مصر بوابة الأمل ومفتاح النجاح في منطقة شرق المتوسط
في يوم 23 أكتوبر، 2025 | بتوقيت 11:10 ص

عماد حمدي منسي
لم تكتسب منطقة شرق البحر المتوسط أهميتها في العصر الحديث لكونها غنية بالبترول والغاز فقط ، ولكن لها أيضا إمتداد تاريخي حيث كانت مهدا للحضارات القديمة وجسر للتبادل التجاري والثقافي يربط بين أفريقيا وآسيا وأوروبا ، ويمتد شرق المتوسط بين سواحل مصر، وإسرائيل، ولبنان، وسوريا، وقبرص، واليونان، وتركيا.
و حديثا يتحكم في مسارات نقل الغاز والطاقة من أفريقيا و آسيا َإلى القارة الأوروبية ،حيث يعتبر منطقة استراتيجية ذات أهمية بالغة ومستقبل واعد خاصة مع الإهتمام المتزايد من الشركات العالمية في مجال البحث والاستكشاف والتنقيب ، و في ظل اكتشافات الغاز الطبيعي الذي تذخر به مياه شرق المتوسط وتبوح بأسرارها يوما بعد الآخر في، مع طموحات كبيرة وآمال عريضة تدعمها تكنولوجيا حديثة هي آخر ماتوصل إليه العلم لإيجاد المزيد والمزيد لتحقيق أمن الطاقة على المستوى الإقليمي والدولي .
وهنا تكمن أهمية مصر بإعتبارها بوابة الأمل و مفتاح الحياة في المنطقة ، بسبب تميزها بموقع فريد يؤهلها لتصبح مركزًا إقليميًا لتجارة وتداول الطاقة، حيث تمتلك مصر بنية تحتية متكاملة ومتطورة ،ةتشمل إسالة غاز ” محطتين” ، معامل تكرير هي الأكبر في الشرق الأوسط، مصانع بتروكيماويات وسعات تخزين كبيرة ولوجستيات ، مع تطوير في نظم العمل ودعم العنصر البشري أساس التنمية وتطبيق أحدث التكنولوجيا وتعزيز استخدام الذكاء الصناعي في مواقع الإنتاج.
هذا وقد أنشئ منتدى غاز شرق المتوسط بمبادرة مصرية عام 2019 ومقره القاهرة بهدف تنسيق السياسات الخاصة بالغاز ،والعمل على تطويرها وجذب الاستثمارات المشتركة وتعزيز الدور القيادي لمصر في المنطقة، وحالياً تستثمر شركات عالمية مثل شيفرون، بي بي، إيني، إكسون موبيل، توتال انيرجيز ،وغيرهم في مصر.
و يأتي هذا في ظل الانتظام في سداد مستحقات الشركاء الأجانب وتوفير بيئة جاذبة للاستثمار، كما طرحت الحكومة مزايدات للتنقيب عن النفط والغاز الفترة الماضية ومع استمرارها في طرح المزيد ، وقد أعلن المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية مؤخراً خلال مشاركته في القمة العالمية للطاقة بلندن عن خطة مصر خلال السنوات الخمسة المقبلة ،والتي تستهدف حفر ٤٨٠ بئرًا استكشافية باستثمارات 5.7 مليار دولار، وأكد وزير البترول أن الإجراءات التحفيزية التي نفذها قطاع البترول ساهمت في التوسع في مجالات البحث والاستكشاف والإنتاج.
وأضاف أن بوابة مصر الرقمية للاستكشاف والإنتاج تساعد في سرعة اتخاذ القرار الاستثماري ، كما تتضمن مجهودات وزارة البترول زيادة الشراكات الدولية ،مثل الشراكة مع قبرص والتي تمثل نموذجاً ناجحاً للتعاون الإقليمى ،حيث إنتقلت من مرحلة التفاهمات والرؤى المشتركة إلى مرحلة التنفيذ الفعلي مما يسهم في دعم أمن الطاقة وتعزيز التكامل بين البلدين.
وكان لمشاركة المهندس كريم بدوي في مؤتمر شرق البحر المتوسط الدور الفعال ، حيث تم توقيع الاتفاقيات الخاصة بمشروع نقل غاز حقل كرونوس القبرصي إلى مصر وربطه بالبنية التحتية لقطاع الغاز المصري، وهذه الاتفاقيات تعد تتويجا للتفاهمات الناجحة واللقاءات المتوالية بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس قبرص.
ومن الجدير بالذكر أن حقل ظُهر الذي اكتشفته شركة إيني الإيطالية عام ٢٠١٥ في المياه العميقة شرق المتوسط يمثل أكثر من ٢٣ ٪ من إجمالي إنتاج الغاز في مصر
هذا وتعلن وزارة البترول والثروة المعدنية بين الحين والآخر عن إكتشافات جديدة تعزز من إنتاج مصر من البترول والغاز حيث يعمل رجال البترول الأوفياء بكل الهمة والإخلاص على تحقيق الاكتفاء الذاتي وتوفير فائض للتصدير للخارج علاوة على زيادة الدخل من العملات الاجنبية ودعم ميزان المدفوعات وخطط التنمية.
ومما يعزز من مكانة مصر كمورد طاقة موثوق ومستقر سياسيًا مقارنة بالوضع الحالي دولياً واقليميا كما تمثل مصر محوراً استراتيجيا مهم في أمن الطاقة الإقليمى والدولي