محمود السيوفى يكتب : كيف تستفيد السياحة المصرية من افتتاح المتحف المصري الكبير؟
في يوم 6 نوفمبر، 2025 | بتوقيت 11:53 ص

لاشك أن افتتاح المتحف المصري الكبير، هو بداية جديدة للسياحة المصرية، بعد أن نجحت الدولة فى لفت أنظار العالم إلى مصر من خلال أكبر متحف فى العالم عن الحضارة المصرية العريقة ، وعن تفرد المقاصد السياحية المختلفة لتكون فى مكانة لا يضاهيها أى مقصد آخر ..الدولة على مدار أكثر من 10 سنوات سخرت كل إمكانياتها لإنشاء هذا المتحف حتى يخرج بهذه الصورة المبدعة والفريدة ، وشاهدنا جميعًا حجم الإعجاب والإنبهار على وجوه الوفود المشاركة في حفل الافتتاح وتعبيرهم عن ذلك خلال استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي لهم بحجم وعظمة هذا الإنجاز.
إن افتتاح المتحف المصري الكبير فى هذا التوقيت ، جاء بعد سلسلة من الأحداث والفعاليات التى تصب فى مصلحة السياحة المصرية، وهى دعاية مجانية تُعيد للمقصد المصرى بريقة من جديد ..”دعاية لو دفعنا فيها أموال لتكلفت خزينة الدولة مليارات الدولارات” ، بدأت بجولة الرئيس السيسي والرئيس الفرنسي ماكرون فى منطقة الحسين وخان الخليلي، وهى رسالة عن الأمن والأمان التى تشهده مصر ، ثم حفل العشاء الذى أقامه الرئيس لملك إسبانيا فى منطقة أهرامات الجيزة، ثم مؤتمر السلام المنعقد فى مدينة شرم الشيخ بحضور عدد من الرؤساء والملوك ، وهو رسالة جديدة عن مصر ومكانتها إقليميًا ودوليًا، ثم جاء الختام ” وختامها مسك” بافتتاح المتحف الكبير..وهنا السؤال كيف تستفيد السياحة المصرية من كل هذه الأحداث الكبيرة ؟.
..الدولة ممثلة فى الرئيس عبد الفتاح السيسي قامت بدعم غير مسبوق للقطاع السياحى ، ليأتى الدور على الجهة الإدارية ممثلة فى وزارة السياحة والآثار لإستغلال كل هذه الأحداث بفكر ورؤية غير تقليدية تتناسب مع ما تم ، وهذا يحتاج إلى خطة مدروسة جيدًا لكيفية إستغلال هذه الأحداث عالميًا، وفتح أسواق جديدة من خلال طرق الأبواب والتواصل المستمر مع الشركاء الأجانب، وهذا لن يتحقق إلا بتكاتف الجميع سواء فى الوزارة أو القطاع الخاص السياحي ،ممثل فى الاتحاد والغرف السياحية، هذا بالإضافة إلى حلول حقيقية من الوزارة لمشاكل الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، التى أصابها الوهن وأصبحت خارج الخدمة ، وأصبح كل دور الوزارة والهيئة خلال الفترة الماضية هى المشاركة بجيوش من الموظفين فى كل المعارض والمؤتمرات الخارجية المفيد منها وغير المفيد ، هى مشاركات تكلف الدولة ملايين الدولارات بدون أى فائدة تذكر على السياحة المصرية ..لقد أصبحت قطاعات الوزارة وهيئة التنشيط تدار من خلال مجموعة من الموظفين الذين ليس لهم علاقة بالسياحة من قريب أو بعيد ، ولم نسمع عن أى إنجاز واحد حقيقى وملموس يذكر” قفزوا بالباراشوت على القطاع لأنهم ببساطة شديدة من المحاسيب وأهل الثقة” على حساب شخصيات لها من الخبرة والكفاءة التى تؤهلهم لتحقيق إنجازات فى هذا الملف الهام.
ثم يأتى الدور على الاتحاد المصري للغرف السياحية ، “الذى يبكى القائمين عليه على اللبن المسكوب”، يتحدثون أن الاتحاد جاء بشركة عالمية قامت بوضع استراتيجية للقطاع بدعم كامل من الاتحاد منذ عامين ..طيب تمام وماذا بعد ؟ ، أين الاتحاد من إستغلال هذه الأحداث بإعتباره الأب الشرعى للقطاع ..الاتحاد مطالب خلال الفترة المقبلة بتنفيذ ما منحه القانون له من صلاحيات ، ووضع رؤية فنية واضحة للنهوض بصناعة السياحة، وتفعيل ما جاء فى القوانين الجديدة التي تم تعديلها خلال الفترة الماضية فى إطار خطة الدولة لتذليل كل العقبات أمام الاستثمارات السياحية الجادة ، خاصة وأن رئيس الاتحاد هو عضو فى اللجنة الاستشارية والوزارية للسياحة ومشارك دائم فى كل الإجتماعات التى تتم مع المسئولين.
وأين الغرف السياحية المختلفة؟ ،حيث تعيش هذه الغرف حالة من الضعف الغير مسبوق ،حتى أن الغرفة الأكبر والأهم، وهى غرفة الشركات، تحولت إلى غرفة للحج والعمرة فقط ،ولم نعد نسمع عنها أى شئ يتعلق بالسياحة الخارجية إلا تشكيل لجان على الورق فقط.
الأمر الأخير والمهم ، لا بد من تفعيل عدد من المبادرات الجادة لزيادة الطاقة الفندقية، وزيادة طاقة الطيران لتستوعب تنفيذ خطة الدولة لزيادة الحركة الوافدة إلى مصر، مع فتح الباب أمام الشباب للعمل في قطاع السياحة من خلال إعادة التفكير في ملف تراخيص شركات السياحة ، خاصة العاملة في السياحة المستجلبة بعيدًا عن الحج والعمرة ، لإتاحة الفرصة أمام كل شاب لديه فكر يتناسب مع التطورات التكنولوجية الحديثة التى تُفيد صناعة السياحة… مبروك لمصر افتتاح المتحف المصري الكبير وتمنيات بأن تحتل السياحة المصرية المكانة التى تستحقها..
وهذا غيض من فيض وللحديث بقية بإذن الله.



