذه الدراسات ؟ .
ثانيًا : كان من المفترض عقد دورة تدريبية للعاملين فى المتحف من الآثريين والإداريين والأمن لتدريبهم على مواجهة مثل هذه المواقف ، وقبل ذلك كان يجب أن نتبادل الخبرات مع المتاحف العالمية الكبرى ، مثل المتحف البريطانى والمتروبوليتان فى نيويورك واللوفر فى باريس وتورينو فى إيطاليا فى كيفية إدارة المتاحف الأثرية.
ثالثًا : فى حدود علمى وقراءاتى ، أن هذه الإدارة أصبحت علم وهناك جامعات فى أمريكا وأوروبا تخصص أقسام لإدارة المتاحف والمواقع الأثرية وتعطى درجات علمية ودبلومات وماجستير ودكتوراة فى إدارة المتاحف والمواقع الأثرية والتراث ، ومنظمة اليونسكو العالمية لها خبرات كبيرة وخبراء فى هذا المجال كان يمكن الاستعانة بها.
رابعًا : إن الأزمة جاءت لأننا لا نعترف بالعلم وتقريبا جميع القائمين على إدارة المواقع والمتاحف ليسوا متخصصين فى ذلك ، ومن غير المعقول أن يتم تعيين المديرين للمتاحف والمواقع لمجرد أنه أثرى أو حاصل على شهادة عليا أو دكتوراة فى أى تخصص غير إدارة المواقع والمتاحف الأثرية ، أو لمجرد أنهم من أهل الثقة وليسوا من أهل الخبرة ، فلابد أن تكون النتيجة كما شاهدنا عاملين أو مديرين كلهم أو معظمهم غير متخصصين أو غير مدربين.
خامسًا : أضف إلى كل ما سبق أن هناك بعض الملاحظات الجانبية الأخرى ، فإذا كان تصميم المتحف قد راعى أن بعض الزائرين خاصة من كبار السن يمكنهم الإستراحة فى كافتيريا أو ما شابه ذلك داخل المتحف ، فليس معنى ذلك أن يتحول إلى مكان للترفية والحفلات.
سادسًا : الزيارة تتطلب توافر أشياء أخرى، أولها الهدوء والسكون وإحترام قدسية المكان والآثار، ولذلك أنا أتصور أن الحفلات الكبرى يمكن أن يكون مكانها خارج المتحف ، خاصة أن معظمها يكون فى الفترة المسائية ويغلق المتحف فى مواعيده بعيدًا عن كل هذا الصخب والحفلات التى تقام تحت أقدام رمسيس الثانى وفوق رؤوس التماثيل والآثار بشكل عام.
ختامًا : يجب أن نبدأ فورًا بإقامة دورات تدريبية للعاملين ، وأن يتم اختيار المديرين من الحاصلين على الدرجات العلمية فى هذا التخصص الجديد فى إدارة المتاحف والمواقع الأثرية ، ونذكر هنا على سبيل المثال جامعة عين شمس تعطى دبلومات فى هذا التخصص حاليًا، لتوفير الخبراء بشكل علمى لإدارة مواقع مصر الأثرية ومتاحفها ،التى تشكل ثروة أثرية ستظل يفخر بها المصريين.



